ولأن نزيف الأسفلت مستمر ويحصد يوميًا عشرات من أرواح المصريين الأبرياء غالبيتهم من الشباب ثروة المستقبل البشرية. فان الحديث عن مشكلة المرور متواصل. ويجرنا الحديث مرة أخري إلي مسئولية ادارات المرور عن هذه الفوضي. في منتصف الثمانينيات ذهبت إلي دولة الإمارت للعمل. وكنت مع عدد من الزملاء المصريين نتندر علي حكاية حدثت لواحد منا تقدم للحصول علي رخصة قيادة سيارة. وفي الاختبار العملي في الشوارع أشار له الممتحن أثناء القيادة إلي شيء ما بعيدًا عن الطريق. فاذ به يلتفت إليه ليخبره الممتحن فورًا برسوبه لانه لا يجب ان ينظر الا للطريق فقط أثناء القيادة. وبالتالي عليه التقدم للامتحان مرة أخري بعد شهور. كنا نتعجب من الحكاية وفي خلفيتنا الذهنية سهولة الحصول علي رخصة القيادة بمصر. وكنا نعرف كثيرين حصلوا عليها دون أي اختبار. ثم يبدأوا التعلم في الشارع المصري. فتحدث الكوارث التي نسمع عنها يوميًا. هذه الحكاية تجرنا إلي مسئولية ادارات المرور عن الفوضي المنتشرة في الشوارع المصرية. وتبدأ بسهولة الحصول علي رخصة القيادة دون التأكد من التزام الشخص بشروط القيادة السليمة المتعارف عليها دوليًا. ¢من أمن العقوبة أساء الأدب¢. وفي بلدنا نلاحظ أن غالبية مخالفات السائقين في الشارع تمر دون عقوبة. فتستمر المخالفات وتستمر الفوضي. ومن ملاحظاتي في الشوارع انه عندما تدخل السيارات في طريق آخر فانه يجب الالتزام باسبقية الوصول لمنطقة الانحراف. ولكن ما يحدث هو انه اذا كان الانحراف إلي اليسار فان بعض السائقين بالفهلوة المعروفة يأتون من أقصي يمين الطريق بسرعة ويزاحمون السيارات المنحرفة يسارًا ويدخلون أمام السيارات التي عليها الدور في الانحراف. وتكون النتيجة احتمالات التصادم بين السيارتين. ثم نأتي الي عدم تخطيط الشوارع بعلامات مرورية معروفة دوليًا يحقق الالتزام بها الأمان. من خطوط مستقيمة متصلة الي خطوط متقطعة إلي أماكن عبور المشاة التي يجب أن تحترم احترامًا لحق المواطن في عبور آمن للطريق. وكلنا نعرف أن كثير من الدول تعطي للمشاة حق ايقاف السيارات باغلاق الاشارة أمامها حتي يمكنهم العبور بأمان ... أين نحن من هذا الاحترام الكامل لحق المشاة. ونحن نري الضحايا يسقطون يوميًا أثناء محاولتهم العبور بينما السيارات تسير بسرعات جنونية. دون أدني اعتبار للمشاة؟. وبالطبع فان مسئولية توفير العبور الآمن للمشاة تقع علي أجهزة المرور. وأخيرًا مازلنا نحلم بمحطة اذاعية خاصة بالمرور تتابع حالة المرور علي مدي أربع وعشرين ساعة. لتقدم للسائقين المعلومات الضرورية. وتقترح لهم الطرق البديلة في حال وجود كثافات مرتفعة في طرق معينة... هل يتحقق الحلم؟. لقطة: ارتفعت الأسعار عقب ¢تغريق¢ الجنية المصري في نوفمبر الماضي. وتقبل الناس الزيادات مكرهين علي أمل أن تكون مؤقتة بعدها ينصلح حال السوق ويستقر مع استقرار سعر الدولار. واليوم نشهد موجة ثانية من الزيادات رغم ثبات الدولار. لماذا يحدث ذلك؟. وما الحل؟ وأين دور الدولة في تثبيت الأسعار لصالح المواطن الغلبان؟.