التقيتها في أول يوم لي بجريدة الجمهورية كانت وجهًا جديد ًا بالنسبة لي فمعظم ابناء جيلي بالجريدة زملاء من كلية الاعلام اما هي فكانت طالبة بكلية التجارة ولكن دراستها للاقتصاد والمحاسبة لم يمنعها من ممارسة الصحافة التي احبتها ووهبت لها عمرها. تزاملنا واشتركنا سويا في اجراء التحقيقات الصحفية داخل القاهرة وخارجها فكانت نعم الرفيقة والصديقة ولانها من اهل القاهرة فكانت لي المرشدة في تحقيقات الشارع فهي الاعلم بمختلف احياء القاهرة القديمة وكيفية الوصول اليها وامتد عملنا سويا لخارج القاهرة لتغطية الانتخابات سواء الرئاسية او البرلمانية في المحافظات المختلفة وكانت تقول اصبح لدينا خبرة كبيرة في الانتخابات تمكننا من الفوز بعضوية مجلس الشعب في اي دائرة نختارها . وكما كانت مخلصة ودقيقة في عملها كانت صديقة مخلصة ووفية لاصدقائها . اتصلت بي ذات مرة والسعادة تقطر من فمها وهي تخبرني باننا سوف نسافر معا الي الاسكندرية لمدة اسبوع للمشاركة في دورة تدريبية وتولت هي حجز القطار وكافة الترتيبات ورغم انني زرت الاسكندرية عدة مرات من قبل الا انني معها عرفت الاسكندرية كما لم اعرفها من قبل فعشقها لهذه المدينة جعلها تعرف كل شبر بها اكثر من اهلها وقضينا سويا رحلة من اجمل ايام حياتي. افترقنا في الاقسام المختلفة بالجريدة وظلت علاقتنا وصداقتنا تبعدنا مشاغل الحياة احيانا ولكن سرعان ما نعود أسأل عليها مرة وتسأل هي مرات لم تنس ابدأ متابعة اولادي والاهتمام بمشاكلهم التي لاتنتهي الي ان هاجمها المرض اللعين فكانت مثالا للمؤمنة الصابرة تتحمل الالم في صمت بل كانت تحاول أن تخفي آلامها عندما تشاهد قلقي عليها وتبتسم وهي تردد انا كويسة الحمد لله. عن سمية احمد زميلتي في مشوار الصحافة وصديقة عمري التي اختارها الموت بعد معاناة طويلة مع المرض فأراحها من الالم واصابنا بحسرة الفراق.