مستشفي القصر العيني واحد من أقدم المؤسسات الحديثة التي ترجع أصولها للقرن التاسع عشر ومازالت تمارس دورها الرائد لوقتنا الحالي. ويعود المستشفي للعشرينات من القرن التاسع عشر. ففي أواخر 1824 أو أوائل 1825 عقد محمد علي باشا. الذي كان يحكم مصر وقتها. مقابلة هامة مع طبيب فرنسي اسمه أنطوان بارثيليمي كلو. تلك المقابلة التاريخية كانت بايعاز من القنصل الفرنسي في مصر. برناردينو دروفيتي. فالباشا كان قد طلب منه المساعدة في جلب طبيب ماهر يستطيع أن يقيه الخسائر الفادحة في الأرواح التي كان يمني به في حملاته العسكرية المتتالية. حيث تبين للباشا أن المرض يفتك بالجنود في المعسكرات. وأن أعداد الموتي نتيجة التكدس في هذه الأماكن تفوق أعداد القتلي في المعارك. كما أن عدم وجود أي رعاية طبية أدي إلي هلاك أعداد كبيرة من الجرحي في المعارك. وافق الطبيب الفرنسي. علي طلب محمد علي باشا في إرساء دعائم خدمة طبية متطورة علي أسس أوربية. وفرنسية تحديدا. ففرنسا كانت من أكثر البلدان الأوربية تطورا في الطب وقتها. وأقترح "كلو" أن يشرع في تأسيس "مدرسة للطب البشري" وأن يعهد فيها بالتدريس لعدد صغير من الأطباء الأوربيين علي أن يكون التلاميذ من المصريين. كما نصحه بأن يكون التدريس باللغة العربية حتي يتمكن الأطباء عند تخرجهم. من التواصل بنفس اللغة مع مرضاهم. وبعد سنتين من التحضير والإعداد افتتحت المدرسة الجديدة وأقيمت بجوار معسكر كبير للجيش. اسمه "جهاد آباد". في أبي زعبل شمال شرقي القاهرة. وبعد عشر سنوات من تأسيس المدرسة أقنع كلوت بيك محمد علي بضرورة نقل المدرسة. وافق محمد علي علي اقتراح كلوت بك ونقل المستشفي إلي شاطئ النيل عند قصر العيني وبذلك عرف المستشفي باسم موقعة الجديد. واحتفظ بهذا الاسم حتي يومنا هذا. الدكتورة هدي رشيد. أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية بطب قصر العيني أوضحت أن قصر العيني المكان الوحيد الذي يوجد فيه عيادات متخصصة في الأمراض الجلدية للأطفال. وأن لهذه المستشفي تاريخاً كبيراً من الكفاح في سبيل راحة المريض. مبينة أن لكل قسم بالقصر العيني اعتبارية خاصة. فقسم الأمراض الجلدية يتميز بنشاطه العلمي الدولي. وله 33 بحثا دولياً منشوراً بالمجلات العلمية الدولية ويهتم القسم بالنشر الدولي. حيث يرقي بالمستوي الخاص بالقسم ويعزز من موقف جامعة القاهرة باعتبارها من الجامعات الدولية والتي تواكب التقنيات العالمية في علاج الأمراض الجلدية. وأشارت إلي أن القسم حصل علي 7 جوائز عالمية لأفضل الأبحاث واستعرض أفضل الحالات الإكلينيكية التي تم علاجها. حيث أن هناك الكثير من الأعراض الجلدية المعقدة والمزمنة مثل مرض الفقاعة والصدفية والبهاق يتخصص قسم الأمراض الجلدية في علاجها عن الأماكن الأخري وأصبح له سمعة عالمية في كثير من المجالات.