بالورد، محافظ الأقصر يهنئ الأطفال باحتفالات عيد القيامة المجيد (صور)    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    مئات الأقباط يصلون قداس عيد القيامة في دير سمعان الخراز (صور)    بث مباشر| البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    البنك المركزي: 8.9 تريليون جنيه سيولة محلية في البنوك بنهاية 2023    محافظ الغربية يتابع أعمال الرصف بطريق "المحلة - طنطا"    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    الجامعة الأمريكية تستضيف زوجة مروان البرغوثي إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    حريات الصحفيين تدين انحياز تصنيف مراسلون بلا حدود للكيان الصهيوني    الأهلي يضرب الجونة بثلاثية نظيفة في الدوري الممتاز (صور)    إصابة 4 أشخاص في تصادم ملاكي وربع نقل على طريق المنصورة    أسوان .. وفاة شخص سقط فى مياه النيل بمركز إدفو    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    الكويت تمنح جمهور حفلاتها هدايا خاصة ب"ليلة الشباب" بهاء سلطان وتامر عاشور (صور)    اكتشاف كتب ومخطوطات قديمة نادرة في معرض أبوظبي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    أمين عام الدعوة بالأزهر الشريف يزور الإسماعيلية للاطمئنان على مصابي غزة (صور)    استشاري يحذر من شرب الشاي والقهوة بعد الفسيخ بهذه الطريقة (فيديو)    خبير تغذية يكشف فوائد الكركم والفلفل الأسود على الأشخاص المصابين بالالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    أمريكا والسفاح !    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوة المحافظ من هيبة الدولة.. ولا مكان للمرتعشين
لا مكان عندنا لمبدأ "اللي فات مات" ونطارد المفسدين حتي بعد احالتهم للمعاش
نشر في الجمهورية يوم 15 - 04 - 2017

قال المحافظ الدكتور أحمد شعراوي محافظ الدقهلية: سعيد للغاية بتواجدي داخل رحاب جريدة "الجمهورية" والتي أكن لها تقديراً خاصاً لأنني شعرت منذ اللحظة الأولي أنني وسط أسرة وطنية متحابة ومع كوكبة متميزة تسعي للمصلحة العامة وتهتم بمناقشة المسئول بأسئلة موضوعية هدفها الإيضاح وليست للاصطياد وهو ما يجعل المسئول يفتح صدره باستفاضة وصراحة كبيرة لأنه يعلم جيداً الصياغة الأمنية والموضوعية لكل حرف ينطق به.
وقال الدكتور أحمد شعراوي إن محافظة الدقهلية من أعلي المحافظات في الكثافة السكانية المتميزة بارتفاع نسبة التعليم ويتضح ذلك من الإقبال الشديد لأهل المحافظة علي إلحاق أبنائهم بمدارس اللغات الرسمية بمدن المحافظة المختلفة والتي يزيد عددها عن أي محافظة أخري.. وعندما تجد نفسك أمام شعب بهذا المستوي التعليمي وعلي درجة عالية من الرقي والوعي والثقافة والذكاء فإن ذلك يتطلب منك كمسئول ان تتعامل معه علي أعلي درجة من الاحترافية والرد علي كل الأسئلة والاستفسارات بوعي وحرص لأنهم سوف يناقشونك فيما تقول ويشاركون الرأي لصالح محافظتهم التي لاحظت أنهم يتميزون بغيرة وفخر شديدين عليها خاصة انه خرجت منها علامات مضيئة ورموز في تاريخ مصر في كل المجالات سواء الطب والسياسة والصحافة والهندسة والعمارة والصناعة والتجارة والفن وأنجبت الكثير من رموز السياسة والفن والاقتصاد منهم الفنان القدير يحيي الفخراني وهو أحد أبنائها من مركز ميت غمر أباً وأماً والدقهلاوية يعشقون العمل ونسبة البطالة بينهم أقل بكثير من المحافظات الأخري ويعرفون طريق المكسب الحلال ويعرفون كيف يوظفون جزءاً من مكاسبهم لإقامة مشروعات للنفع العام وللخدمة المجتمعية وكشف المحافظ أحمد شعراوي ان ثلاثة من رجال الأعمال بالمحافظة عرضوا إنشاء مستشفيات مركزية وقال إن الدقهلية تعد بحق العاصمة الطبية لمصر وتوجد بها مراكز لعلاج الكلي والأورام بمدن المحافظة وليس بعاصمتها فقط في حين انه لا يوجد مثل هذه المستشفيات حتي في عواصم المحافظات الأخري وبصراحة شديدة لو أن مميزات مواطني الدقهلية كانت السمة الغالبة في مصر لتغيرت الصورة كثيراً فأنا أصبحت متحمساً لهم للغاية وسعيد بشرف تواجدي معهم حتي انه عندما ظهرت بعض الأحداث الفردية الغريبة والشاذة التي لا تمثل أبناءها وتسيء إليهم بعد تسليط الإعلام للضوء عليها بشكل مطلق انتفضت كمحافظ وشعرت بأنه من واجبي التصدي لهذه الأخبار والصورة المغلوطة عن أبنائها المعروفين بتمسكهم بكافة القيم القروية والأصول المصرية مع تطورهم الثقافي والتعليمي وطالبت الإعلام بعدم تناول أي أحداث قيد التحقيق والبحث حتي لا تنال من سمعة أي مهنة أو شخص.
* قلنا للمحافظ .. سارعتم لزيارة أسرة "طفلة البامبرز" ضحية اعتداء أحد المنحرفين فكرياً.. لماذا الزيارة؟ وكيف تعاملتهم مع الموقف؟!
** أجاب المحافظ الدكتور أحمد شعراوي .. قمت بزيارتها وأسرتها بشكل شخضي وأعطيت تعليمات فورية لوكيل وزارة الصحة بتوجه طاقم طبي متكامل إلي منزلها يومياً للغيار علي الجرح بعد العملية التي أجريت لها وتقديم كل الرعاية الطبية والنفسية لها هي وأفراد أسرتها ورفضت التصوير مع الطفلة احتراماً لخصوصية الأسرة وآدمية الملاك البريء ذهبت لرد الاعتبار لها والاعتذار لأسرتها كمسئول في الدولة خاصة بعد الموقف الرائع والواعي الذي قام به جدها الذي رفض القصاص من الجاني بأسلوب الغاب بعدما كان يكن ان يمزقه أهل القرية علي فعلته الشنعاء وسلمه للشرطة قائلاً: إن القانون سيأخذ حقنا وهو موقف غاية في الرقي رغم قساوته لذلك يجب علي الدولة ان تحترمه وتجله وتظهره كنموذج مشرف ضروري لإرساء دعائم هيبة الدولة ومؤسساتها وسيطرتها.
التكريم.. وليس التشهير
* سألناه.. وكيف تعاملتم مع ما أثير حول بعض الممرضات بمستشفيات حكومية؟
** ما شهدته بعض المستشفيات من تجاوزات أخلاقية صدرت عن قلة من أعضاء هيئة التمريض أكاد أجزم أن نسبتها لا تذكر فلا يمكن ان تكون بعض التصرفات الفردية هي المعيار للحكم علي مهنة تشكل 70% من الرعاية الطبية ويقدم أصحابها خدمة جليلة وإنسانية للمجتمع حيث يتركون أطفالهم وأسرهم في أوقات متأخرة وحتي الأعياد لرعاية المرضي ويستحقون التكريم وليس التشهير.
تقنين 3 آلاف مصنع وورشة
* ما هي أولي المشاكل التي بدأت في مواجهتها بالدقهلية؟
** المحافظ: أول مشكلة بدأت في مواجهتها هي أوضاع ما يقرب من 3000 مصنع وورشة لصناعة الألومنيوم في مركز ميت غمر وتنتج 80% من إنتاج الألومنيوم بمصر وتصدر إنتاجها للدول الأفريقية إلا أنه لا يوجد منها مرخص سوي ما يقرب من 40 مصنعاً والباقي عبارة عن ورش داخل الكتلة السكنية أو مقامة علي أراضي طرح نهر النيل وتقوم بإلقاء مخلفاتها فيه وأعداد غير المرخص منها تتزايد يومياً بشكل كبير وخلال زيارتي لمستشفي ميت غمر قابلت مريضاً بغرفة العناية المركزة يحتاج لتركيب دعامات في القلب وهو عامل بأحد الورش وسألته هل لديك تأمين صحي أو تأمين اجتماعي؟ فأجاب بالنفي فقررت تشكيل لجنة مكونة من ثلاثة من المحافظة وممثلين عن أصحاب المصانع وثلاثة ممثلين عن أصحاب الورش الذين نجحوا بتكتلهم في تكوين كيان كبير لأعدادهم الكبيرة وتقوم هذه اللجنة بممثليها عنهم بوضع الضوابط والإجراءات المناسبة لهم لتنفيذ التقنين حتي لا يقال ان المحافظة تعنتت معهم ووافقت علي منحهم تراخيص مؤقتاً لمدة عام يبدأ من تاريخ الحصول علي الترخيص وتقديم أوراق الحصول عليه بمقر الغرفة التجارية علي ان تنتهي المهلة في يونيو 2018 بشرطين أولاً الالتزام بالتأمين الصحي والاجتماعي علي العمال وحاولوا الضغط علي للتراجع عن قراري بحجة أنهم لا يحققون مكاسب والتقيت بهم وأخبرتهم أنهم إذا كانوا لا يحققون مكسبا فعليهم تسريح العمالة لأنه لا يصح قانوناً ولا إنسانياً ألا يحصل العمال علي أبسط حقوقهم في الرعاية الصحية والاجتماعية وبالفعل وافقوا علي هذا الشرط والشرط الثاني هو الالتزام بالمعايير المعقولة للأمن الصناعي لأنه إهمال يعرض حياة العامل وأمن المنشأة للخطر ولم أغال في تحقيقها حتي يسهل عليهم تنفيذها وكنت واضحاً معهم في أنه سيتم إزالة المصانع والورش المقامة بالتعدي علي صرح النيل وتلقي بمخلفاتها فيه لأنني لن أسمح بأي مخالفة تمس هيبة الدولة وتضر بالبيئة.
حق الدولة والعمال
وأكد المحافظ الدكتور أحمد شعراوي ان استخراج الترخيص يعد خطوة كبيرة في حد ذاتها لحماية حق الدولة والعمال وتوثيق لكيان له نشاط اقتصادي موجود بالفعل علي الأرض مما يسمح له بتطوير نفسه باستخدام كافة التكنولوجيا لإخراج منتج متميز ويجب علينا أن ندعمه ونسانده خاصة الكيانات الصغيرة لأن المصانع الكبيرة بدأت بورش في البداية وهذا يتفق مع مصلحة الدولة والمواطن وسأسعي لتلبية كافة مطالبهم المشروعة لتنمية الصناعة طالما لا تخالف القانون.
* سألناه هل يمكن تصور لتجميع الورش في مكان واحد بعيداً عن الكتلة السكانية؟
** قال المحافظ اجتمعت مع أحصاب المصانع والورش لمناقشة بعض الحلول والبدائل المطروحة وتجميع نشاطهم في مكان واحد داخل إحدي المناطق الصناعية وعرضت عليهم الذهاب للمنطقة الصناعية بالعصافرة بالمنزلة والمخصصة للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والتي سيتم الانتهاء من تجهيزها بالكامل خلال شهرين وبالفعل وافق عدد منهم وأبدوا رغبتهم في عمل مدرسة للتعليم المزدوج لأن فرص العمل بالمنطقة تعتمد علي الصيد والعمل باليومية إلا أنه تم استبعاد هذا الاقتراح بعد رفض عدد كبير بسبب بعد المسافة بين مركزي المنزلة وميت غمر لأنه في حالة الحصول علي مكان بالمنزلة سيتم إغلاق مكانه بميت غمر.. ومطروح خياران آخران الأول للمنطقة الصناعية بتل المقدام بمركز ميت غمر والتي مازال جزء من أراضيها بحوزة الآثار وتحتاج لتكلفة كبيرة لتوصيل المرافق إليها حيث تبعد عن أقرب نقطة خدمية للمرافق بما يقرب من 70 إلي 80 كيلو والثاني نقلهم للمنطقة الصناعية بأرض مصنع النسيج بميت غمر.
3 أدوية منشطة
* ماهي خريطتك لتقديم نفسك للشارع الدقهلاوي؟
** قال الشعراوي باعتبارِي طبيباً تمكنت من تحديد 3 أدوية منشطة لرفع الحالة المعنوية والنفسية للمواطن خاصة البسيط وللجميع بأنه رغم كل ما مرت به الدولة من صعاب خلال السنوات الماضية إلا أن شوكتها لم تنكسر وان هيبة الدولة تعود بقوة وهي العمل علي خفض وضبط الأسعار وإنارة كافة الأعمدة بالشوارع ورفع القمامة والمخلفات وتوفير وسيلة مواصلات مناسبة.
وبالفعل بدأنا في العمل علي خفض وضبط الأسعار بزيادة المعروضات ذات الجودة وفتح منافذ جديدة وطالبت البائعين بخفض الأسعار ولأن المنافسة هي من تحكم السوق وعقدت اتفاقاً مع الغرفة التجارية بالمحافظة والتي تضم غالبية التجار الذين يبيعون السلع بالمحلات الكبري وهو أن تكون الغرفة هي البائع الرئيسي بمافذ السلع لأنهم يشترون بكميات كبيرة ذات جودة عالية وبأسعار معقولة وفي نهاية الموسم تستعيد الغرفة رأس المال المتجمع من كل التجار ونبهتهم بشدة بأنهم سينافسون أنفسهم لصالح المواطن .. وأصبح للمواطن حرية الاختيار في شراء نفس السلع بنفس الجودة من المنافذ بأسعار أقل أو الشراء من محال بعينها بأسعار أعلي أما اللحوم فهي متوفرة بسعر جيد بعض الأشخاص يقومون بالشراء بصفة سرية من بعض المنافذ بأسعار تتراوح من 68 جنيهاً للكيلو حتي 75 جنيهاً ولا تزيد علي ذلك وكشفنا ان بعض المنافذ تبيع الدهون مع اللحم الأحمر دون تفرقة والأخري تبيع كيلو اللحم الأحمر مع 100 جرام دهون.
قال المحافظ فتحنا منافذ بالوحدات المحلية بالقري لأول مرة تشجيعاً لأصحاب المافذ الملتزمين بالمعايير والميزان والسعر نيتجة لالتزامهم وتوفيراً لاحتياجات أبناء القري من الأرز والسكر.
وبدأنا بهذه الخطوة استعداداًپلشهر رمضان لأنه موسم يزداد فيه الطلب وترتفع فيه بعض الأسعار وكان همنا حماية المواطن البسيط وتوفير احتياجاته لأنه يشكل شريحة كبيرة تحتاج للدولة ويجب ان يشعر بأن الدولة معه وتحميه وتعمل لأجله.
الإهمال والفوضي
* قلنا للمحافظ الدكتور أحمد شعراوي: الإهمال والفوضي يضربان كثير من جهود الإصلاح.. حتي أننا نري أعمدة الشوارع مضاءة.. وأسلاكها تخرج من باطنها تعرض الأطفال والمارة لخطر الموت صعقاً.. كيف تتعاملون مع مشكلة النظافة وهذه المظاهر وغيرها كالأرصفة العالية والمطبات الخانقة؟
** أجاب المحافظ.. حاولت منذ البداية ان أحدد لكل مرفق في كل شارع مسئولا محدداً.. فإن شيوع المسئولية يؤدي إلي ضياع المحاسبة.. في نفس الوقت فقد عملت علي الاهتمام بتحسين البعد النفسي والحالة المزاجية للمواطن بالارتقاء بالمنظر البصري بعمل بعض اللمسات الجمالية والتنظيمية السريعة منها الاهتمام بإنارة الشوارع وتزيين الأعمدة حيث لاحظت أثناء جولة ليلية بالشوارع ان معضمها بدون إنارة رغم وجود الأعمدة أو أن الإنارة غير كافية وبدأت حملة لإنارة جميع أعمدة الشوارع بملبات الليد مع الاهتمام بتزيين الأعمدة بكشل جمالي مع ترقيم أعمدة الإنارة لتضم فئتين بالشوارع المزدوجة ألف "1" وألف "2" وهكذا ومن الناحية الأخري ب "1" وب "2" وهكذا وهو مهم جداً لأنه في حالة الأعطال يتم تحديد رقم العمود وبالتالي تحديد المشرف وإصلاحه في أقرب وقت خاصة انه أصبح من المشاهد العادية ان تجد شباك عمود الإنارة مفتوح والأسلاك بالخارج مما يسهل قطعها وتمزيقها.. وعندما اتصلت برئيس حي غرب لإبلاغه بأن أحد الأعمدة لا يوجد عليه شباك لتغطية الأسلاك أخبرني بأنه يتم سرقتها لانها من الحديد وقلت له ضع لها غطاء من البلاستيك رد بأن هناك بعض من يقومون بكسرها سواء عن طريق القصد ضمن المخططات الهادفة للتخريب وتشويه كل منظر جمالي من جماعات معروفة أو من بعض الأشخاص المستهترين وطالبته بإعادة تركيبها مرة أخري واستمرار تركيبها في حالة كسرها لأنه بمرور الوقت سيكف هؤلاء عن أفعالهم الخاطئة.
بالإضافة إلي ان ترقيم الأعمدة سيتيح تحديد عدد لمبات الليد التي يتم صرفها لكل عمود وعمرها الافتراضي فلا يعقل ان أصرف كمية بشكل عشوائي دون تحديد الجهة التي تحتاجها.. والشوارع المضيئة تنعكس إيجابياً علي معدل خفض نسبة الجريمة في الشوارع لذلك نعمل علي ذلك بالتوازي مع تركيب كاميرات وإشارات مرور في جميع الشوارع الرئيسية عندما ذهبت للمصورة كانت توجد إشارة مرور واحدة سليمة فقط عند المحافظة وحالياً تم إصلاح 6 إشارات مرور وجار إنشاء إشارتين وسيتم تزويد الإشارات المرورية والشوارع الرئيسية بكاميرات عالية الجودة لتسجل كل ما يدور بالشوارع من خلال غرفة عمليات رئيسية ويمكن من خلالها تحرير مخالفات المرور إلكترونياً والتعرف علي شخصيات مرتكبي جرائم النشل والسرقة أو معاكسة الفتيات والمتحرشين بالألفاظ أو بالاحتكاك علاوة علي الاهتمام بالأرصفة وإعادة تركيب البلاطات المكسورة وتهذيبها بارتفاعات مناسبة تتناسب مع حركة المارة فالرصيف الرئيسي أمام المحافظة وصل ارتفاعه ل 60سم بأطرافه الحادة وكل 500 متر توجد فتحة صغيرة للعبور.. وهذا يتزامن مع تعليمات للوحدات المحلية والقروية برفع القمامة أولاً بأول وتشكيل نوبتجيات علي مدار اليوم لتكون الشوارع نظيفة إلا أن السلوك الشخصي هو العامل الأول في حالة النظافة ومن سنوات ليست ببعيدة كان أغني منزل بمصر يقوم بالتخلص من مخلفاته في صفائح من الألومنيوم تقتصر علي كنس وجمع التراب المتراكم علي الأرصفة وبالشوارع ولكن لم تكن من مهام وظيفته جمع القمامة ولتظل الشوارع نظيفة تحتاج لتضافر جهد الوعي المجتمعي من أجل الإسهام بإيجابية في حل مشاكل القمامة والمخلفات وعد التخلص منها بإلقائها عشوائياً بالشوارع بأسلوب وسلوك غير حضاري.
السرفيس والنقل البري
* سألنا المحافظ: المواطنون يشكون استغلال بعض سائقي السرفيس.. ماهي طريقتكم في حل هذه المشكلة؟ وهل يمكن الاستفادة بالنقل النهري لتخفيف المشكلة؟
** أجاب الدكتور أحمد شعراوي.. واجهنا المشكلة بأكثر من طريقة.. فإن زيادة المعروض من سيارات النقل الجماعي تؤدي حتماً إلي تخفيف هذه المشكلة علي المواطنين وتفرض أسلوباً أمثل في التعامل بين السرفيس والمواطن.
.. وقال المحافظ بدأنا في تنفيذ نواة لإنشاء مرفق النقل الداخلي بالمحافظة وقمنا بشراء خمس سيارات ميني باص ونحاول شراء خمس سيارات أخري مكيفة كخطوة مبدئية لتكوين مرفق للنقل الداخلي وسيتم تحديد محطات رئيسية تسهيلاً لنقل المواطنين من وإلي المواقف التي سيتم نقلها لخارج مدينة المنصورة بحيث نساهم ولو مساهمة بسيطة في الوفاء بأحد احتياجات للمواطن ولازال قرار إنشاء وتشغيل الأتويس النهري يواجه مشاكل كبيرة وأنا اتفق مع رأي وزارة الري في أنه يجب تشغيله وإنشاء محطاته باحترافية عالية جداً ونحن لدينا مشكلة كبيرة تتمثل في إدعاء المعرفة والفتيپبدون علم ولا خبرة وأصحاب هذا الاتجاه يريدون ان تقوم المحافظة بإدارة مشروع الأتوبيس النهري وأنا اختلف معهم تماماًپفي الرأي لأن المحافظة والإدارات المحلية لا تدير كيانات اقتصادية ولكنها تشارك في الكيانات الاقتصادية وتكون إدارتها عن طريق شركات احترافية وتحصل المحافظة علي جزء من الأرباح لأنه في حالة فشل المشروع فإن الشركة هي التي تتحمل الخسارة وليس المحافظة وتوجد شركتان أو ثلاثة لإدارة الأتوبيس النهري بالقاهرة يمكن الاستعانة بواحدة منها لتشغيل 5 مراسي للنشات لأننا كمحافظة ليس لدينا الخبرة الفنية لاختيار أفضل الأتوبيسات أو قطع الغيار أو قيادة الأتوبيسات النهرية نفسها ولكن علي فرضية نجاح المحافظة في تربية كوادر فنية وإدارية متميزة قادرة علي تقديم الخدمة فإن الأمر يكون إيجابياً للغاية لذلك كان قراري بتشيغل مرفق النقل الداخلي من خلال المحافظة لأن خسائره تنحصر في الخسائر المادية فقط ولدينا خبرات تشغيله من خلال سائقين محترفين ولكن لا يمكنني ان أغامر بخسارة الأرواح.
ومترو الأنفاق
* قلنا.. جري الحديث منذ فترة عن إنشاء مترو أنفاق في المنصورة.. إلي أي مدي وصلت الدراسات؟
** أجاب المحافظ الدكتور أحمد شعراوي ان الفكرة لاتزال قائمة.. ولازال قيد الدراسة لأن جميع أراضي مدينة المنصورة طرح نهر وكان اسمها قديماً جزيرة الورد لذلك تجري حالياً الدراسات الفنية لتحديد مدي تحمل التربة للمشروع وهل ستكون مضغوطة وصلبة وسهلة الاستيعاب من عدمه وفي حالة ارتفاع تكلفة إنشاء المترو الأرضي سنضطر لإنشائه ليكون سطحياً أو علوياً في أماكن محددة فحسب قرارات اللجان الفنية وهو مشروع حيوي ومهم لمحافظة الدقهلية وسيحل الكثير من مشاكل المرور والنقل داخل المدينة.
نقلة كبيرة
* قلتم إن الدقهلية ستشهد تحولات كثيرة في المرحلة القادمة وبعدد من المشروعات والإنجازات غير المسبوقة فما هي المشروعات وتأثيرها علي المواطن في الدقهلية؟
** المحافظ هناك الكثير من المشروعات التي تعد بمثابة نقلة كبيرة لشعب الدقهلية خلال الفترة القادمة التي ستشهد طفرة كبيرة في مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني بالإضافة إلي الاستزراع السمكي ببحيرة المنزلة حيث عقدت المحافظة اتفاقاً مع القوات المسلحة علي إنشاء مزارع للعجول كاملة التجهيزات و3 مزارع للدواجن تضم 8 عنابر بطاقة 240 ألف فرخة كل 45 يوماً بالظهير الصحراوي للمحافظة بنظام الشراكة علي ان يصاحب إنشاء مزارع العجول مجزر نصف آلي ومدبغ للجلود ومصنع لإنتاج الغراء من مشتقات الحيوانات وستيم توزيع إنتاج مزارع اللحوم والدواجن من خلال سيارات مبردة علي جميع المنافذ بمدن وقري المحافظة لسد احتياجات السكان وتوريد الفائض للمحافظات المجاورة.. وتعكف حالياً القوات المسلحة علي اختيار أنسب مناطق الظهير الصحراوي لإنشاء هذه المزارع بعد اعتماد المخطط التفصيلي لأن تنفيذ هذه المشروعات يتطلب اشتراطات بيئية وصحية معينة منها ألا تقل المسافة بين مزرعة العجول وأقرب كتلة سكنية عن واحد كيلو متر وألا تقل المسافة بين كل مزرعة دواجن وأخري عن نصف كيلو منعاً لنقل الأمراض كما سيتم زراعة المساحات البينية بين المزارع بمحاصيل ونباتات تمنع نقل أي عدوي أو ميكروبات للدواجن والأهم انه يجب تخطيط المنطقة بشكل علمي بعيداً عن العشوائية لأنها منطقة بكر وتمثل مستقبلاً واعداً ويجب تلافي كل المشاكل الموجودة في الكتل القديمة ويكفي ان كل المجازر بالدقهلية تقع داخل الكتلة السكنية ليس نتيجة خطأ إنشائها ولكن بسبب زحف العمران عليها.
كما سيتم إنشاء سوق كبير علي الطريق الدائري بمساحة 14 فداناً في إحدي القري القريبة من مدينة المنصورة وهي أرض ملك أحد الأشخاص وكانت مخصصة كمزارع للدواجن من عام 83 وتم أخذها بنظام الشراكة مع الغرفة التجارية وستكون سوقاً كبيراً لمحافظات الدلتا وسيتم إنشاء عدد من وحدات الإسكان الاجتماعي مكان سوق الجملة الحالي بقلب مدينة المنصورة لأنه لا توجد أرض أملاك للدولة بمدينة المنصورة تستوعب إنشاء مساكن علي مساحات كبيرة وأكبر قطعة أرض أملاك دولة داخل المدينة لا تتجاوز مساحتها 400 متر.. بالإضافة إلي إنشاء سوق كبير ومتكامل علي الطريق الدولي وهو سيساهم في نقلة حضارية وهامة للمنطقة كلها ولكن سيجري تحديده بعد اعتماد المخطط العمراني ليكون في منطقته الصحيحة.
* قلنا: جمصة تعاني.. كيف تنظرون إلي مشاكلها؟
** المحافظ: نسعي لإعادة الوجه الجميل لجمصة كلما استطعت وأنا غير راض عن الشكل الحالي لجمصة واعترف بأن العشوائية نالت منها والتهمت شاطئها الذي لن يتكرر بمصر وامتدت لمنطقة 15 مايو رغم أنها إحدي المناطق التي جري تخطيطها حديثاً لذلك قمت باختيار لجنة من التخطيط العمراني والإدارة الهندسية وكلية الهندسة تقيم بالمنطقة بصفة دائمة وتعمل علي معالجة العشوائية ومحاولة تجميلها بما يتناسب مع طبيعتها السياحية وهو ما سأعمل جاهداً وبشدة علي محاولة تلافيه في المنصورة الجديدة التي يجب أن يتم تخطيطها علي أعلي مستوي يضاهي الأحياء الكبري بمناطق التجمع و6 أكتوبر بمعني أن مناطق الفيلات والعمارات والشقق ستكون في أماكن واحدة وبتصميم واحد وسيتم تخطيط مناطق الخدمات بشكل متكامل تضم المدارس والمستشفيات والمعاهد بحيث لا يحتاج الفرد الذي يعيش داخلها للخروج للحصول علي احتياجاته ويكفي أنه عندما تم بناء 4000 وحدة بمنطقة الإسكان الاجتماعي بمدخل مدينة جمصة منذ أكثر من 10 سنوات لم يتم زيادة الطاقة الإنتاجية لمحطة مياه جمصة لاستيعاب احتياجات أهالي المساكن من مياه الشرب كما تعاني المرحلة الثالثة والرابعة بالمنطقة الصناعية من عدم وصول المياه إليها مما يجعلني أتروي كثيراً قبل اتخاذ قرار بفتح المرحلتين الخامسة والسادسة وتم إنشاء محطة تنقية سريعة بطاقة 5000 لتر في الساعة كأحد الحلول السريعة والمؤقتة لحين الانتهاء من التوسعات الجديدة بمحطة مياه جمصة بسعة 31 ألف لتر والتي ستحل المشكلة نهائياً.
الصراع مع الحيتان
* قلنا: في كثير من مشكلات المحافظة تطل علينا "الحيتان" وأصحاب النفوذ ومستغلو الحصانة لالتهام ثروات المحافظة في بحيرة المنزلة وفي بناء الأبراج.. والمخالفات الكثيرة!!
** أجاب المحافظ "منفعلاً": لا مكان ولا خوف مطلقاً من أي شيء يعتقد أنه "مسنود" بمال أو سلطة أو نفوذ.. هذا الأمر انتهي تماماً.. ولا أخشاه.
لكن والحديث للمحافظ علي الجميع أن يعلم أن الدولة المصرية عادت وبقوة ولا مكان لأي شخص يخرج علي الصالح الأعلي لهذا الوطن.
وقال المحافظ: لا صوت يعلو علي صوت الدولة بمعني أنه لابد أن تكون الكلمة العليا للدولة لأن الدولة هي الحارس الأمين علي مصلحة المواطن ولا صوت يعلو عليها والمواطن البسيط كان يستسلم لأصحاب النفوذ والمصالح ولا يلجأ للدولة لأنهم يصدرون له من سنوات أنهم الأقوي وبأن الدولة تعمل بإشارة من أصابعهم لكن هذا الزمن انتهي.. وعادت الدولة ولن تتراجع.
* قاطعنا المحافظ: ألا تري أن البيروقراطية شريك أساسي وفاعل في فساد "الحيتان"؟
** أجاب المحافظ: هي بالفعل كذلك وما كان يمكن للمفسدين أن يصلوا إلي غاياتهم دون هذه البيروقراطية وهؤلاء الموظفون المسئولون الذين يتكاسلون في مواقعهم لسنوات طويلة.. إن هذا هو الفساد بعينه.
فالقيادات تتغير والموظفون يتغيرون ووجود الموظفين في أماكنهم دون تحريكهم لفترات طويلة ليس صحيحاً علي الإطلاق لأنه يخلق منهم بيروقراطية وديكتاتورية علي المدي الطويل حتي وإن كانت أيديهم نظيفة وعندما تحركهم من أماكنهم وتقوم بإجراء التغيير والتعديل تصطدم ببعض الإجراءات القانونية وتتحايل علي الأمور بشكل أو بآخر وقوتك كمحافظ تستمدها من قوة الدولة وعندما تكون الدولة هي المسيطرة فإنك عندما تتخذ القرار تشعر بالطمأنينة والراحة لأنك تستند علي قوة الدولة والقانون وهو ما ينعكس علي الجهاز التنفيذي ورؤساء الوحدات المحلية والقروية الذين تجدهم بالتبعية يشعرون بتلك القوة والسند فيتخذون القرار بجرأة دون قلق وقوة الدولة تنعكس علي كل شيء.. فمثلاً قد تظهر مستندات ووقائع تدين موظفين قد أحيلوا للمعاش من سنوات مثل ظهور مبني بدون ترخيص وغيره فإنه لا يمكن السكوت عن مخالفات الماضي وأنا لا أؤمن بأن "اللي فات مات" لأنه لا حاضر ومستقبل بدون ماض والجميع سيحاسب بالقانون وأقول لكل الموظفين بأنه لا تتصور بأنك عندما تترك مكانك بالمعاش أو غيره فإنك لن تقع تحت طائلة القانون لأن المخالفات ستظهر حتماً ولا يصح في النهاية إلا الصحيح.
ومن ارتكب مخالفة سيحاسب عليها بالقانون ولا يوجد الآن ما يسمي أصحاب النفوذ والسلطة فالكل سواء أمام القانون والوحدات المحلية بكل إمكانياتها تقوم بحملات لإزالة التعديات والمخالفات دون الرضوخ لضغوط أشخاص من ذوي النفوذ وكان آخرها إزالة عمارة من 13 دوراً مقامة علي حرم نهر النيل ومجموعة من الكافتيريات وصالات الأفراح وعندما يشاهد المواطن العادي ذلك يعلم أنه لا أحد فوق الدولة والقانون.
قبل القانون 119
* قلنا: هناك شكوي "مزمنة" من عدم وصول المرافق لمبان أنشئت قبل القانون 119 بالقري.. كيف تتعاملون مع هذا الملف؟
** قال المحافظ: مثل هذه الشكوي تمثل واحداً من مظاهر البيروقراطية التي لمستها بمحافظة الدقهلية وهي أن جميع المباني المقامة قبل صدور القانون 119 لم تصل إليها المرافق حتي الآن رغم أن كل المحافظات الأخري قامت بتوصيل المرافق لهذه المساكن إلا محافظة الدقهلية لذلك أصدرت قراراً بتوصيل المرافق لكل هذه المساكن علي وجه السرعة كما حضر إلي مواطن يحمل أوراقاً يطلب الترخيص له بالبناء علي قطعة أرض ملكه ويتضرر من استيلاء الشرطة عليها وطلبت منه ترك كل الأوراق والمستندات التي معه علي أن يعود بعد أسبوع وبالتحقيق من الشكوي ثبت لي أنه لا يحمل أي أوراق لملكية الأرض وأن هذه الأرض ملك للدولة.
المحافظ منصب سياسي بالدرجة الأولي ووظيفته الأساسية هي وضع الاستراتيجية العامة التي تقوم الأجهزة التنفيذية بتنفيذها ولكننا تحولنا في مصر إلي محافظين تنفيذيين بسبب عدم وجود القيادات الوسطي واختزال الإدارة في شخص واحد وهو خطأ كبير لأن الإدارة تعتمد علي الهيكل الإداري والعمل الجماعي وأنا أعمل بالمحافظة من الثامنة صباحاً إلي الثانية بعد منتصف الليل وأقوم بأدوار غيري لأنه ليس لدي من يقوم بالأدوار الاحترافية الأخري.. أنا أمام رؤساء مدن معظمهم معينون حديثاً ومحافظة تم تفريغها من الكوادر الإدارية دون وجود صف ثان واندهشت من طريقة الأداء لأنني أزعم أني من أصحاب الخبرات في العمل الإداري كل قوانين التنظيم والإدارة بمصر واحدة.. وبدأت بإعطاء تفويضات للسكرتير العام والسكرتير المساعد ومديري المديريات لمنحهم حرية اتخاذ القرار الذي يصب عندي في النهاية أنا لست من هواة جمع السلطات وزحمة المفردات الصغيرة تصيب بالتعب والإرهاق وتستهلك الوقت وتكون محصلة الإنجاز ضئيلة للغاية مما يؤثر علي مستوي الأداء العام فالعمل التنظيمي المؤسسي المحترم قائم علي أداء كل فرد لدوره وتكليفه وتفويضه معناه المسئولية عن القرار وأكثر ما أحاسب عليه هو العرض الخاطئ غير الأمين وأعمل حالياً علي اختيار كوادر لتكون حالية ومستقبلية لأن معظم الإدارات تعتمد علي كوادر بعينها منذ سنوات لعدم وجود البديل.
بحيرة البلطجة والنفوذ
* قلنا للمحافظ: منذ سنوات طويلة سجلت بحيرة المنزلة واحدة من أخطر مشاهد البلطجة واستغلال النفوذ واختراق هيبة الدولة.. هل لديك تصور لبسط هيبة الدولة علي بحيرة احتضنت الخارجين علي القانون وأرباب السوابق وأضاعت حلم مصر في الثروة السمكية؟
** قال المحافظ: لا أكشف سراً عندما أقول إنني مهموم بهذه البحيرة بشكل كبير لأني أري فيها مستقبلاً واعداً بما يحتم تطهيرها وإزالة كل أشكال المخالفة منها.
وقال المحافظ: استشعاراً بأهمية البحيرات ومن بينها المنزلة فقد عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعاً لمناقشة أوضاع هذه البحيرات.. ومن بينها المنزلة.
ولا أذيع سراً إذا قلت إني وجدت اهتماماً كبيراً من السيد الرئيس ببحيرة المنزلة وتعظيم ثرواتها وجري بشأنها اجتماع آخر مع عدد من قيادات القوات المسلحة بشأن البحيرة ويتم حالياً التنسيق مع ثلاثة محافظين لأنها علي التراك رقم 2 لتنفيذ مشروعات الاستزراع والتنمية السمكية بعد بحيرة البرلس التي تم البدء بها لانخفاض مستوي التكلفة ولسرعة تنفيذ مشروعات الاستزراع السمكي وبحيرة المنزلة محفورة في ذهني منذ المرحلة الابتدائية عندما كنا نرسمها علي الخرائط في الكراسات بأنها أكبر بحيرة بمصر وأصابني الأسف عندما قمت بزيارتها وشاهدت أعمال التجفيف والتعديات التي قلصت مساحتها من 750 ألفاً إلي 150 ألف فدان أو أقل حالياً خاصة من جانب محافظتي بورسعيد ودمياط اللتين تقعان علي أطرافها الشمالية وعلي مدي سنوات تعرضت البحيرة لأكبر عمليات لهدر وتجريف الثروة السمكية في مصر فبعد أن كان يوجد بها أكثر من 21 نوعاً من أسماك البحر المتوسط النظيفة أصبح الآن لا يوجد بها غير نوعين فقط والأسماك أصيبت بالتلوث نتيجة ارتفاع مستوي العناصر الثقيلة بنسب كبيرة للغاية بسبب غلق البواغيز مما أدي لانخفاض عمق البحيرة من 40 إلي 60 سم ومع تراكم الطمي أصبح فتح البوغاز صعباً بالإضافة إلي أن مصرف بحر البقر يلقي بها ما يقرب من 7 ملايين متر مكعب من مياه صرف صحي السلبي لمحافظات القاهرة الكبري والشرقية والدقهلية ومشكلة البحيرة الحقيقية فيمن له حق الولاية الحقيقية عليه فهيئة الثروة السمكية لها ولاية بلا إمكانيات وبلا سلطة فرغم أن لها سلطة قانونية ولكن في الواقع لا توجد ويتم صيد الزريعة والصيد بكل الأساليب المحرمة من الجوابي والأحراش والصعق الكهربائي وبدأنا بالحملات الأمنية لتجهيزها استعداداً لتنفيذ عمليات التنمية التي ستجري بها وتم زيادة عدد القوات الأمنية بالبحيرة وتمركزاتها لاحكام السيطرة كخطوة مبدئية يليها رفع مستوي كفاءة البحيرة وتطهيرها لكي تستقر عملية نمو الأسماك مع إقامة سور حول البحيرة لمنع أعمال التجفيف.
بإحكام سيطرة الأمن سنتمكن من إحكام الدخول والخروج للصيادين ذوي النشاط المعلوم والمصرح لهم بالصيد والقضاء علي صيد الزريعة وإنشاء بورصة للأسماك والصناعات القائمة علي الصيد مثل مصانع الثلج والفوم والثلاجات والنقل يواكب ذلك كله الاهتمام بقري الصيادين وتحسين مستواهم من خلال الإسكان الاجتماعي وإنشاء مدارس مزودجة لتعليم الصيد باحترافية وسيتم الارتقاء بالتنمية البشرية والتحتية معاً في مرحلة واحدة حتي لا تدخل العشوائية بالإضافة لرفع المقومات السياحية التي تمتلكها البحيرة من خلال الجزيرة الموجودة بمنتصفها والتي تسيطر عليها حالياً إحدي العائلات ويعمل لديها العديد من أهل المنطقة ومخطط لها أنها ستكون جزيرة سياحية وسيتم إقامة كوبري من الشاطئ إليها وكممشي فوق البحيرة.
قال المحافظ الدكتور أحمد الشعراوي إن البحيرة تحتاج إلي كيان قوي وواحد لا يهمني من يكون ولكن أنا مع مصلحة الدولة وسيادة الدولة في المنطقة لذلك قبل البدء بأي تنمية يجب إنهاء سطوة وسيطرة أصحاب النفوذ علي المنطقة لأنها في النهاية ملك للدولة.
* كيف تعاملتم مع "أزمة" جامعة المنصورة؟
** قال المحافظ: رأيت الأمر مجرد خلاف في الرأي وتم شخصنة الموضوع بطريقة ما وفي النهاية قام نواب الدقهلية باحتوائه.. وطبيعي أن سوء الفهم قد يكون وارداً وأرفض المساس بأي جامعة مصرية والمشاكل يجب مناقشتها داخلياً وعدم تصديرها للإعلام لأن الناس تصاب بالإحباط من العناوين الصادمة والبعض قد يلجأ للإعلام لإسباغ مشروعية علي صحة موقفه وفي النهاية التسامح هو لغة الأقوياء ولغة المتحضرين ويجب أن نعلو ونسمو فوق الخلافات لأن الكبير هو من يتسامح.
* رأيك في الجامعات الخاصة ومدي دعمك لها؟
** أنا أؤيد إقامة الجامعات الخاصة بما يماثل النظام الأمريكي بحيث تكون تابعة لهيئة غير قابلة للربح حتي لا تصبح "سبوبة" ولا تتحول إلي "بيزنس".
جامعة الدلتا
* وكيف تنظرون إلي مشكلة جامعة الدلتا؟
** قال المحافظ: هذا الموضوع اشتعل قبل أن أتولي العمل محافظاً للأقليم.. ووصل إلي ساحة القضاء.. وذهب كل طرف بأوراقه ومستنداته إلي منصة العدالة.. وبالتالي تم "غل" يد التنفيذيين عن الخوض فيه انتظاراً لحكم القضاء العادل.. ونحن ملتزمون تماماً بتطبيق ما ينتهي إليه حكم القضاء احتراماً لدولة المؤسسات.
وقال المحافظ: بعض الأطراف تحاول استغلال بعض المنابر الإعلامية وبعض الكتاب الصحفيين وتمدهم بمعلومات غير كاملة فيكتبون دون إلمام كامل بكافة جوانب الموضوع.. ولأني أثق في حسن النوايا فإنني أناشد الجميع انتظار حكم القضاء العادل.
* حققت المنصورة شهرة محلية وعالمية واسعة في مجال الطب والكلي وغيرها.. كيف تستثمرون هذه الشهرة؟
** قال الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية: إن المحافظة تمتلئ بالصروح الطبية العملاقة التي حققت سمعة محلية وإقليمية وعالمية طيبة.. ومن واجبنا استثمار هذه السمعة الطيبة وتعظيمها.
كشف المحافظ أنه تم الاتفاق مع القوات المسلحة علي إنشاء المدينة الطبية علي غرار مدينة الحسين الطبية بالأردن لتكون مركزاً للطب العالمي وتستعين من الأساتذة أصحاب الخبرات وهي خطوة هامة ومسبوقة في الدقهلية التي تعد العاصمة الطبية لمصر.
* كيف تنظر للمرأة وهل تجدها ناجحة في المحليات؟
** أنا من أكثر المؤمنين والمدافعين عن المرأة لأني أجدها هي الدافع والسبب الرئيسي وراء كل نجاح وأنا لا أؤمن بفكرة تحديد نسبة لها ولكن أنا مع المرأة كإنسان بمعني أنه إذا تم الإعلان عن وظيفة وتقدم لها عدد من الرجال وسيدة ما يعنيني هو اختيار الأفضل في هذه الوظيفة سواء أكانت سيدة أم رجل ما يعنيني هنا من يستطيع الإنجاز والنجاح والكفاءة.
والسيدات يقمن بأكثر من دور في المنزل والعمل والشارع وفي كل الأماكن واثبتن كفاءة عالية في كل المجالات كما يجب ألا ننسي دورهن الهام في قيادة الحراك السياسي حيث شاركن بقوة وكانوا في مقدمة ثورة 30 يونيو التي حركت العالم كله وارجحت كفة مصر أمام كل المؤامرات التي أحيكت ضدها.
* سألناه.. كيف يستعيد المجتمع منظومة القيم التي اختلت؟
قال المحافظ الدكتور أحمد الشعراوي: إن الجيل الجديد تم تسطيحه بمعني أنني عندما كنت طالباً بالصف الأول الإعدادي كانت لي كتابات خاصة عن معركة شدوان ويوم استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض وكنت معجباً بكيفية الدفاع حتي الموت عن أرض الجزيرة بينما الآن لا تجد الشباب لديهم هذا الوعي المختزن والفن والإعلام والأدب هم المسئولون الحقيقيون لأنه عندما تراجع دورهم أدي ذلك لأن يؤدي أدوارهم آخرين تسببوا في دهان الشخصية المصرية بلون غير لونها الحقيقي فأصبحت مشوهة ولكن تظهر في الشدائد فقط معدنها الحقيقي وهذا اللون الباهت إذا تم الاهتمام بعودة الفكر والآداب وتقدير وإظهار النماذج المشرفة ستعود الشخصية المصرية للونها الحقيقي.
عندما دخلت الكلية كنت أدفع مبلغاً ضئيلاً جداً سنة 75 وأجزم اتعلمت في مدارس حكومية أفضل مدارس اللغات الموجودة الآن واتعلمت كيف تكون رئيساً للفصل ومسئول مسئولية كاملة عما يجري بالفصل كله والمشكلة ليست في التعليم المجاني ولكنه التركيب المجتمعي ولو أعادتها لنصابها الأصلي ستحل كل مشاكلك بدون ما تدفع ولا جنيه.. الانحراف المعياري أصبح كبيراً وهي دي مهمة الإعلام والفكر والفن والأدب وهذا هو التحدي الأساسي فأنا مازلت أحفظ بالاسم مدرسين الابتدائي لأنهم كانوا يمثلون القوة والهيبة والإصلاح المجتمعي يأتي بإصلاح الأسرة لأنها لبنة المجتمع لو أصلحتها سيصلح حال المجتمع.. وما ينقصنا هو السلوك المجتمعي أنا لاحظت أن أكوام القمامة بها كميات غير عادية من الطعام وفي أماكن فقيرة وغنية علي حد سواء في حين أننا كنا زمان أجدع شقة في مصر كانت صفيحة الزبالة فيها عبارة عن صفيحة قديمة وكان النباش هو اللي بياخدها وعامل النظافة يكنس التراب من الشوارع كلها تراب لم يكن واحد بيرمي القمامة من البلكونة كما يحدث الآن.
لا تسامح مع التقصير
* سألنا المحافظ: جولاتك الميدانية.. كيف تتعامل مع مشاهد التقصير التي تراها؟
** أجاب المحافظ: بكل صراحة أنا ضد إهانة أي إنسان.. أو أي موظف سواء كان وحده أو أمام مرءوسيه.
لا أحب "الاصطياد" ولا أسعي إليه.. إنما الهدف "تقويم الأخطاء" وعدم تكرارها.
أرض القصور نعم.. أحيل للتحقيق ما هو جسيم نعم.. لكني أبداً لا أميل إلي التعامل "بعنف" أو "فوقية" أو "إهانة" لأي مسئول أياً كان مستواه.
وكشف المحافظ أنه في إحدي جولاته دخل إحدي المدارس الثانوية.. وقال: وجدت أن المدرسين كلهم موجودون والطلبة كلهم مزوغون ولا يوجد غير ثلاثة طلاب فقط وفوجئت بأن التنفيذيين المصاحبين لي بالجولة بدأوا بالصباح في وجه المدير واتهامه بالتخاذل وضعف المسئولية فأسكتهم جميعاً وأخذت المدير في جانب وتحدثت معه قائلاً يا سيادة المدير وأنت قائد وممثل الإدارة التعليمية أمامي أرجو ألا تسمح لأحد من المحيطين بك أن يتعالي عليك ويجب أن تحافظ علي هيبتك ووقارك وأنا سأعتبر أن ما حدث هو مسئولية مشرف الفناء ومشرف المدرسة لأنهم هم من عليهم مراقبة الطلاب فلا يمكن ألا يتكاسلون عن أداء عملهم وأحاسب أنا المدير وهي النقطة التي أردت أن أثيرها أن المحاسبة والمسئولية ليست للقائد فقط ولكن ستمتد للموظفين الأصغر منهم لأنهم لم يأدوا دورهم وهي رسالة أن علي الجميع أداء دوره لأنه سيحاسب حتي ولو كان دوره بسيطاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.