شرفتني جريدة ¢الجمهورية¢ باختياري أكثر من مرة عضوا في الفريق المشرف علي الرحلة التي تنظمها بالتعاون مع الأزهر الشريف لأوائل الثانوية الأزهرية والتي تنطلق كل عام إلي إحدي الدول الإسلامية.. البداية كانت باعلان معلق في لوحة الدور الثامن يفيد بأن الجريدة تنوي تنظيم أول رحلة من نوعها لتكريم أوائل الأزهر أسوة بما تفعل منذ عشرات السنين مع أوائل الثانوية العامة. وأن أول رحلة ستنطلق إلي دولة اندونيسيا باعتبارها أكبر دولة اسلامية في العالم. قرأت الإعلان وقلت:.. ولماذا لا أكون ضمن المشاركين بها؟ توجهت للأستاذ محمد علي ابراهيم رئيس تحرير الجمهورية وقتها طالبا منه السفر فتعجب وقال لي: يا أخي.. وأنت مالك ومال الرحلة دي؟ اندونيسيا دولة اسلامية.. ودي رحلة الأزهر.. خليك في حاجة ثانية.. قلت له: ما علشان هي دولة اسلامية أنا عاوز أزورها.. وبعدين دي بها جزيرة بالي أهم مقصد سياحي في العالم. وبها مقر حركة عدم الانحياز وتصنف ضمن النمور الأسيوية في التنمية.. اختمرت الفكرة في ذهن الأستاذ محمد علي وبعد أيام فوجئت بالموافقة علي سفري.. الطريق إلي اندونيسيا طويل وشاق. ويمر عبر محطتين للترانزيت في دبي وسنغافورة. ولا يخفف من عناء الرحلة سوي الرغبة في استطلاع المجهول. ومعرفة حضارات جديدة وشعوب وأمم سمعنا عنها.. ونراها لأول مرة.. في مطار العاصمة جاكرتا استقلبنا مسئولو الخارجية الاندونيسية بكل حب وترحاب. وخلال أسبوع طفنا جزيرة ¢جاوا¢ التي تقع بها العاصمة وزرنا مسجد ¢الاستقلال¢.. وأول ما يلفت نظرك عند دخول المسجد اتساعه وطوابقه المتعددة وقبابه العالية وسقفه ذو الزخارف البارزة وأعمدته ذات اللون الفضي.. وهناك أبلغونا بأنه أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا. وثاني أكبر مسجد بعد الحرم المكي. ويتسع بطوابقه وساحاته إلي نحو نصف مليون "مصلي". وقد سمي ب¢الاستقلال¢ لأنه بدأ بناؤه بعد استقلال اندونيسيا عن هولندا عام 1949.. والاندونيسيون شديدو الاعتزاز بالأزهر.. الجامع والجامعة..ومن أجل ذلك أقاموا مسجدا كبيرا أطلقوا عليه اسم ¢الأزهر¢ ويقع جنوب العاصمة ويصنف ضمن أهم المواقع التاريخية. رحلتنا امتدت لزيارة مدينة باندونج حيث مقر حركة عدم الانجياز. وشملت زيارة العديد من المدارس والجمعيات الاسلامية ذات التأثير في المجتمع. وكم كان شيئا مؤثرا حين استقلبنا الطلاب الاندونيسيون بنشيد ¢طلع البدر علينا..¢ وكنت أنا وزميلي فريد ابراهيم نتقدم ¢الزفة¢ التي أقاموها لنا وسارع مستقبلونا لتقبيل أيادينا باعتبارنا من رجال الأزهر..وبعد العودة فوجئ قراء ¢الجمهورية¢ بأنني أنشر تفاصيل الزيارة في صفحة ¢أجراس الأحد¢ التي كانت تصدر بهذا الاسم في ذلك الوقت. دارت في ذهني هذه الخواطر وحرضني علي الكتابة عنها زميلي العزيز وأخي الكبير الأستاذ محمد أمين رئيس مجلس أمناء الزميلة المصري اليوم حين كتب مقالا يوم الأحد 21 مايو 2017 يرصد فيه نماذج لشخصيات مصرية وتكرم بأن تحدث عن رحلاتي للدول الاسلامية. تلك هي مصر التي نعيشها. ويستحيل أن تميز فيها المسلم من المسيحي.. سافرنا لأندونيسيا فاستقبلونا بالحب وقبلوا أيادينا دون أن يعرفوا الفارق بين فريد ابراهيم رئيس القسم الديني. وسامح محروس المشرف علي صفحة ¢أجراس الأحد¢ وقتها.