كل يوم تظهر احصائية جديدة تؤكد ارتفاع معدلات الطلاق المبكر بنسب مخيفة وغير مسبوقة في مصر حتي أصبحت الأولي عالمياً من حيث اعداد ونسب الطلاق وتؤكد الاحصاءات والتقارير أن هناك حالة طلاق كل ثلاث دقائق في مصر وأن 70% من حالات الطلاق تتم في أقل من 18 شهراً بعد الزواج وفي الفئة العمرية من 25 إلي 30 سنة مما ينذر بكوارث اجتماعية واقتصادية وقالت التقارير إن في العقود الخمسة الأخيرة ارتفعت حالات الطلاق من 7% إلي 40% وأغلبها عن طريق قانون الخلع بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية فضلاً عن نقص الوعي أو إدمان المخدرات وانتشار المواقع الإباحية علي الإنترنت مما جعل هناك تزايداً في نسب الطلاق عاماً بعد عام خاصة مع قانون الخلع الذي يساعد المرأة علي الطلاق دون علم زوجها والخلع يعد وسيلة أسهل للمرأة للحصول علي الطلاق بحكم قضائي في حالة رفض الزوج تطليق زوجته بإرادته المنفردة كما تؤكد التقارير ان محافظات القناة خاصة محافظة الإسماعيلية تفوق مثيلاتها في ارتفاع وتفاقم حالات الطلاق وما يستتبع ذلك من صراع ونزاعات بين الأزواج والأسر والآباء والأبناء بما يؤثر علي نوعية وجودة الحياة عامة ويمكن القول إن ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق المبكر تعتبر ظاهرة اجتماعية مخيفة وكارثية وصادمة.. أن مفهوم الطلاق المبكر هو وقوع الانفصال التام بين الزوجين في أقل من ثلاث سنوات ومن أمثلة ذلك الطلاق بعد ساعات أو أيام وشهور قليلة من الزواج وقد يكون الطلاق رجعياً أو طلاقاً بائناً. ويقول علماء الاجتماع والنفس والدين والصحة إن من أهم الأسباب التي تؤدي إلي الطلاق مبكراً هو تدخل الأهل السافر في الحياة الأسرية الخاصة للزوجين والخيانة الزوجية والجفاف العاطفي وعدم الإنجاب والإدمان ونؤكد ان الإعلام المرئي والمسموع وخطباء المساجد والكنائس لا يقومون بدورهم المنشود للحد والوقاية من ظاهرة انتشار الطلاق ولا يغيب عن أذهاننا أن هناك مشكلات تنجم عن هذه الظاهرة خاصة بالنسبة للأطفال والأبوين والتأثير السلبي نفسياً واجتماعياً علي المطلق والمطلقة. كما يمكن أن نؤكد أن مواقع التواصل الاجتماعي أضرت بالأسرة وباعدت بين الزوجين وسوء استخدام الإنترنت يعد من أكثر الأسباب الحالية والمستقبلية لتفكك الأسر وتصدعها وانهيارها وايقاع الطلاق بين طرفي العلاقة الزوجية.. اننا نطالب بتنظيم دورات تأهيلية للمقبلين علي الزواج وتوعيتهم شرعياً ونفسياً واجتماعياً وتوضيح أصول العلاقة الأسرية وحقوق الزوج علي الزوجة والعكس والتبصير بمخاطر أبغض الحلال عند الله وهو الطلاق وأن يكون للجمعيات الأهلية والمساجد والكنائس وقصور الثقافة ومراكز الشباب والنقابات والأحزاب دور في كيفية انجاح الحياة الزوجية وأهميتها والحد من ظاهرة الطلاق المبكر التي تهدد المجتمع وتؤثر عليه سلبياً. * كلمات : لا تقاس العقول بالأعمار فكم من صغير عقله بارع وكم من كبير عقله فارغ