يحتفل العالم في 15 أكتوبر من كل عام بيوم العصا البيضاء للمكفوفين وذلك بعدما أوصي الأعضاء الفخريون في المجلس العالمي لرعاية المكفوفين في اجتماعهم في فبراير من عام 1980 بباريس أن يكون الخامس عشر من أكتوبر من كل عام يوماً للمكفوفين ويرمز لهذا اليوم بيوم العصا البيضاء. وبدأ استخدام العصا البيضاء عام 1931 وهي رمز استقلالية المكفوفين فهي تساعدهم في التحرك الآمن والتعرف علي البيئة بحرية دون مساعدة أحد والقيام بأمور حياتهم المختلفة دون الاعتماد علي الآخرين.. ومن خلالها يستطيع المكفوفون الانتقال والتحرك بأمان.. وأن يمارسوا دورهم في مجتمعاتهم وتفادي العوائق التي تواجههم وتحديد مواقع الأشياء والمساعدة في حمياتهم من الإصابة وتزودهم بالمعلومات عما حولهم وأصبحت العصا البيضاء اعترافاً صريحاً بقدرة الكفيف علي العمل والإنتاج المنفرد والاعتماد علي النفس. وكانت "الجمهورية" سباقة دائماً في تقديم التقدير والعطاء لهؤلاء من أصحاب الإرادة حين كانت أول من احتفي بهم بتكريم أوائل المكفوفين في الثانوية العامة.. وأحد هؤلاء المكرمين هو عالم اللغة والنحو الأستاذ الدكتور مجدي حسين وكيل كلية الآداب فرع دمنهور سابقاً ورئيس قسم اللغة العربية بها وحالياً أستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الاداب جامعة الإسكندرية والذي ما زال يعتز بصورته علي الصفحة الأولي لجريدة "الجمهورية" في 8 أغسطس 1983 بعد حصوله علي المركز الأول للثانوية العامة للمكفوفين في نفس العام مقراً بأنه كان التكريم الوحيد الذي حصل عليه في وقت لم تكن الدولة تهتم بالمكفوفين.. لذلك بادرت "الجمهورية" بعقد حوار مع الدكتور مجدي ضمن فاعليات احتفال كلية الآداب باليوم العالمي للعصا البيضاء والمكفوفين الذي سيعقد في نهاية الشهر ولأول مرة بالكلية بينما تواظب مكتبة الإسكندرية علي الاحتفال كل عام وذلك للتعرف علي رحلته بعد تكريم الجمهورية والتي حفلت بالعديد من الإنجازات. بداية يعرف الدكتور مجدي حسين نفسه بأنه أستاذ علم اللغة والنحو بقسم اللغة العربية بالكلية ووكيل آداب دمنهور ورئيس قسم اللغة العربية سابقاً.. فقد بصره في طفولته. وتصدرت صورته الصفحة الأولي بجريدة "الجمهورية" قبل ما يزيد علي ثلاثين سنة وكان حينها أول الجمهورية علي مستوي المكفوفين وكان هذا الاحتفاء من الجريدة هو التكريم الوحيد الذي حظي به فلم تكن الدولة حينها تلتف للمكفوفين الأوائل. وعن هذه المرحلة يقول دكتور مجدي: "لعل المجموع هو الذي يقف عثرة أمام طموح الطلاب في هذه المرحلة والأمر بالنسبة لي كان بالعكس. فمجموعي المرتفع نسبياً كان سبب تشتيتي وعدم تحديد الهدف" فقد التحقت بعدة كليات في الشهور الثلاثة الأولي من الدراسة: "الاقتصاد والعلوم السياسية. والإعلام. والألسن. ثم أخيراً كلية الآداب قسم اللغة العربية". التي التحق بها كارهاً مرغماً في البداية. ومع ذلك وبعد أقل من عشرين سنة من تخرجه أصبح رئيساً لقسم اللغة العربية بفرع الكلية بدمنهور ولمدة عشر سنوات ثم وكيلاً للكلية. بل جمع بين منصبي رئيس القسم ووكيل الكلية في الفترة من 2011 إلي 2014 وهو الآن أستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية. والدرس المستفاد من هذا الموقف كما يوضح الدكتور مجدي أن الإنسان بالإرادة والتحدي يستطيع أن ينجح ويتفوق حتي لو وضعته الأقدار في غير المكان الذي يتمناه ويحلم به. لم يمنعه عمله وهو طالب بمرحلة الليسانس ولا سفره بعد ذلك خارج مصر من إكمال دراسته العليا واستكمال مسيرته العلمية. فحصل علي الماجيستير والدكتوراه وهو بالرياض رغم صعوبة توفر الزميل أو المرافق القارئ. تفسير جديد لغوي للقرآن قريباً كان موضوع الماجيستير: "حرف الواو في القرآن الكريم" دراسة لغوية والدكتواره عن "ظاهرة الوقف في القراءات القرآنية". ثم توالت بعد ذلك المؤلفات منها: "التوجيه اللغوي لمشكل القرآن الكريم" معجم لغوي قرآني يزيد علي ألف صفحة. "النص القرآني ومعايير الفصاحة". "رواية حفص في ميزان القراءات". بالإضافة إلي ديوان بالعامية المصرية بعنوان "بحلم". ومسرحية روائية غير مطبوعة بعنوان "رسالة الغفران 2000". وتحت الطبع "الفاصلة والضرورة القرآنية" و"التفسير التداولي للنص القرآني". وكلها مؤلفات يغلب عليها الفكر الليبرالي رغم تكوينه السلفي في مرحلة الليسانس وعمله إماماً بالسعودية. ويعكف منذ عدة سنوات علي تفسير القرآن تفسيراً لغوياً مختلفاً وجديداً. يعتمد علي المناقشة وطرح السؤال فيما يمكن أن نسميه بسؤال القرآن أو ما وراء التفسير. وقد فرغ من ثلاثة مجلدات يبلغ كل مجلد ألف صفحة وهو الآن بصدد تأليف المجلد الرابع والأخير. أشرف وناقش ما يزيد علي 90 رسالة بين ماجيستير ودكتوراه بعدد من الجامعات المصرية. كما حكم ما يزيد علي 40 بحثاً. وهو كذلك عضو باتحاد كتاب مصر. لديه ثلاثة من الأبناء: د. ريم صيدلانية. وعمر بالسنة النهائية بكلية الهندسة. وشروق بالسنة الثانية بكلية طب أسنان. درسوا جميعاً بالمدارس الحكومية ثم التحقوا بجامعة الإسكندرية أي: جامعة حكومية كذلك وهذا هو مثار الفخر.. والحمد لله. ويطالب الدكتور مجدي بحملة إعلامية لاعتبار يوم 16 أكتوبر يوم افتتاح مكتبة الإسكندرية هو العيد القومي للإسكندرية. وأرسل رسالة مفتوحة عبر الجمهورية إلي الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية. وأ.د مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية بذلك. تغيير يوم العيد القومي للإسكندرية وقال في 16 أكتوبر نحتفل بافتتاح مكتبة الإسكندرية وحبذا أن يكون هذا اليوم هو العيد القومي للإسكندرية. فالمكتبة رمز لمصر ورمز للعلم ومهد للحضارة الممتدة الجذور قبل 2300 سنة وهي امتداد لحضارة مصر الفرعونية العظيمة والحضارة الإغريقية. فلا أقل من أن يكون هذا اليوم يوم افتتاح هذا الصرح هو العيد القومي لمدينة الإسكندرية. ونحن في زمن العلم والتكنولوجيا والرقي الإنساني. أما 26 يوليو العيد القومي للإسكندرية فمناسبته معروفة وهو إعلان الرئيس جمال عبدالناصر من الإسكندرية تأميم القناة في 56 فليس لنا سوي شرف المكان. كما أن هذا القرار الخطير مختلف حوله وحول نتائجه فقد أعقبه العدوان الثلاثي علي مصر وأدي إلي خسائر عسكرية ضخمة مع الاعتراف بتحقيق نتائج سياسية عظيمة. كما أن مفهوم التأميم من مخلفات الماضي لم يعد مقبولاً في عالم اليوم عالم السوق الحر والاقتصاد المفتوح. فإذا كان هذا الأمر وهذه المناسبة مقبولة في حينها فهو ليس مقبولاً الآن بعد افتتاح هذا الصرح العظيم الذي يشهد بحضارة هذه المدينة ومدرسة الإسكندرية ومكانتها الرفيعة بين مدن العالم القديم. أما عن احتفال كلية الآداب باليوم العالمي للعصا البيضاء والمكفوفين يوم 31 أكتوبر الجاري فهو تقليد جديد حظي باهتمام الدكتورة غادة عبدالمنعم عميد الكلية وحرصت علي تفعيله بدءاً من هذا العام ومواكبة لاحتفال مكتبة الإسكندرية بهذا اليوم وينتهز هذه الفرصة لتهنئتها بتولي منصب عميد كلية الآداب وهي أول سيدة تتولي هذا المنصب.