لقد بلغت الحرب في سوريا عامها السادس والتي رافقها تشريد شعبها وقتله وهجرته وتمركزه في مراكز إيواء لاجئين ومخيماتپوحصاره اقتصاديا في ظل طيران تحالف دولي قام خلال الأسابيع الماضية بتدمير ثمانية جسور فوق نهري الفرات والخابور إضافة إلي جسر الصور. كما دمر طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في غارة شنها أيضا علي جسر بلدة مركدة الواقع علي نهر الخابور بريف الحسكة الجنوبي والذي يصلها بريف دير الزور الشرقي مما أدي إلي خروج الجسر عن الخدمة وأمريكا وحلفاؤها يريدون إسقاط سوريا وانهاء حكم الاسد بجانب محاولاتهم لاستدراج الروس للغرق في المستنقع السوري وتنسي امريكا انها امام حليف قوي والرئيس بوتين يزعجهم بتصرفه لأنه تصرف ذكي ومحنك فهو يقض مضاجعهم عندما يعطيهم مهلاً وفرصا لأنهم يعرفون أنّ هناك ضربة بعدها ورداً وهم يعتبرون أن عظمة روسيا سوف يعيدها الرئيس بوتين وهذا الأمر يجعل امريكا وحلفاءها في قلق دائم كما أنّ دول البريكس مهدّدة دائماً بالسهام الأمريكية ولا يمكن لروسيا أن تنسي تجربتها المريرة مع الأمريكيين. وواشنطن تحاول المستحيل لجرّ الروس إلي المستنقع السوري كما حصل معه في أفغانستان سابقاً وفي أماكن أخري إلا أنّ الروس يستخدمون في المقابل سياسة العصا والجزرة فالحرب علي داعش طويلة حيث ان داعش تنتهي في مكان فتولد في مكان آخر وبات هناك داعش اليوم في ليبيا أيضاًولابد أن يعلم الجميع أن واشنطن قد تقتل البغدادي في مرحلة ما كما قتلوا قبله أسامة بن لادن حتي لا يكشف الكثير من الأمور والحقائق..حيث لايمكن العودة بعقارب الساعة في سوريا إلي الوراء أياً ما كانت المتغيّرات الدولية ولاشيء سيتغيّر في قضايا المنطقة سواء أتت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون كرئيس لامريكا أم أتي المرشح الجمهوري دونالد ترامب بينما موقف روسيا ثابت ازاء الأزمات التي تشهدها بلدان الشرق الأوسط. وهو ترك الحرية للشعوب في تقرير مستقبلها. علي أن يقتصر دور المجتمع الدولي علي تقديم المساعدة لتحقيق هذا الهدف وهناك تطور واضح في العلاقات بين موسكو والقاهرة وانعكس أيضاً علي موقف مصر من الأزمة السورية وتصويتها لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي وتطوير العلاقات الروسيةالمصرية هو جزء من النهج العام لروسيا في الشرق الأوسط والمبني علي ضرورة تعميق العلاقات مع كافة دول المنطقة وتؤكد موسكو علي أهمية الحل السلمي للصراع السوري والدليل علي ذلك هو إعلان الهدنة الإنسانية من طرف واحد والتي تهدف إلي تأمين خروج المسلحين من الجزء الشرقي من مدينة حلب وتأمين ملاذ آمن للمدنيين الأبرياء جميع هذه الإجراءات من اجل تسهيل الحل السياسي بما في ذلك الفصل بين الإرهابيين وما يسمي بالمعتدلين فالهدنة الأخيرة هي فرصة لايجاد الحل السياسي ويبدو أن أمريكا وحلفاؤها الذين يتحدثون كثيراً عن الأبرياء. لا يريدون العمل من أجل إنقاذهم مما يعكس رغبة في استغلال الوضع من أجل الاستمرار في اتهام الجيش السوري بالقتل وارتكاب الجرائم. هذا موقف ليس بالغريب علي واشنطن وحلفائها بينما الاعتبارات الإنسانية يجب أن تسمو فوق أي اعتبارات أخري وأن المماطلة لايجاد حل سياسي للصراع السوري سوف تؤدي لتفاقم الأوضاع المأساوية وارتفاع عدد الضحايا المدنيين وموسكو تطلب من أمريكا أن تضغط علي المجموعات المسلحة للقبول بنظام الهدنة أو الانسحاب من الجزء الشرقي لمدينة حلب فلا بد من حلّ سريع للصراع والا سوف تؤدي استمرار الوضع لمزيد من إراقة الدماء وارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين وإصرار روسيا علي حسم الموقف لصالحها في سوريا لان علي ما يبدو أن روسيا اتخذت قرارها بأن ¢سوريا يجب أن تكون تحت سيطرتها و تحت حكم نظام الأسد ولان نوعية الأسلحة الضخمة التي ترسلها الآن تتضمن رسالة واضحة لكل من الدول العربية ولوشنطن وحلفائها بأن سوريا هي تحت الوصاية الروسية وليست تحت الوصاية الأمريكية وحلفائها .لذلك سوف تقوم روسيا بتطهيرها من داعش وجبهة النصرة ويجب الا ننسي أن التدخل الروسي منذ عام هو ما كشف للعالم الخديعة الامريكية ويبقي السؤال ماهي نتائج مواجهة روسيا للمناورات الامريكية؟!!