رسائل أربع تحملها الجولة الافريقية للسيسي. تأتي في مقدمتها حرص مصر علي تبني سياسة خارجية ثابتة تقوم علي التعاون والتضامن مع الدول الافريقية الشقيقة. في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية والرسالة الثانية العمل علي ايجاد حلول للمشكلات القائمة من خلال حوار الأشقاء حتي لا يتحول الاختلاف إلي خلاف والثالثة العمل بشتي الطرق علي تجنب الانقسام والخلافات. والرسالة الرابعة هي العمل علي ايجاد صيغة للتفاهم تساهم في تضافر جهود الدول الافريقية الرامية إلي تحقيق التنمية الشاملة التي تطمح إليها شعوبها. وتشير دراسة العلاقات المصرية الافريقية في بعدها العام إلي توفر التقارب بين الطرفين. استناداً إلي هوية مصر الافريقية والموقع الجغرافي لها في منطقة شمال وشرق افريقيا. وأيضاً التاريخ والإرث الحضاري المشترك في منظمات وتكتلات اقليمية ودولية "الاتحاد الافريقي. الأممالمتحدة. منظمة التعاون الإسلامي. تجمع الساحل والصحراء. الكوميسا". اهتمام الرئيس السيسي بالقارة السمراء. يعد أكبر دليل علي نجاح وتألق السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 30 يونيو. وذلك وفقاً لعدد من المحددات وتعبيراً عن إرادة الشعب المصري في مرحلة تعتبر الأدق في تاريخه المعاصر. حيث نجحت مصر في سياستها الخارجية في استعادة دورها الفاعل في المنطقة. سواء في محيطها الافريقي والمتوسطي أو العربي وكذلك استعادتها لموقعها علي كافة الأصعدة. تأكيداً لانتمائها العربي وجذورها الافريقية وهويتها الإسلامية. فضلاً عن تنشيط دورها دولياً والتعامل مع القضايا العاجلة المرتبطة بالمصالح الوطنية المصرية والمرتبطة أيضاً بأمن واستقرار القارة الافريقية. ومن خلال تتبع حركة السياسة الخارجية المصرية بمختلف أبعادها الدبلوماسية. الثقافية. الاقتصادية. والتعليمية وغيرها في أعقاب ثورة 30 يونيو. يمكن القول ان الدائرة الافريقية احتلت مرتبة متقدمة علي أجندة صانع القرار الرامية لإعلاء شأن مصر الافريقي. وجاء ذلك ترجمة عملية لأولويات الانتماء لدي الشعب المصري حيث ترتبط مصر بالقارة الافريقية ارتباطاً حضارياً جسدته الجغرافيا. التاريخ. الإرادة المشتركة ووحدة المصير. وعززته المصالح المتبادلة بين الشعوب الافريقية وسعيها لتحقيق الأمن والسلام والتقدم والازدهار. وفي هذا السياق أكد الرئيس السيسي في كافة خطبه وأحاديثه ولقاءاته الرسمية والإعلامية. الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الافريقية واعتزاز مصر بانتمائها الافريقي.. وقال "إننا عازمون علي عودة مصر لمكانتها والإسهام الفعال مع بقية دول القارة الافريقية في مواجهة التحديات المتربصة بنا. لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور "البيئة". مكاسب عديدة تنتظر مصر وأشقاءها الأفارقة في المرحلة المقبلة. بعد إعادة فتح وتجديد قنوات التواصل بين الجانبين من خلال سلسلة الزيارات الرئاسية التي أجراها وسيجريها الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار المسئولين بالدولة. يأتي في مقدمتها النظر بثقة وتفاؤل نحو المستقبل بما يلبي تطلعات الشعوب الافريقية التي "ساندت مصر حركات تحررها منذ حوالي 6 عقود ماضية" نحو التنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز حجم التبادل التجاري والتجارة البينية بين دولها وزيادة الاستثمارات المشتركة خاصة وأن السوق الافريقية تمثل أحد أولويات استراتيجية تعزيز الصادرات المصرية وتشجيع إقامة المشروعات المشتركة في مجالات الزراعة والصناعة والدواء والطاقة والثروة المعدنية بما يفتح أسواقاً جديدة للتصدير. ويوفر مجالات العمل القادرة علي استيعاب الكثير من الأيدي العاملة وتعزيز الاستقرار والسلم والأمن والتنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في المحافل الدولية.