افتتحت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة والسكان للسكان والمشرف العام على المجلس القومي للطفولة والأمومة، احتفالية ختام أنشطة برنامج "حقوق الأسرة والطفل" الممول من الاتحاد الأوروبي، صباح اليوم، تحت شعار "نحو مجتمع آمن ودامج لأطفالنا". وحضر الافتتاح راينهولد برندر القائم بأعمال سفير الاتحاد الأوروبي ورئيس الوفد بالإنابة بالاتحاد الأوروبي لدى مصر، والدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج، والمهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط، وقيادات مجلسي السكان والطفولة والأمومة. وقالت نائب وزير الصحة في كلمتها: "يسعدنى أن التقى بكم اليوم في احتفالية ختام أنشطة برنامج حقوق الأسرة والطفل المنفذ من المجلس القومي للطفولة والأمومة بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وذلك تحت شعار (نحو مجتمع آمن ودامج لأطفالنا) وهو الهدف الذي نسعى جميعا لتحقيقه، وتوجهت بالشكر لممثلي الاتحاد الأوروبي لدعمهم الكامل لهذا البرنامج الذي تم تنفيذه في 4 محافظات وهى الجيزة، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، ولكنه استطاع بجدارة أن يكون له أثر على المستوى القومى، من خلال نشر التجربة على عدد من محافظات الجمهورية". وأكدت أن برنامج حقوق الأسرة والطفل بدأ عام 2010، وارتكز على عده مكونات أهمها مكون الإعلام ورفع الوعى، ومكون التمكين الاقتصادي والاجتماعي. وأنجز البرنامج أشياء عديدة، فمن خلال مكون الإعلام ورفع الوعي، تم رفع وعي ما يزيد عن 5000 طفل، و2000 أسرة، و2000 سيدة وفتاة بحقوق الطفل، وأهمية دعم دمج الأطفال ذوي الإعاقة، وذلك من خلال الندوات والمعسكرات وورش العمل، فضلا عن فريق الدعوة الذي مثل علامة فارقة اعتمدت على منهجية تثقيف الأقران، حيث تم تدريب عشر أطفال من كل محافظة على التوعية بحقوق الطفل، ومخاطر بعض الممارسات الضارة مثل الزواج المبكر وختان الإناث، وانطلق هؤلاء الأطفال ليمثلوا سفراء لنشر الوعي بحقوق الطفل في محافظاتهم. وواصلت نائب وزير الصحة والسكان، استطاع هؤلاء الأطفال نقل خبراتهم إلى أقرانهم من المحافظات الأخرى مثل البحيرة، والغربية، والدقهلية، والقاهرة، والإسماعيلية، وكفر الشيخ، والبحر الأحمر، ومرسى مطروح، من خلال المعسكرات. وامتد الأثر لتشكيل فرق للدعوة في بعض هذه المحافظات، مثل محافظة الإسكندرية التي استطاع فريقها رفع وعى ما يزيد عن 500 طفل بالمحافظة، فضلا عن مشاركته في تنفيذ أنشطة رفع الوعي التي ينفذها البرنامج في المحافظات المختلفة، وأطلق البرنامج حملة تحت شعار "أطفالنا مستقبلنا.. لا للعنف لا للتمييز"، وتم إعداد مسرحية تحت عنوان "حقك علينا" تتضمن عدد من قضايا الطفولة والأسرة، وذلك نتيجة لإدراك أن للفن تأثيره لا سيما لدى الفئات الأكثر تهميشا. وتابعت مايسة شوقي: "ندرك جميعا أن رفع الوعى له أهميته، ولكننا نحتاج في كثير من الأحيان لتدخلات تستهدف في المقام الأول الارتقاء بالمستوى المعيشي للأسرة اقتصاديا، وهذا هو هدف المكون الثاني وهو مكون التمكين الاقتصادى والاجتماعى للأسر، والذي استهدفنا فيه في المقام الأول الأمهات وخاصة المعيلات، حيث إن الأم هي صمام الأمان للأسرة". وأوضحت: "نجحنا في تدريب ما يزيد عن 700 سيدة وفتاة على برامج تمكين اقتصادي واجتماعي، مما مكنهم من البدء في تنفيذ مشروعات صغيرة خاصة بهم، كما تضمن البرنامج التدريبي رفع وعيهم بحقوق الطفل، ومخاطر بعض الممارسات الضارة مثل ختان الإناث والزواج المبكر، وتدريبهم على مهارات التفاوض والتسويق، وكيفية إعداد دراسة الجدوى". واستطردت مايسة شوقي: "نعلم جميعا أهمية دعم دمج الأطفال ذوي الإعاقة، فهم جزء من المجتمع، ولدى العديد منهم مهارات وقدرات خاصة لا بد وأن ندعمها، ولهذا ومن خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم تم إصدار ثلاث أدلة استرشادية لدعم دمج الأطفال ذوى الإعاقة في التعليم بكافة مراحله، حيث أصدرنا الدليل الاسترشادي للأنشطة اللاصفية لتلاميذ الدمج المرحلة الابتدائية، وتدريب مدربين من جميع المحافظات على المستوى القومي، وعلى مستوى المحافظات نطاق عمل البرنامج تم تنفيذ دورة تدريبية للمدرسين في كل محافظة، للتأكد من قدرة المدربين الذين تم تدريبهم على توصيل المعلومة". وهنا الجزء الأهم هو قيام هؤلاء المدربين بتدريب المدرسين في مختلف الإدارات على مستوى المحافظة ذاتيا، دون تدخل من البرنامج، وهذا لإيمانهم بدورهم في نشر المعرفة بالدليل، وتعميم الاستفادة منه. وذكرت في كلمتها أن الهدف من استعراضها لهذه التجربة هو نقل رسالة أمل بأننا بدأنا الطريق، ولكن هناك المئات والآلاف ممن يؤمنون بالفكرة ويكملون الطريق، وإلى جانب هذا ساهم البرنامج في تزويد عدد من المدارس بغرف المصادر لدعم نجاح عملية الدمج التعليمي لهؤلاء الأطفال. ولفتت إلى أن المجتمع المدني له دور كبير في تقديم الخدمات لا سيما للفئات المهمشة، وعلينا جميعا أن ندعم هذه الجمعيات والمؤسسات لتعظيم الاستفادة من جهودها، ولذلك فقد كانت شريكا أساسيا في هذا البرنامج، سواء من خلال بناء قدراتها المالية والإدارية من خلال الدورات التدريبية، فضلا عن دعمها، حيث تقدمت الجمعيات بعدد من المبادرات وتم اختيار الأفضل منها والذي يحتاج إلى تعزيز، لتقديم المزيد من الخدمات بجودة أعلى للأطفال ذوي الإعاقة. ووجهت الشكر والتقدير لفريق عمل البرنامج، ولكل من ساهم في تنفيذ أنشطة هذا البرنامج من قيادات حكومية، وأهلية، وقدمت شكرا خاصا للأطفال الذين كان لهم دور مؤثر وبذلوا جهدا لا يستهان به، وشكرت الاتحاد الأوروبي لدعمه هذا البرنامج، والمحافظين الذين لولا دعمهم لما استطاع المجلس تنفيذ أي إنجاز.