وطن يسكن قلب كل مصري مخلص. منعم بحب ترابه. متعطر به. يحافظ علي مقدراته من كل دنس. إن عشق المخلصين لأرض الوطن أغنية ابنائه.وبناته جنوده وعماله. وفلاحيه. نبض الكبار والصغار. موسيقي الروح التي يعزفها الايمان به. والتضحية من أجله. والعيش في سروره. وحزنه. لا يستبدل به أوطانا مهما كان ثراؤها وحضارتها. لا تغفل عين المصري الحارسة عن حماية أرضها والدفاع عن حدودها. نعم .. قد تمر بالوطن أزمات. ومصاعب الا انه يبقي الوطن الخالد في القلب والروح. في سبيله يبيع المصري الغالي والنفيس ويترك من أجله كل المناصب والمكاسب ليبقي الوطن سليما معافي نعيشه بغناه وفقره ومجده وانكساره بعظمته واختلاله. مهما مر به من مشاكل فلن تدوم. والمواطنة حق لكل من يقيم علي أرضه. ينعم بالأمن. والأمان يشرب من مياهه. ويأكل من خيره. ويتنفس هواءه. مهما اختلفت المشارب والعقائد. والمذاهب. والطبقات تعلمنا ذلك كل من ديننا الحنيف الذي أضاء الفكر الإنساني بتعاليمه الربانية. وتوجيهات رسوله الكريم للبشرية. محمد صلي الله عليه وسلم علمنا حب الوطن. والوفاء للأرض التي نشأنا عليها. وتغلغل عشقها في أعماقنا. كنا فيها أو علي البعد منها. أليس هو القائل "اللهم حبب إلي المدينة. كما حببت إلي مكة" وهو القاتل مخاطباً مكةالمكرمة "أنت أجب بلاد الله إلي قلبي. ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت أبدا" هذا النبي العظيم علم الإنسانية معني المواطنة. وضع وثيقة المدينة تتضمن حق المسلمين وغيرهم من اليهود في الاقامة بها يعيشون فيها معا. يدافعون عنها. ويردون كل اعتداء يقصدها. يعملون جميعا علي حمايتها.. حافظ الرسول والمسلمون علي العهد إلا أن اليهود نقضوه كعادتهم دائما. فلم يستحقوا الاقامة بالمدينة وقد خانوا وعذروا. وعلي هذا النهج سار علماء المسلمين. يضعون القواعد الفقهية التي تتضمن الحفاظ علي المواطنين من غير المسلمين. يشهد علي ذلك كتب الفقه الإسلامي المليئة بالقواعد المستقاه من فهم الإسلام والتي تحفظ لغير المسلمين حقوقهم في العيش إلي جانب مواطنيهم المسلمين. فلغير المسلم ما للمسلم من الحقوق وعليه ما علي المسلم سبق علماء المسلمين علماء القانون الدولي. من تنظير واستخلاص القواعد التي تحكم العلاقة بين المسلم وغيره من المقيمين في بلاد الاسلام أو في بلاد غير المسلمين سواء كان محاربا أو مستأمنا أو مواطنا. وعلي رأس هؤلاء العلماء محمد بن الحسن الشيشاني تلميد الامام أبي حنيفة النعمان صاحب كتاب السير الكبير. والسير الصغير.. الفقه الاسلامي في جميع المذاهب حفظ لغير المسلمين حق العيش وحق العمل وحق المواطنة والمساواة مع المسلمين علي خلاف ما كان يفعله الأغريق مع غيرهم وكما كان يفعله الكاثوليك مع الأرثوذكس أومع البروتستانت في مصر وفي أوروبا ومجزرة البروتستانت في فرنسا في القرن السادس عشر تذكرها كتب التاريخ بالعار والخزي لما فيها من جبروت وعذر وتفرقة ولسنا في حاجة لذكر توجيهات رئيس أمريكا الجديد في حربه ضد كل ما هو غير أمريكي وبخاصة المسلمين مما يتعارض مع ما تدعيه هي وغيرها من دول أخري من حرية الانسان وحقه في العيش بسلام.