مخرج متميز قادر علي اثارة الجدل بأي عمل يظهر للنور. يتعامل مع أعماله الفنية كمشروع فني متكامل لا يخلو أي منها من فكرة وقناعة يؤمن بها ويعلن عنها باستمرار في لقاءاته الصحفية والتليفزيونية. استطاع خلق حالة فريدة بآخر أفلامه ¢مولانا¢ الذي واجه هجمة شرسة فور عرضه بسبب جرأة مضمونه. إلي جانب النجاح الكبير الذي حققه في أيام قليلة.. عن الفيلم ومشروع تحويله لمسلسل تليفزيوني والهجوم الذي تعرض له.. كان حوارنا مع المخرج المتميز مجدي أحمد علي. * تتبني محاربة التطرف الديني في أعمالك وأفكارك لسنوات عديده. ما الذي جذبك لطرح رواية ابراهيم عيسي في ¢مولانا¢؟ ** اتساع المجال. ابراهيم عيسي قدم مجالاً متسعاً مغرياً لأي فيلم. مرتبط بالمجال العام وهذا أكثر ما أعجبني بالرواية. وكانت تصلح أكثر لمسلسل لكثرة الأفكار والطرح الموجود بالرواية. * لك أكثر من تصريح بعزمك علي تقديم ¢مولانا¢ كمسلسل الفترة المقبلة.. هل استقررت علي التفاصيل؟ ** حتي الآن ليس هناك تفاصيل مؤكدة. ولكن هناك نية لتقديم ¢مولانا¢ كمسلسل. ومازلنا في مرحلة المفاوضات مع شركات الانتاج. * تابعنا الايرادات الكبيرة التي حققها الفيلم في وقت قصير رغم بعده عن الخلطة الموجودة الآن للأفلام التجارية.. هل نجحت في الجمع بين أفلام المهرجانات والتجارية؟ ** ¢مولانا¢ حقق سبعة ونصف مليون جنيه في ثلاثة أسابيع فقط. وطوال مشواري أحاول الجمع بين القيمة الفنية والنجاح الجماهيري في أعمالي منذ أول أفلامي ¢يا دنيا يا غرامي¢ الذي نجح جماهيريا وعلي مستوي المهرجانات. وطوال الوقت أشير إلي أن أفلام المهرجانات بها قيمة اضافية جعلت العالم الأوسع يتابعها. ايرادات ¢مولانا¢ تثبت أنه ليس هناك قاعدة ثابتة لما يريده الجمهور. ¢محدش يقدر يتوقع الناس عايزة ايه¢.. خاصة أن أغلب مشاهدي ¢مولانا¢ من الشباب الذين لم نفقدهم. واذا وجدوا شيئاً جيداً سيشاهدونه.. وأكثر ما أسعدني أننا أثبتنا أن الشعب المصري يستطيع أن يعطي النجاح لأي عمل محترم. خاصة أن الفيلم خلا من الرقص والأكشن وغيره من الخلطات التجارية.. في الحقيقة ¢مولانا¢ ظاهرة تستحق الدراسة. * الغريب أن الفيلم تم تسريبه علي الانترنت بعد عرضه بأيام قليلة.. هل تشعر مثلي أن تسريبة مقصود لمحاربة النجاح الذي حققه؟ ** طبعا كان هناك حملة وخصوم للفيلم. إلي جانب أن هناك أشخاصاً يكرهون ابراهيم عيسي. بالاضافة إلي جماعات سلفية ودينية.. والي جانب الخصوم هناك أيضا المرتزقة العاديين الذين يساومون صناع الأفلام للحصول علي أموال لرفع الفيلم من علي شبكة الانترنت.. لكن المسئولية عامة تقع علي عاتق الدولة. التي يجب أن تقر وتعترف أن السينما تعاني من القرصنة والسرقة مما يهدد الاستثمار بشكل مباشر. ¢اللي بيسرق 10 جنيهات بيتسجن واللي بيسرق ملايين يتساب!¢. * دارت أحداث ¢مولانا¢ في عهد النظام الأسبق. هل كنت تقصد شخصيات بعينها في الفيلم؟ ** كنت أقصد أي نظام له هذا الطابع. كنا نتناول النظام الذي يستغل الدين ويسيطر علي الاعلام وأي نظام قمعي بشكل عام. * شاهدنا شخصية ¢حسن¢ المتطرفة ضمن الأحداث والتي تنتمي للنظام.. هل كنت تقصد تورط النظام الأسبق في تفجير كنيسة القديسين كما انتشرت الأقاويل؟ ** بالطبع لا. نوع من أنواع الاجرام أن ننسي التيار السلقي والجهادي بكل سوءاته. ولكن النظام كان مسئول عن تركهم وترك المساجد لهم بالكامل. والعمل بمنطق أنك طالما بعيد عن عائلة الحكم. افعل ما شئت في البلد.. ورأينا ما فعلته الفاشية الدينية من حرق الكنائس والتفجيرات وغيره. * ألم تخش ردود الفعل المتطرفة بعد عرض الفيلم؟ ** ¢التطرف مش مستنيني الحقيقة¢. قمة الكوميديا أن تجد تنظيماً القاعدة يكفر داعش والعكس صحيح. إلي جانب جماعات سوريا التي وصلن إلي 90 تنظيم يحارب بشار الأسد. التطرف ليس له أخر. وطبيعي أن نحاربه لأنه يقوي من استسلامنا لهم. * هل الهدف من تحويل الفيلم إلي مسلسل هو محاولة لالقاء الضوء لتجديد الخطاب الديني؟ ** الهدف هو الوصول إلي قطاعات أكبر من الناس. لأن الموضوع تم تكثيفه في ساعتين هما مدة الفيلم. ونحتاج إلي مناقشة موضوعات أخري. إلي جانب عدد من المستجدات التي نسعي لطرحها في المسلسل. * كيف واجهت المطالب المتطرفة بمنع عرض الفيلم؟ ** السلفيون لا يمثلون مصدر قلق بالنسبة لي. لأنهم لا يشاهدون سينما في الأساس . لكن الغريب أن بعض المعتدلين اعترضوا علي الفيلم رغم أنهم لم يشاهدوه. ولكن حين متابعة بعض شيوخ الأزهر للفيلم وجدوا أنه لا يحمل اهانة للأزهر. و¢مولانا¢ لم يهاجم مؤسسة الأزهر بأي شكل.. ونحن ندعم دور الأزهر ولكن بشكل تنويري عصري. ويجب علية أن يتصدي للمتطرفين من داخله.. نحن شاهدنا ما حدث داخل جامعة الأزهر من عنف. وسب بعض المتطرفين لشيخ الأزهر نفسه. الغريب أن هناك بعض الموالين لشيخ الأزهر لهم آراء متطرفة ضد تجديد الخطاب الديني. * بصراحة.. هل أزعجتك الآراء التي انتقدت الفيلم؟ ** بالطبع لاء. من غير المعقول أن نطالب بالحرية ونغضب من الآراء التي انتقدت الفيلم. العبرة بتفجير الابداعات. وأنا أتقبل أي رأي حول الفيلم. ولكني ضد أي رأي يطالب بمنع عرضة.