استراتيجية السكان والتنمية التي صدرت 2014 تعطي اهتماماً كبيراً للأطفال في مصر فأحد بنودها يطالب بضرورة حماية الأطفال من العنف وتغذيتهم.. ومنع التسرب من التعليم لأن أطفالنا هم مستقبل مصر وخصوصاً أن 37 مليوناً يمثلون الشريحة العمرية للطفولة يحتاجون دوماً إلي حقوق وتدخلات مستمرة ليصبحوا القوة الفاعلة لمستقبل آمن وواعد للوطن كله.. ولكن هناك بعض التشوهات في إعداد هؤلاء الصغار تحدث فروقا في الأرقام تفزع الكبار منها أن 78% من الأطفال يتعرضون للعنف البدني و91% للعنف النفسي.. ويتسرب من التعليم الكثير تحت ضغوط لا ذنب لهم فيها مثل فقر الأسرة أو قسوة معلم أو مناهج تعصف بقدرات الأطفال الاستيعابية. .. ونحن في مصر وضع المجلس القومي للطفولة والأمومة حماية الأطفال دستوراً ومنهجاً في عمله وذلك بتنفيذ برامج واستراتيجيات لهذا الغرض.. وفي هذا الإطار اختتم المجلس برنامجاً نحو مجتمع آمن ودامج لأطفالنا رصدنا حجم الانجاز وكيف كانت البداية من خلال السطور التالية. الأسرة والطفل د. مايسة شوقي نائب وزير الصحة للسكان والمشرف علي المجلس القومي للطفولة والأمومة أشارت إلي أنه تنفيذ برنامج حقوق الأسرة والطفل منذ عام 2010 تحت شعار نحو مجتمع آمن ودامج لأطفالنا.. وهو الهدف الذي نسعي جميعاً لتحقيقه.. وبدأ البرنامج في 4 محافظات هي الجيزة والمنيا وأسيوطوسوهاج واستطاع بجدارة أن يكون له أثر علي المستوي القومي من خلاله نشر التجربة بعدد من المحافظات وارتكز البرنامج علي عدة مكونات أهمها : مكون الإعلام ورفع الوعي ومن خلاله تم رفع وعي ما يزيد علي 5000 طفل و2000 أسرة وألفي سيدة وفتاة بحقوق الطفل وأهمية دمج الأطفال ذوي الإعاقة وذلك من خلال الندوات والمعسكرات وورش العمل فضلاً عن فريق الدعوة الذي مثل علامة فارقة اعتمدت علي منهجية تثقيف الأقران.. وتم تدريب عشرة أطفال من كل محافظة علي التوعية بحقوق الطفل ومخاطر بعض الممارسات الضارة. وانطلق هؤلاء الأطفال ليصبحوا سفراء لنشر الوعي بحقوق الطفل في محافظاتهم. واستطاعوا نقل خبراتهم إلي أقرانهم من المحافظات الأخري في القاهرة والبحيرة والدقهلية والغربية والإسماعيلية وكفرالشيخ والبحر الأحمر ومرسي مطروح من خلال المعسكرات. وامتد الأثر لتشكيل فرق للدعوة ففي الإسكندرية استطاع فريقها رفع وعي ما يزيد علي 500 طفل بالمحافظة فضلاً عن مشاركته في تنفيذ أنشطة رفع الوعي التي ينفذها البرنامج في المحافظات الأخري. صمام الأمان وأكدت د. مايسة أن المكون الثاني للبرنامج هو التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر والذي استهدفنا الأمهات وخاصة المعيلات حيث أن الأم هي صمام الأمان للأسرة. وقد نجح البرنامج في تدريب ما يزيد علي 700 سيدة وفتاة علي برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي مما مكنهم بالفعل البدء في تنفيذ مشروعات صغيرة خاصة بهم وتضمن البرنامج التدريبي رفع وعيهن بحقوق الطفل ومخاطر أشكال العنف التي تمارس ضد الأطفال مثل ختان الإناث والزواج المبكر.. كما تم تدريب هؤلاء علي مهارات التفاوض والتسويق وكيفية إعداد دراسة الجدوي لأي مشروع. أطفالنا المعاقون وبالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة أكدت د. مايسة علي أهمية دمجهم كونهم جزءاً أصيلاً من المجتمع ولدي العديد منهم مهارات وقدرات خاصة لابد وأن ندعمها.. وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تم إصدار ثلاثة أدلة استرشادية لدعم دمج ذوي الاعاقة في التعليم بكافة مراحله وبالمحافظات نطاق عمل البرنامج تم تنفيذ دورة تدريبية للمدرسين في كل محافظة للتأكد من قدرة المدربين علي توصيل المعلومة وهنا الجزء الأهم هو قيام هؤلاء المدربين بتدريب المدرسين في مختلف الإدارات علي مستوي المحافظة ذاتيا. تحذر د. مايسة شوقي الأسرة المصرية من أشكال العنف التي تمارس ضد الصغار داخل البيوت وفي المدارس والمؤسسات التعليمية وغيرها وقد شجب المجلس القومي للطفولة والأمومة كافة أشكال العنف التي تعرض لها عدد كبير من الأطفال في الآونة الأخيرة. قد كشفت دراسة أعدها المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتنسيق مع منظمة اليونسيف بالقاهرة أن أكثر أشكال العنف شيوعا في المجتمع المصري هو العنف من الأباء والأمهات داخل الأسرة لأبنائهم وبالأرقام نجد أن 78% من الأطفال يتعرضون للعنف البدني و91% يتعرضون للعنف النفسي.. وذلك كله من منطلق مفاهيم خاطئة عن التربية وطرق تقويم السلوك السلبي لدي الأطفال. أما الشكل الثاني للعنف الأكثر شيوعاً هو العنف داخل المؤسسات التعليمية.. والمجلس القومي للطفولة والأمومة بصدد تنفيذ حملة إعلامية موسعة وبالتعاون مع اليونسيف أيضاً لنشر المفاهيم الأساسية للتربية الإيجابية كما بدأ العمل نحو ترسيخ تلك المفاهيم وكل ما يتعلق بمناهضة العنف ضد الأطفال داخل المدارس والتركيز علي مرحلة التعليم الأساسي وخط المشورة الأسرية 16021 واللذان يقدمان خدمات مجانية للمتصلين. وتقدم خدمات للأطفال ذوي الإعاقة ولأسرهم خدمات مجانية من خلال الخط الساخن .08008886666 وقد استحدث المجلس وحدة للدعم القانوني وأخري للدعم النفسي وذلك للتعامل مع الأطفال ضحايا العنف.. وفي إطار تنفيذ ما ورد في قانون الطفل رقم 126 لعام 2008 شكل المجلس لجان حماية عامة وفرعية لرصد كافة حالات العنف الموجهة ضد الأطفال من البيت والمدارس أو اتخاذ التدابير المجتمعية والإجرائية للتعامل مع هذه الحالات. بل تشمل ظواهر أخري مثل عمالة الأطفال والحرمان من التعليم والزواج المبكر وختان الإناث وغيرها من الممارسات التي تنتهك الحقوق الأساسية للأطفال والواردة في الدستور والتشريعات الوطنية وكذا الاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر. الدمج للمعاقين ومن الشركاء الأساسيين في برنامج نحو مجتمع آمن ودامج لأطفالنا نجد وزارة التربية والتعليم.. وأوضح الدكتور أحمد آدم مدير عام التربية الخاصة بالوزارة أن الوزارة لديها خطة استراتيجية للتعليم قبل الجامعي 2014/2030 وفي ال 3 سنوات الماضية قفزنا من ادماج 4 آلاف تلميذ وتلميذة داخل المدارس إلي 30 ألف تلميذ وتلميذة بمدارس التعليم العام.. وذلك من خلال تقديم خدمة تعليمية مميزة وتغيير تشريعات خاصة بالدمج وكذلك تعزيز ثقافة الدمج لدي الطلاب الأسوياء وساهموا في مساعدة زملائهم المعاقين ونجاح دمجهم معا.. وأصبح لدينا دليل للتوعية بثقافة الدمج لرياض الأطفال ودليل للأنشطة اللاصفية بالابتدائي والإعدادي.. كما تم تدريب 30 معلماً لنقل هذه الثقافة إلي باقي المعلمين. وفي محافظتي سوهاجوالجيزة تم تدريب 500 معلم بكل منها علي دليل المرحلة الابتدائية ونعمل من خلال برنانج زمني للانتهاء من تدريب كل القيادات الموجودة بمساعدة المجلس القومي للطفولة والأمومة. وجدير بالذكر أن برامج التدريب خلقت نوعاً من التنافسية بين المحافظات الأربع التي عمل فيها البرنامج وباستثمار الامكانيات المتاحة تبين أن الطفل المعاق له دور في التدريب ومازلنا نحتاج لنشر ثقافة الدمج في المجتمع. وأول كتاب للتدريبات لمعلمة رياض الأطفال للمكفوفين لأن هذه المرحلة هي الأساس لتكوين شخصية التلميذ ومعرفة قدراته الخاصة. ومن المحافظات التي تم تنفيذ البرنامج فيها أكد عدد من المنفذين علي أهمية معرفة الخريطة الأساسية لنطاق العمل للبدء السليم في انجاح أي مشروع ومن هؤلاء. نجاة موسي مدير عام التنمية بمحافظة سوهاج أشارت إلي أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة فقد تم تجهيز مشغل لتدريب السيدات ونشر الدعوة في 11 مركزاً بالمحافظة.. فمن خلال التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأم باستثمار أبسط الموارد البيئية لصناعة مشروع اقتصادي اشترينا عدد من ماكينات الخياطة بعد تدريب الأمهات من خلال الجمعيات الأهلية وبالفعل أصبحت هناك مشروعات اقتصادية علي أرض الواقع ستنجح بالتأكيد في تحسين اقتصاديات الأسر الفقيرة. ومن المنفذين أيضاً اضافت نانسي أحمد من سوهاج أننا تعرفنا علي خط نجدة الطفل وكيفية الاستفادة منه وتفعيله لحماية الطفل ومواجهة التحديات التي يعاني منها الأطفال في المجتمع. وأشار أحمد مدحت أحد المدربين بالمشروع إلي أن العمل الجماعي يعطي فوائد كثيرة تدربنا علي العديد من الأنشطة التي نفذناها فمؤكد سيتغير وجه المجتمع ويصبح النموذج للمجتمع المثالي والآمن. غرفة التكامل الحسي ومن أسيوط توضح غادة محمد سليمان رئيس مجلس إدارة جمعية الابتسام للأشخاص ذوي الاعاقة أن التدريب المستمر لمعلمي ومعلمات رياض الأطفال سيعطي نتائج رائعة للوصول بالأطفال ذوي الاعاقة الي تجاوز معني هذه الاعاقة والانتصار عليها وذلك من خلال غرفة التكامل الحسي والتي أصبح منها ثلاث غرف بمحافظة اسيوط ففي مركز ساحل سليم نقدم لأمهات الأطفال كيفية معرفة وجود إعاقة لدي الطفل وكيفية التعامل معها وهذه الغرف تخدم مائتي طفل من أطفال الصعيد.. ومازلنا نحتاج لهذا الدعم للأطفال المعاقين.. وكذلك نحتاج أخصائيين للأطفال ونريد من المجلس القومي للطفولة والأمومة الدعم المستمر لذوي الإعاقة من لحظة الميلاد حتي الإعداد المهني ودمجهم في المجتمع وبذلك سنعمل لتنمية حقيقية لكامل أفراد المجتمع. تحديد المشكلة آمال ربيع من جمعية النور لرعاية ذوي الاعاقة بسوهاج تقول إن شغلنا الشاغل هو كيفية تحديد المشكلة للمعاق ونبدأ مرحلة التأهيل والتخاطب وكيفية اعتماد الطفل علي نفسه وضرورة تحسين ظروف أسر هؤلاء المعاقين اقتصاديا لأن معظمهم من معدومي الدخل.. وذلك يؤثر بالسلب علي علاج صغارهم وإدماجهم في المجتمع فالحل يكون بالتوازي علي كل المحاور اقتصاديا للأسرة وصحياً وتأهيليا للطفل ليضاف الرقم النهائي لمنظومة التنمية الحقيقية بالمجتمع.