انتهت أعمال المؤتمر الدولي السنوي الذي أقامته وزارة الأوقاف ودارت فعالياته حول دور القادة في صناعة السلام في العالم. والمتتبع لتاريخ الارهاب في العالم والعنف الذي يزعزع الحياة الآمنة يكتشف ان أغلبه يقوم من خلال أيد خفية لها أهواؤها وتستطيع أن تخدع وقود هذا العنف وهم أولئك الشباب المتحمس لفكرة ما بلا علم بها ولا بتداعياتها أو ابعادها ولا بمن وراءها أو من وراءه يدفعه إلي مصيره المحتوم فيندفع وهو يتصور انه يحسن صنعاً فيقتل وهو يتصور انه يمهد إلي الجنة طريقاً ويعيد للإنسانية دربها إلي سعادتها فيحترق بلا ثمن ويحرق الآخرين. وقد تطورت صناعة الارهاب وإذكاء نار الحروب حتي أصبح لها متخصصون وخبراء ومراكز بحث تستطيع أن تحدد بدقة شديدة هدفها وتستطيع أيضاً تنفيذه دون أخطاء مثلما حدث في العراق وأفغانستان ويحدث في سوريا واليمن وغيرها من أماكن حددت مسبقاً فتذهب فلذة أكباد الشعوب وهم الشباب سدي وهي تتصور انها تتحرك بدافع من ذاتها ومصلحة شعوبها. لذا حذرنا القرآن من الوقوع في مثل هذه البراثن حيث يقول تعالي: "قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ليس هذا فقط بل يحكي لنا القرآن المواجهة التي ستتم بين المغيبين من الشباب ومن غيبهم وطمس علي عقولهم حيث يقول: "وقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار" كما يتحه أولئك الذين غرر بهم إلي الله قائلين "ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا" بل انهم يتمنون العودة إلي الدنيا حتي لا يطيعوا هؤلاء الذين أضلوهم فيقول تعالي "إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب". والمؤتمر في محاوره يواجه العالم كله بالحقيقة التي يريد المستفيد من الدول الاستكبارية أن يغفل عنها ألا وهي عمليات الارهاب والتدمير الذي تعيشه الأمة الإسلامية بدعم من القوي الكبري متصورة انها بمنأي عن هذا الارهاب وانها تستطيع أن تسيطر عليه بحيث لا يصل إليها هذا العنف والحقيقة ان وحش الارهاب لا يفرق بين قوي وضعف بل بين من غذاه وصنعه وبين من اكتوي بناره لأنه عندما يتمكن يتصور انه هو الذي صنع نفسه وانه هو الذي حقق النجاحات التي حققها فينقلب السحر علي الساحر. تصفحت أبحاث المؤتمر التي تخاطب العالم محذرة له وكاشفة له الحقيقة ومنبهاً انه لا أحد بمنأي عن الخطر وقد أحسنت الأوقاف بدعوتها بعض ضيوف الغرب غير المسلم لتطلعه علي ما ينتظر العالم إذا ما ظل الغرب يدافع عن الإرهاب.