انعقدت القمة العربية في الكويت وسط أجواء عربية وخليجية ملبدة بالخلافات لأول مرة في تاريخ أي قمة عربية، بعد سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر، ورغم أن مجموعة من القادة امتنعوا عن الحضور وخفضوا مستوى تمثيل بلدانهم في القمة، اعتراضا على وجود رمز الخيانة وعدم الرغبة في مواجهة حلفاء الصهاينة وداعمي الإرهاب، لكن مع هذا توجهت الأنظار إلى الكويت، لمعرفة ما يقوله أطراف الخلاف في مواجهة الخائن حاكم "دويلة قطر". كان الأمير تميم أمير دولة الخلافات قد ألقى بكلمة لم تخل من الغمز واللمز تجاه مصر والسعودية على وجه الخصوص، معتقدا أنه يستطيع مناطحة الدول العريقة وأصحاب الحضارة، وهذه الكلمة لم ترض القادة، حيث دافع تميم ضمنيا عن "الإخوان" ودعا إلى "الحوار الشامل وعدم إلصاق تهمة الإرهاب بكل من نختلف معه سياسيا"، فما كان من ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الا أن رد عليه داعيا "إلى اقرار موقف عربي موحد وجماعى للتصدى إلى خطر الإرهاب المحدق بالجميع، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمكافحته، محذرا من بروز بعض المنظمات والتجمعات المتطرفة وما تدعيه زورا وبطلانا باسم الإسلام والمسلمين، ينخدع فيه البعض إلى حد أصبحت مصدرا خطيرا على أمن واستقرار البلدان العربية وشعوبها، ووسيلة زرع التفرقة والفتنة". ولم يغفل الأمير سلمان تهنئة مصر على ما تحقق من إنجاز في خارطة الطريق وإقرار الدستور. وما أن أنهى ولي العهد السعودي كلمته الاستثنائية حتى غادر القمة العربية، رفضا لأسلوب التعامل القطري، وعدم ابداء تميم بادرة للتعاون العربي أو التوقف عن شق الصف. كلمة تميم أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أنه ماض ودويلته في طريق العمالة لأميركا وإسرائيل ولن يغير سياسة التآمر ودعم الخونة و"القبيضة" لتقويض مصر ومن بعدها دول الخليج.. المدعو تميم تجاهل تهنئة مصر على ما تم إنجازه، لأنه دليل على فشله في التآمر، لكنه هنأ شركاء الخيانة ومؤيدي الجماعة الإرهابية، حيث أسهب في تأييد غزة، وهنأ تونس على الدستور، وهنأ السودان على محاولات إقرار السلام وكذلك الصومال وغيرها. وفي النهاية لا يمكن القول إلا أن قمة الكويت كشفت الغطاء عن "المتآمرين" بقيادة قطر، كما أثبتت "أصالة معادن" السعودية والكويت والإمارات.