كما فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي تماما كان ينبغي إهمال أمير قطر وتجاهله وعدم الاستماع إليه أو الوقوف عند كلماته وأفكاره فيجب أن يترك ¢يغني علي ليلاه¢ دون أن يهتم أحد بكلامه أو الرد عليه حتي ولو كان يتحدث في القمة العربية.. فالسياسة التي يتبعها النظام القطري هي ¢خالف تعرف¢ فهو يريد أن يستثمر هذا الحشد العربي لكي يضرب كرسيا في الكلوب ويحدث دويا..وللأسف بعض وسائل الاعلام المصرية تعطيه الفرصة تلو الفرصة لكي يظهر بالصورة التي يريدها ولا تتعلم من أخطائها. تابعت أعمال القمة العربية وحرصت علي الاستماع لكلمة الأمير القطري المثير للجدل لأننا تعودنا منه علي الفرقعات السياسية ومحاولة الظهور في القمم العربية بأية وسيلة. وبالفعل استمعنا الي المزيد من المغالطات والدعم الواضح للارهاب في مصر وغيرها رغم ضحاياه الذين يتساقطون يوميا وتمنيت أن تغض وسائل الاعلام المصرية الطرف عنها حتي لا تعطي لتميم ما يتطلع إليه من جدل إعلامي فلا يستحق كلام تميم أن ينشغل به أحد لأن هذا الانشغال الإعلامي حتي ولو صاحبه انتقادات وشتائم هو ما يسعي إليه حاكم الدوحة. لأنه يحقق له شيئا من العظمة لا نراه نحن. لكن - للأسف- انشغلت وسائل إعلام مصرية بتحليل ما قاله حاكم قطر عن الارهاب ودعمه المستتر لبعض فصائله وهو ما فعله تماما في قمة الكويت الماضية ولم تختلف كلمته كثيرا في عمان عنها في الكويت والخطأ المكرر الذي نقع فيه هو الاهتمام بكلمته وتحليلها والرد عليها لنعطي له الفرصة للظهور حتي لو بالنقد الجارح فالسياسة الخارجية القطرية تسير علي خطي قناة الجزيرة التي تري في نقد الآخرين لها وتجريحهم واتهامها لها بالعمالة.. متعة ما بعدها متعة. لقد خرج حاكم قطر من القمة العربية حزينا وعاد الي بلاده يحمل مشاعر الأسي والحزن لأن مخططاته بالوقيعة بين مصر والسعودية فشلت وعادت الدولتان الكبيرتان تعملان معا لإعادة التضامن العربي الي قوته وتم تصفية الأجواء بين الشقيقتين في قمة عمان.. وينبغي ترك تميم يتحسر علي فشل مؤامراته ويدرك أنه ليس أكثر من حاكم إمارة شاب يفتقد الخبرة ولم يتعلم شيئا من الحكام العرب الذين يلتقي بهم ويتحاور معهم. **** وبالتأكيد.. فإن تجاهل الأمير القطري لا يعني تجاهل شعب شقيق أو التطاول عليه فالشعب القطري لاعلاقة له بأميره وهو شعب محب للمصريين وحريص علي التضامن العربي ويدرك أنه ينتمي لدولة صغيرة لا ينبغي أن تكون داعمة للجماعات الضالة ولا محتضنة لجماعات التمرد السياسي في العالم ولا أن تنفق أموالها علي الدمار والخراب هنا وهناك. منذ أسابيع التقيت بمواطن قطري محب لمصر حيث يمتلك الرجل مسكنا راقيا في نطاق محافظة الجيزة اشتري أرضه وأشرف بنفسه علي بنائه وأصبح المقر الدائم له ولأسرته ولأولاده ويذهب الي الدوحة للاشراف علي أعماله فقط.. عندما علم أنني صحفي تحفظ في الكلام معي وبعد أن عاهدته بعدم كتابة شيء علي لسانه واطمأن لي فضفض وسمعت منه ما يضاعف من حبي وتقديري للشعب القطري فالرجل لا يعجبه تميم ولا أبو تميم وقال عبارة مختصرة "لا تنتظروا خيرا من شاب تربي في احضان أب مارس أبشع صور العقوق مع والده بتحريض من امرأة"!! من هنا لا أري مسوغا لكي ننشغل بكلام تميم والرد عليه. فقد ثبت أنه حاكم قليل الخبرة عديم الحيلة وأن تحريضه علي مصر لم يحقق أهدافه ولم ينل منها وظلت مصر في ظل محاولاته ¢كبيرة وعظيمة¢ في نظر الجميع.. ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بأخيه خادم الحرمين والأجواء التي سبقته وأحاطت به تؤكد أن مصر لن تخضع لأحد وستظل الشقيقة الكبري المحتضنة للجميع والمدافعة عن الجميع. **** علي إعلامنا أن يدرك أن قطر ستظل دولة قليلة الحيلة دويلة صغيرة لا تملك أمر نفسها. حتي ولو ملكت مئات المليارات. ودعمت كل الحركات الانفصالية في العالم وأنفقت بسخاء علي الارهاب. وآوت فصائل متنوعة من الإرهابيين وامتلكت آلة إعلامية تخرب وتفسد وتحرض آناء الليل وأطراف النهار كما تفعل قناة الجزيرة القطرية. تظل قطر التي نشغل أنفسنا بها أكثر من اللازم ونعطيها أكثر مما تستحق دولة صغيرة تنفذ مخططات دول كبيرة لذلك من الواجب علي كل عقلاء العرب أن يضعوها في حجمها الطبيعي وأن يتوقفوا عن النفخ فيها وفي مواقفها الغريبة والمستفزة. لأنهم بذلك يحولونها من دويلة صغيرة الي دولة ذات شأن أو كما تحلم القيادة القطرية "دولة عظمي" تقود العالم العربي الي حيث تريد. أو يطلب منها ويخطط لها. دون أن تمتلك مقومات العظمة والقيادة. أو تملك قرار الرفض. أرجوكم لا تهتموا ب "تميم" ولا تنشغلوا بكلامه ولا تردوا عليه وتعاملوا معه بالأسلوب الذي عومل به في القمة العربية.