أسعار الأسماك واللحوم اليوم 26 أبريل    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مايكروسوف تتجاوز التوقعات وتسجل نموا قويا في المبيعات والأرباح    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    «هنصحى بدري ولا متأخر؟».. سؤال حير المواطنين مع تغيير توقيت الساعة    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    البنتاجون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ «ATACMS»    بلينكن ل نظيره الصيني: لا بديل عن الدبلوماسية وجهاً لوجه    عاجل - قوات الاحتلال تقتحم نابلس الفلسطينية    سيول جارفة وأتربة، تحذير شديد اللهجة من الأرصاد بشأن طقس اليوم الجمعة    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    سرقة أعضاء Live.. تفاصيل صادمة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكري الهجرة النبوية
الهجرة إلي مكارم الأخلاق.. الانطلاق الكبري للإسلام
نشر في الجمهورية يوم 22 - 09 - 2017

تمثل الهجرة النبوية الانطلاقة الكبري للاسلام الي العالمية بعد أن حوصر في مكة ثلاثة عشر عاما كما كشفت دعايات المشركين ضد الاسلام والنبي واعادت الهيبة للدولة الجديدة والندية في التعامل مع الاخرين كما تذكرنا بضرورة الهجرة مما آلت إليه اخلاقنا الي مكارم الاخلاق والتي جاء النبي ليتممها وبني دولته علي قواعدها.
يري المفكر الدكتور طه حبيشي الاستاذ بجامعة الازهر ان الهجرة كانت علاقة فاصلة بين عصرين فيقول: ان اهم ما يميز سمة العصر الاول ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يعيش بعد البعثة في مكة بصفته نبي فقط يتلقي الوحي ويبلغه للناس ويشرف علي تطبيقه.. وهذه شخصية النبي في مكة فكل ما يقوله يعتبر تشريعا لايجوز الاجتهاد فيه او تغييره أو تبديله في أي مجال سواء ما يتناوله البعث او النبوة أو العقيدة أو التشريع أو تاريخ الأمم السابقة أو الانبياء اما العصر الثاني بعد الهجرة فقد اضيف الي النبي صلي الله عليه وسلم صفة رئيس الدولة أو السياسي ومؤسس الدولة فالنبي صلي الله عليه وسلم سياسي يحكم دولة منبثقة عن امه والدولة تحتاج قرارات عصرية تناسب زمانها وتوازن بين ظروفها وعلاقاتها بمن حولها فالنبي هنا يتلقي وحيا يبلغه وفي الوقت ذاته مسئول سياسي وهو ما تناوله العلماء المسلمين بعد ذلك فيما سموه الاحكام السلطانية والتي كتب فيها المواردي بل كتب فيها كل علماء المذاهب الفقهية.. وبينوا ان هذه الاحكام تتغير بمنطق رئيس الدولة ورؤيته للمتغيرات التي تحقق لامته العيش بين مختلفين يحتاج الي ندية وهيبة وهما امران حرص الرسول صلوات الله وسلامه عليه ان بعليهما في بناء دولته في المدينة.
ويضيف الدكتور حبيشي ان المتأمل في بناء الامم واستمراريتها بين الامم المختلفة يدرك انها تحتاج الي عاملي الهيئة والندية لان عدم التعامل بندية معناه التبعية للاخرين واذا سقطت الهيبة من دولة طمع فيها الاخرون واجترءوا عليها.
واذا عرفنا ان رسول الله صلي الله عليه وسلم في هجرته كانت قريش قد اسقطت عنه الهيبة بما فعلته معه واسقطت عنه الندية وهو ما حرصت رسول الله صلي الله عليه وسلم الي بنائه في المدينة فكانت غزوة بدر التي سميت غزوة الفرقان لانها صارت فارقا بين عصرين مختلفين بالنسبة لتوازن القوي بين المسلمين والمشركين وكان تأكيدا لوجود دولة جديدة لايجوز لاي قوة الاستهانة بها بعد ان هزمت قريش هزيمة منكرة كما انها كانت بداية للفت انظار القوي المختلفة في الجزيرة العربية للمسلمين.
وقال : إننا إذا تأملنا نظرة النبي صلوات الله وسلامه عليه الي هذه المعركة نجدها في دعوته لله سبحانه وتعالي قبيل المعركة بقوله: ان تهلك هذه العصابة فلن تعيد في الارض ابدا وقوله فلن تعيد في الارض اشارة الي ان المشركين لن يمكنوا احدا من عبادة الله بعد ذلك كما ان المتحاربين من المؤمنين كانوا يمثلون النواه للأمة الجديدة وهي آخر الامم التي تحمل آخر الرسالات والقضاء عليها معناه القضاء علي حمله آخر رسالة.
اذن فمعركة بدر اعادت الهيبة المطلوبة للدولة الجديدة.
ويقول الدكتور حبيشي اما الندية التي حرص الرسول صلوات الله وسلامه عليه علي تأكيدها فإننا نجد ان قريشا ظلت تتعامل معه باستعلاء شديد وترفض الاعتراف به كقوة جديدة في الجزيرة العربية بل انها ترفض الجلوس معه في تفاوض وعندما اضطرت للتفاوض معه قبل صلح الحديبية ارسلت اليه ممثلين لهم ليسوا من قريش وكانوا يعودون اليهم متغيرين فكريا وبصورة ذهنية جديدة عن الرسول صلي الله عليه وسلم كانت تنتقص من رصيد القرشيين اي انهم كانوا يعيشون العد التنازلي لهم حتي ارسلوا اليه سهيل بن عمرو في الحديبية الذي قال عن عملية التفاوض انه لم يندم علي لحظة في حياته سوي هذه اللحظة التي كان يحرص فيها سهيل ان يتعامل مع الرسول باستعلاء لكن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يرده الي الندية.
ويقول ان صناعة الندية للدولة الجديدة بدأت منذ لحظة اضطرار القرشيين الي التفاوض والجلوس مع رسول الله علي مائدة واحدة وان صح هذا التعبير فكانت العمرة التي لم يعتمرها الرسول صلي الله عليه وسلم كانت عمرة القضية وليست عمرة القضاء ومن يقرأ الايات التي تحدثت عن الفتح يعرف انها تتحدث عن عدم دخول المسجد عن الفتح يعرف انها تتحدث عن عدم دخول المسجد الحرام في هذه السنة حيث يقول تعالي: "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لاتخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا".
ويضيف الدكتور حبيشي: ان وصول النبي الي صلح الحديبية كانت الدولة قد اكتملت فلم يعد هناك قبيله عربية تستجيب لقريش ضد النبي صلي الله عليه وسلم كما كانت تستمع اليها قبل ذلك اما أهم النتائج فتمثلت في عدم التفات الرسول الي الفرح بالنصر في المعاهدة وانما بدأ يدرس خريطة المنطقة وطرقها التي قد يأتي اليه العدو من قبلها فارسل بالسرايا لفحص هذه الطرق حتي لايفاجئه عدو علي غرة من المسلمين.
اما الشيخ علاء ابوالعزايم فيري ان الهجرة النبوية المشرفة كانت بمثابة الانطلاق بالدين من الضيق والحصار الي السعة ومن الصبر علي البلاء الي المقاومة والمواجهة والنصر ايضا والانتشار بامان والدعوة من خلال خطط مدروسة آمنة وقادرة علي الاقناع بشجاعة الواثقين واشار الي ان المتأمل في الهجرة يكتشف ان المشتركين كانوا علي يقين من صدق النبي لذا فقد كانوا مدركين ان خروجه من حصارهم معناه الانطلاق الي العالم أجمع بل معناه انه سيكشف للجزيرة العربية كله اكاذيبهم وشائعاتهم حوله وبلغت الشيخ علاء ابوالعزايم النظر الي عامل مهم لعبة اليهود دون ان يقصدوا في سرعة انتشار الدعوة بين اهل المدينة قبل ان يذهب اليها النبي ولمجرد انه التقي وفودا منهم اثناء الحج اما هذا العامل فتمثل في تبشير اليهود بمجئ نبي هو نبي آخر الزمان ووعيدهم لاهل المدينة من الاوس والخزرج بانهم سيقتلونهم تحت راية هذا النبي قتل عاد وابرم وكانوا يؤكدون ان زمان قد حل وكانوا متأكدين انه سيكون منهم ومن المؤكد ان اهل المدينة كانوا يترقبون تحقيق هذه النبوءة فلما التقوا بالنبي وعرفوا صفاته التي كان اليهود يحدقونهم بها آمنوا به فورا لان الخلفية الفكرية عنه موجودة وبالتالي سارعوا الي الايمان به لذلك لم يمر وقت طويل علي وصول عمار بن ياسر الي المدينة داعية من قبل النبي حتي آمن اغلب أهل المدينة.
يقول : اننا في حاجة الي هجرة جديدة تتمثل في ثورة علي الاخلاق السيئة التي كلفت مجتمعاتنا الكثير بحيث تهاجر من هذه الرذائل الي اخلاق وقيم النبي صلوات الله وسلامه عليهم هذه السجايا التي أكد النبي انه جاء لاتمامها في قوله صلي الله عليه وسلم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق.
د.الشحات الجندي: لايجوز هجرة الوطن .. إلا للضرورة
أكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية والاستاذ بجامعة حلوان يقول: ان حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا هجرة بعد الفتح" يقرر حقيقة اسلامية وهي أن هجرة المسلم وتركه لوطنه لايكون الا لأمر يمثل ضرورة من حياة الانسان المسلم. أما اذا لم توجد الضرورة فلا هجرة. لأن الضرورات تبيح المحظورات إذن فلا يجوز ترك الوطن وذلك بموجب الولاء والانتماء الذي يجب علي المسلم تجاه وطنه ودينه. وبالتالي فإن هجرة المسلمين مع رسول الله صلي الله عليه وسلم أو في زمنه.
إنما كانت أمر يتعلق بانقاذ المسلمين والحفاظ علي دينهم في مواجهة الطاغوت الذي كان يمارسه مشركو قريش وهذا ما حدث في هجرة بعض المسلمين الي الحبشة "الهجرة - الأولي - والثانية" عندما أذن الرسول صلي الله عليه وسلم لبعض لصحابته الذين تعرضوا للايذاء والتضييق عليهم حتي أمر لهم بالهجرة فرارا من بطش مشركي مكة حيث قال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ان فيها ملكا لايظلم عنده أحد - وكان يقصد النجاشي وقد كانت هذه الهجرة فاتحة خير للمسلمين والاسلام.
اضاف د. الجندي ان الهجرة للمدينة المنورة انما كانت بعد ان أراد المشركين وأد الدعوة الاسلامية واضطهاد المسلمين في كل مكان كما حاولوا قتل الرسول صلي الله عليه وسلم وبذلك اذن الله تعالي لحبيبه صلي الله عليه وسلم بالهجرة الي المدينة المنورة وكان قد سبق الهجرة تهيئة لأهل المدينة بعد ان دخلوا في دين الله أفواجا - أي دين الاسلام - الدين الجديد وقد نصر أهل المدينة النبي صلي الله عليه وسلم واصحابه الذين تركوا ديارهم وأموالهم من أجل نصرة دين الله وعندما استوطنوا المدينة اصبحت وطنا لهم.. ومن هنا كانت الهجرة نقطة تحول في التاريخ الاسلامي علي كل المستويات دينيا واجتماعيا واقتصاديا فأصبح للمسلمين وطن ودخل الناس في دين الله أفواجا وتم الاعتراف بالدين الاسلامي والدولة الاسلامية الناشئة.
وقال د. الجندي ان الرسول صلي الله عليه وسلم أوصي المسلمين بالحفاظ علي هذا الكيان الجديد وان يدافعوا عنه لانه الدين الخاتم من اجل استقرار الوطن الجديد.
وقد علم الرسول صلي الله عليه وسلم المسلمين عليهم أهمية الحفاظ الوطن الجديد وبذلك قال صلي الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية - أي بعد فتح مكة وانتشار الدين وثيات الدولة وتوطيد أركانها والحديث يقرر عدم جواز ان يترك المسلمون وطنهم وان يأخذوا الحماية من أوطانهم والا يتركوا أوطانهم الي أوطان أخري ليكونوا بمثابة معول هدم كما هو حادث هذه الايام من خوارج العصر الذين اتخذوا من الهجرة مبرر لهم للخروج علي أوطانهم والاساءة الي شعبها وهذا يتعارض مع الانتماء والولاء الذي أشار اليه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فأولي بهؤلاء المنشقين والخارجين علي أوطانهم والذي تعاني منهم مصر وبعض الأقطان العربية والاسلامية أن يتأسوا ويقتدوا بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن يكونوا عونا لأوطانهم ومدافعين عنه بدلا من أن يكونوا شوكة في ظهره.
تعاليم الإسلام.. دستور يتبني المواطنة
أقامت دولة التكافل.. وقضت علي الطبقية .. دعت إلي قيم الحرية والمساواة والعدالة
عبدالعزيز السيد
كيف أقام النبي صلي الله عليه وسلم دولة المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية من مجتمع متعدد العرقيات والأديان والتوجهات يهود ووثن ومسلمين.
الدكتور محمد أبوليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر يقول إن بناء الأمة سابق علي بناء الدولة ولذلك جاءت كل التشريعات الخاصة بالمواطنة في مرحلة سابقة للمدينة المنورة فلم يكن في مكة صيام ولا زكاة وغير ذلك وإنما كان ذلك كله في المدينة المنورة بعد هجرة المصطفي صلي الله عليه وسلم وأصحابه حيث بنيت الدولة وكتب دستورها وهو أول دستور في العالم كله يؤسس للمواطنة والتعددية والتسامح والتعاون مع الآخر واعتبار الكل نسيجاً واحداً.
حيث أقام الرسول صلي الله عليه وسلم دولة من مجتمع متعدد العرقيات والأديان والتوجهات اليهود بكل توجهاتهم وأطيافهم بنوقينقاع وبنو النضير وبنو قرنطة والمسيحيين والوثنيين والمسلمين المهاجرين وأهل المدينة من الأوس والخزرج ورغم ذلك واجه المنافقين الذين مردوا علي النفاق ليحمي الدولة منهم وأصبح الجميع منها سواء في الحقوق والواجبات دون تفرقة بين أحد.
وأضاف د.أبوليلة أن النظر إلي كلمة أمة لا تعني المسلمين فقط وإنما تعني كل ما يعيش علي أرض المسلمين أو المجتمع ولذلك نصت وثيقة المدينة علي أن اليهود أمة مع المسلمين ثم بعد هذا ألحقت أديان وعرقيات أخري لهذه الدولة الإسلامية.
وقال د.أبوليلة إن دولة الإسلام اتسعت لتضم الجنسيات القريبة والبعيدة في مكة والمدينة وسوريا والعراق ومصر وفارس والهند وبلاد المغرب العربي فكل هؤلاء يستظلون بظل الدولة الإسلامية رغم أنهم من عرقيات مختلفة وأديان مختلفة وينتشرون علي أرضية واسعة.
وأشار د.أبوليلة إلي أنه عندما يزور البلاد الإسلامية والأوروبية مثل كوسوفو والبوسنة والهرسك وبنجلاديش وماليزيا وأندونيسيا يشعر بحب المسلمين في هذه البلدان وغيرها لمصر والأزهر الشريف والسبب هو الإسلام الثابت علي الحق رغم المؤامرات والمكائد بل إنه يزداد قوة ويزداد الشعور نحو الأمة الإسلامية دائماً.
إن الإيمان واسع ويتسع للجميع والإسلام هو قلب الإيمان بالنسبة للمسلم جاء بالتيسير وبرفع الحرج وبالتسامح والعدل والآخاء والمساواة بين البشر بحكم الخلق والأخوة الإنسانية وليس علي قاعدة المصالح أو اللون أو الطبقية أو الطائفية.. فإذا انحرف المجتمع عن العدل وإقصاء المخالفين في العقيدة أو التراث فإن هذا مجتمع متهالك يسعي إلي السقوط.. ومن أراد دولة نموذجية مثالية فيها كل العرقيات والأطياف والأديان والتوجهات وما أكثرها في وقتنا المعاصر فليتأسي بدولة المدينة الإسلامية التي أسسها ووضع دستورها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أقام دولة العدل والحرية والتعددية لقوله تعالي "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".
أما الدكتور محمد فوزي عبدالحي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر يقول إن الهجرة مأخوذة من مادة هاجر وهي الانتقال من مكان إلي آخر لتحقيق هدف أو أهداف عدة اجتماعية أو اقتصادية أو دينية أو جميعها والهجرة كما ثبت من تاريخ الأمم من أعظم التصرفات الإنسانية التي تقود إلي النهوض وتحقيق الإنجازات علي المستويين الفردي والجماعي.
وقد قامت دولة المدينة علي أكتاف المهاجرين ولعل أعظم برهان علي ذلك أيضاً في العصر الحديث ما أسسه المهاجرون الغربيون من دول عظمي تقود العالم لعل أعظمها أمريكا وكندا واستراليا وكلها دول قامت علي أكتاف المهاجرين من أوروبا وهناك سر نفسي في توجه المهاجر وفعل الهجرة وهو خروج المرء بخبراته وماضيه وتاريخه وانسلاقه عن كيانه القائم مما يولد رغبة قوية في بناء كيان أعظم باستثمار خبرات الماضي وتجنب أخطاء الماضي أيضاً في الوطن الجديد كما أن هناك عاملاً اجتماعياً مهماً وهو عدم بروز قيادات تاريخية أو عائلات ذات سلطة أو جاه نتشبث بها في أرض المهجر والغالبية العظمي من المهاجرين مستعدين للأفكار الجديدة والحياة الجديدة والمهام والوظائف الجديدة دون إرث من عصبية أو قبلية أو تشوهات نفسية توارثتها الأحفاد عن الآباء والأجداد وهذا من أسرار دولة النبي في المدينة.
وأضاف د.فوزي أن النبي صلي الله عليه وسلم بعد هجرته إلي المدينة المنورة استطاع أن يعيد صياغة الحياة الاجتماعية في المدينة ويعيد توزيع الأدوار بين المهاجرين والأنصار ليعطي كل واحد منهم الدور الذي يليق به خدمة للدين والدولة الجديدة وهذا من أكبر العوامل التي تساعد علي بناء نهضة الأمم وهو استعداد الجميع لخدمة الدولة وفق رؤية القيادة الرشيدة.. استطاع النبي صلي الله عليه وسلم أن يقيم العلاقات مع جيرانه من اليهود وفق اعتبارات الاحترام المشترك والحقوق المتساوية والعادلة لذلك صارت دولة المدينة ملجأ لكل الراغبين في التعايش السلمي والبناء الحقيقي في جزيرة العرب وما حولها ونحن اليوم مدعون جميعاً إلي استلهام معني الهجرة وتفهم مقاصد الهجرة واستدعاء طاقة المهاجرين في مساغينا الحثيثة لبناء دولتنا الجديدة وحضارتنا الناهضة ولعل ذلك يمكن في النقاط التالية:
أولاً: الخروج عن تقليد الآباء بالاستقرار في مكان الولادة حتي الوفاء بأن نخرج إلي الصحاري ننشر فيها المصانع والمزارع ونؤسس فيها حواضرنا الجديدة التي يمكن أن تغير مستقبل أولادنا إلي ما فيه صلاحيتهم ورفاهيتهم.
ثانياً: الاستعداد التام لخدمة وطننا في كل المواقع بتفان وإخلاص سواء كنا في القيادة أم جنوداً في مؤخرة جيوش العاملين من أجل نهضة أوطانهم.
ثالثاً: إحياء عقيدة الاخاء لنشر المودة والتكافل التي زرع أصولها عقد المؤخاة بين المهاجرين والأنصار وذلك لنتغلب علي الفروق الطبقية والبغضاء الاجتماعية التي تفرق بين أبناء المجتمع الواحد وتزرع بينهم التقاطع والتدابر.
رابعاً: قبول الأفكار الجديدة التي ثبت صلاحها ونفعها في بناء الأمم والحضارات المعاصرة وخاصة قيم الحرية والمساواة والعدالة ومبادئ المواطنة والحقوق المتساوية والتداول السلمي للسلطة واستقلال السلطات تحت احترام قيم العلم والحريات العامة وحرية المعتقد وحرية الدين وغيرها من المبادئ السامية التي تحكم العالم في العصر الحديث.
حديث نادر للشعراوي بالقناة الأولي بمناسبة الهجرة
تقدم القناة الأولي عقب صلاة الجمعة اليوم حديثاً نادراً للشيخ محمد متولي الشعراوي يذاع لأول مرة بمناسبة استقبال العام الهجري الجديد.
قال الإعلامي عبدالعزيز عمران مدير عام الإذاعات الخارجية التراث الديني بالتليفزيون المصري والعربي ل "الجمهورية" ان هذا الحديث النادر تم تسجيله في برنامج "كنوز من تراثنا الإسلامي" وسيفاجأ الجمهور في هذه الحلقة بظهور الإمام الشعراوي وهو يرتدي العمامة الأزهرية حيث كان يشغل منصب وزير الأوقاف إبان تلك الفترة وبين الحضور فضيلة الإمام الشيخ الدكتور عبدالعليم محمود شيخ الجامع الأزهر في هذا التوقيت.
أضاف عمران ان القناة الأولي ستذيع في الثانية بعد الظهر حديثاً نادرا للدكتور أبوالوفا التفتازاني بمنسابة احتفال الطرق الصوفية بالعام الهجري في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
البرنامج من إعداد وإخراج عبدالعزيز عمران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.