* تدخلت روسيا عسكرياً في سوريا في سبتمبر 2015 تحت شعار حماية الدولة السورية من السقوط وسط صمت أمريكي وغربي غير مفهوم ويثير علامات التعجب! ولكن الأهم هو أن ذلك حدث في إطار لعبة المصالح الدولية بعد تشريد الملايين من أبناء الشعب السوري ومقتل مئات الآلاف وتدمير الدولة.. ثم كان الحسم العسكري الروسي لمعركة حلب قلب نهاية 2016 وانسحبت الجماعات المسلحة إلي خارج حلب. وسيطر النظام علي المدينة. * والمؤكد أن تغير الموقف علي الأرض جاء لصالح النظام بعد اندحار الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا وأمريكا والسعودية وقطر.. كما شاهدنا توافقاً تركياًروسياً إيرانياً في شكل تحالف بازغ بين الدول الثلاث لترتيب أوضاع جديدة مستغلين ظروف انتقال السلطة في واشنطن إلي الرئيس الجديد دونالد ترامب فضلاً عن حالة الاضطراب السياسي والأمني "الوليدة" بين موسكووواشنطن علي خلفية المفاجأة بفوز ترامب الشعبوي اليميني الجمهوري المتطرف علي هيلاري كلينتون والتي كانت مؤيدة من النخبة السياسية الأمريكية لدعم الفوضي والاضطراب في منطقة الشرق الأوسط واستخدام تنظيم داعش الإرهابي في إشاعة الفوضي وتفكيك دول المنطقة! * ظهرت المفاجأة الثانية في عالم السياسة قبل نهاية العام المنصرم بقرار أوباما بطرد "35" دبلوماسياً روسياً من الولاياتالمتحدة تحت زعم العمالة واختراق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي والمرشحة السابقة لصالح فوز ترامب. وهذا أمر يثير الضحك..! وقد لاحظنا كذلك أن الرد السوري علي قرار أوباما جاء فاتراً من جانب الرئيس بوتن المقرب الودود لترامب..! * يبقي التحالف الروسي التركي الإيراني الجديد هو عنوان اللعبة الدولية في الشرق الأوسط وعلي الأرض السورية الأمر الذي يقتضي وعياً من القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية لما يجري في المنطقة وحول مصر التي تواجه حصاراً سياسياً واقتصادياً شديداً منذ ثورة الثلاثين من يونيه. * وإذا كان التعاون والتنسيق المصري السعودي في الحرب الدائرة باليمن يسير علي قدم وساق لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني للسيطرة علي باب المندب فإنه تعاون استراتيجي لمواجهة الجماعات الإرهابية في المنطقة.. لكننا نلاحظ أن هناك خلافاً تكتيكياً مكتوماً بين القاهرة والرياض يتعلق بالأزمة السورية إلا أنه لا يرقي إلي مستوي الخلاف الاستراتيجي في معالجة القضايا الإقليمية الساخنة لأن مصلحة الدولتين الكبيرتين في المنطقة هي في وحدة الأراضي السورية والحفاظ علي الأمن القومي العربي الذي يُضرب في مقتل منذ سنوات بانهيار دول عربية حول مصر بدعم التحالف الأسود بين الصهيونية العالمية المدعومة غربياً والتنظيم الدولي للإخوان المدعوم إقليمياً ودولياً وهو ما يجب أن تنتبه له جيداً الدبلوماسية المصرية ومعها الدبلوماسيات العربية وفي المقدمة الدبلوماسية السعودية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من تداعيات تصيب الأمن القومي العربي في مقتل.