ترقب عالمي لمفاوضات السلام. التي تجري في الأستانة عاصمة كازاخستان. فهي تهدف لتثبيت وقف إطلاق النار. والوصول لحل سياسي للنزاع السوري المعقد. كما شاركت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا علي مستوي السفراء. بينما الاتحاد الأوروبي حضوره بشكل رسمي. وكما أنها فرصة لإشراك قادة للمقاتلين علي الأرض في العملية السياسية والهادفة لإنهاء الحرب. كما يتم تمثيل جميع الفصائل المعتدلة بإستثناء تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة. أي جبهة فتح الشام ¢جبهة النصره سابقا¢. بجانب التنظيمات المصنفة بالإرهابية. وعلي رأسها تنظيم "داعش".. الذي يسيطر علي اكثر من 60% من مدينة دير الزور. كما حقق مؤخرا الهدف الرئيسي من هجومه بالمدينة. وهو قطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري المجاور. وتمكن التنظيم من عزل مطار دير الزور عن المدينة. وبالتالي فصل مناطق سيطرة النظام السوري إلي جزأين. ليضيق بذلك الخناق بشكل كبير علي الأحياء السكنية في المدينة. ومفاوضات الأستانة تأتي بعد أن شهد ميزان الحرب السورية تحولاً كبيراً علي الأرض في سوريا. بعد أن تمكنت هجمات الآلة الحربية الروسية بالتعاون مع مليشيات النظام الإيراني والسوري من السيطرة علي مدينة حلب وإخراج مقاتلي المعارضة المسلحة منها. بعدها قامت تركيا بعقد لقاءات بين ممثلي فصائل المعارضة السورية المسلحة. تمخضت عن ¢اتفاق حلب¢ الذي وفّر معابر آمنة للجرحي والمقاتلين والمدنيين. مستفيدة من تفاهماتها مع ساسة موسكو ودعم ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2328 الذي أقرّبعدم تعديل مشروع قرار فرنسي يدعو إلي إرسال مراقبين دوليين لضمان سلامة وأمن المهجرين من حلب. و يبدو أن التفاهمات بخصوص الوضع في سوريا ما بعد حلب بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين. جعلت موسكو تستثمر ما قامت بها من انتصارات كقوة عسكرية الي سياسيه. حيث أعلن القصير أنه اتفق مع السلطان علي إطلاق مسار مفاوضات جديدة ما بين النظام والمعارضة السورية في العاصمة الكازاخستان أستانا يسبقه التوصل إلي وقف لإطلاق نار شامل في سوريا. وبالفعل جاءت اجتماعات وزراء خارجية ودفاع كل من روسياوتركيا وإيران في العاصمة الروسية موسكو يوم 20 ديسمبر2016 لتخرج ب¢إعلان موسكو¢ الذي وضع خريطة طريق جديدة لحل سياسي في سوريا. مع توسيع وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في حلب كي يشمل كافة المناطق السورية وجميع الأطراف. باستثناء جبهة فتح الشام "النصرة سابقاً" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وإن كان إعلان موسكو قد ركز علي محاربة الإرهاب والسير في اتجاه تسوية سياسية بين النظام والمعارضة بضمانة كل من روسياوتركيا وإيران. وكما أشار أعلان موسكو إلي ضرورة التمسك بالقرارات التي صدرت عن المجموعة الدولية لدعم سوريا. أن الأطراف الثلاثة موسكووتركيا وايران اتفقت علي ضرورة اتخاذ إجراءاتي عمليةي لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254. الذي يطالب بوقف وصول المساعدات الخارجية إلي الجماعات الإرهابية. والذي ينص علي تنفيذ بيان جنيف "2012" ودعم بيانات فيينا "2015" الخاصة بسوريا. بوصفها الأرض الأساسية لتحقيق عملية الانتقال السياسي فيها وإنهاء الصراع. وكما اعتبر مسئولون في الخارجية الروسية أن مفاوضات أستانا هي مكملة لمفاوضات جنيف وليست بديلاً عنها. وبالتالي فإن القضية السورية ستشهد تحولات ومشادات ما بين جنيف وأستانا. خاصة بعد أن أطلق المبعوث الأممي إلي سوريا ستيفان دي ميستورا دعوة لعقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف في الثامن من فبراير القادم من العام الجاري 2017. والأمر يدعو إلي استشراق مفاوضات وتفاهمات جديدة. وهل ستعصف فيما بعد بالقضية السورية أم لا. في سياق مفاوضات لإيجاد حل سياسي لها. ما بين القوي الداعمة لمساري أستانا وجنيف.وأعتقد أن المشكلة ليست في مكان التفاوض بل في توفير الفرص وإلإمكانات لنجاح الحل السياسي. خاصة أن البعض يتهم موسكو بمحاولتها لضرب مرجعية جنيف التي تعني مرجعية وضمان الأممالمتحدة. بالإضافة إلي أن مدينة جنيف شكلت بعد الحرب العالمية الثانية مكانا للتفاهمات وحل الأزمات سلميا. وأتهامها بأنها تريد الانتقام من مرجعية الغرب. والشارع السوري يخشي أن يتحول هذا المؤتمر إلي سلسلة من المسرحيات الهزلية كسابقاتها من المؤتمرات السابقة كجنيف وان ثم جنيف تو. والخوف أن يتحول الآستانة إلي استانة وان ثم الأستانة تو والأستانة ثيري وهكذا. ويبقي السؤال هل ستنجح ¢الأستانة¢ في حل الأزمة السورية بعد أن فشلت جنيف في حلها؟!!