يقول المثل "من جد وجد. ومن زرع حصد. ومن سار علي الدرب وصل" هكذا علمنا آباؤنا ومعلمونا في الصغر حتي بات هذا المثل عالقا في الأذهان. ومفهومه من وجهة نظري أن من يجتهد ويعمل لتحقيق هدف ما فإنه سيحققه ولو بعد حين. حيث إن كل إنسان يعيش علي هذه الأرض يمتلك فرصة واحدة للحياة فقط. فإما أن يستغلها أفضل استغلال وإما أن يفوتها عليه وكأنه لم يحيي أبدا. لهذا السبب فإنه يتوجب علي الجميع أن يعوا تماما أهمية هذه الحياة وقيمتها وأن لا يستهينوا بها أبدا فقط تكون حياة إنسان واحد فقط بوابة يدخل من خلالها الآخرون إلي حيز الوجود بعد أن كانوا مغيبين عن الواقع وعن هذه الحياة الجميلة. فقيمة الحياة تكمن في مقدار ما يعطيه الإنسان لا في مقدار ما يأخذه. ذلك أن اعمار الأرض لا يكون إلا من خلال التعاون بين أصناف البشر علي اختلافهم. ومتعة الحياة هي في تحقيق النجاحات المتتالية واسعاد الغير والنفس أيضا. تحقيق النجاح لا يكون عن طريق تقمص شخصيات الآخرين ومحاولة تقليدهم. بل علي العكس تماما فنجاح الإنسان ما هو إلا إشارة إلي أن هذا الإنسان يعيش حياته كما يريدها هو لا كما يريد الآخرون له أن يعيشها ويحياها. وقال بعض الحكماء: اجعل الاجتهاد غنيمة صحتك. والعمل فرصة فراغك. فليس كل الزمان مواتيا لك ولا ما فات مستدركا. ومن منا لا يسعي لأن يكون ناجحا في حياته. لأن يجتهد لكي يحصد ثمار هذا الجهد. فهذا الهدف وتلك الغاية يشترك فيها عامة الناس فالنجاح والحصاد هما مطلب انساني وهدف فطري يحقق ذات الإنسان ويرتقي بها. ولقد سطر التاريخ عبر مراحله الزمنية المختلفة قصصا للناجحين الذين تمكنوا بفضل سعيهم وجهدهم من تحقيق نجاحاتهم المختلفة في شئون الحياة جميعها. وحصد ثمار جهدهم فالعالم الذين يتمكن من اختراع ما ينفع الإنسان هو إنسان ناجح بلا شك. والإنسان البسيط الذي يتمكن من تحقيق أهدافه في الحياة والعمل هو انسان ناجح كذلك. فالنجاح يقاس بمخرجات الأعمال ومدي تحقيق الأهداف والغايات علي أرض الواقع. جميعنا يجب أن نبحث عن النجاح فنحن خلقنا في هذه الحياة لأهداف يجب علينا أن نسمو ونثابر لنحقق النجاح في جميع مجالات حياتنا. فما معني الحياة إذا خلت من النجاح. فالنجاح يشعرك بأهمية وجودك في هذه الحياة أو في عملك وحتي أسرتك. فأنت بنجاحك تثبت نفسك للجميع. فالحياة مدرسة. أستاذها الزمان. ودروسها التجارب. لا تحتاج إلي طلب انتساب.