أسهل طرق الوصول إلي الشهرة في عالمنا العربي حالياً ليس في الصدق والأمانة والتضحية بكل أموال الدنيا من أجل القوة ورضا الله بل في قسوة القلب وانعدام البصيرة عن رؤية النور وهذا ما يفعله مقدمو البرامج بالفضائيات وصحافة بير السلم للكسب الحرام وامتلاك القصور والمنتجعات وتصدر المجلات والوكالات. ضاعت مهنة التمثيل والغناء الراقي وانتهي عصر الراقصات واتجه الجميع إلي قنوات "الهشك بيشك" لتقديم الحقارة بالطبل والزمارة وغابت الثقافة وصناع الأمجاد وظهر بكثرة الأوغاد زراع الأحقاد وأصبحت البلطجة شعار أغلب المذيعين والمذيعات والحوار بالأحذية وسيلة لجذب المشاهدين ولا فرق بين سائقي التوك توك والميكروباصات والموظفين بالمؤسسات. وللأسف هذا ما كشفت عنه "صانداي تايمز" البريطانية والتي نشرت استطلاعاً منذ أيام بعنوان "مسلسلات وخداع".. تقول الصحيفة انه منذ عشرة أعوام حضر "مارتن ولز" وهو مونتير للفيديو مقابلة للحصول علي وظيفة في شركة "بيل بوتينجر" الشهيرة في العلاقات العامة وبعد أيام بدأ الإعلامي في اعداد حملة تعرف باسم "العمليات النفسية" وميزانيتها مئات الملايين من الدولارات ومولتها وزارة الدفاع الأمريكية. وتضيف الصحيفة ان "بيل بوتينجر" حصلت علي خمسة تعاقدات ب 540 مليون دولار بين مايو 2007 وديسمبر 2011 لوضع سيناريوهات وتسجيلات مصورة للشبكات العربية. وأوضح "ولز" ان أكثر مهامه حساسية كانت انتاج تسجيلات زائفة. هذه الجرائم كان لمصر المحروسة نصيب منها وارجعوا إلي حملات الأشرار منذ 2006 ومنها الفيديوهات التي انتشرت بعد أحداث جمعة الغضب والهجوم علي الجيش والشرطة وآخرها حكاية خريج التوك توك منذ أيام. وللخروج من هذا النفق المظلم لابد من تحصين الشباب بإشاعة قيمة الصدق والحسم مع الجماعات التكفيرية وكتائبها الإلكترونية وقطع أيادي العابثين بأمن واستقرار الوطن. وهذه مصابيحي لإنارة الطريق: * صدق النصيحة لا يقاس بعمر الصديق بل بإخلاصه. * اقرأ مفردات الحياة جيداً ولا تتورط في طلاسم الحياة والسفر داخل النفس أكثر فائدة من جولة حول العالم. * لا يخدعك المظهر.. ما داخل النفس يرسم الطريق وليس كل ما يلمع ذهباً.. هناك أحجار كريمة بعد الصقل. * ذكاؤك محسوب عليك.. والغباء سلاح ضدك. * ولأني أعشق القراءة منذ الصغر أؤكد ان أروع الكتب التي لمست وجداني عبقريات الأديب عباس محمود العقاد التي تناول فيها سير أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد رضي الله عنهم جميعاً. بالإضافة إلي قصة حياة أبو ذر الغفاري الذي قال عنه رسول الله: * ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر. * ومن سره أن ينظر إلي تواضع عيسي فلينظر إلي أبي ذر. * رحم الله أبا ذر.. يمشي وحده.. ويموت وحده. وعند زيارتي لأرض الحرمين الشريفين سألت عن مكان قبره.. فلم يعرفه أحد وقيل لي انه في مكان قريب من صحراء المدينةالمنورة. * في النهاية ستبقي مصر شامخة قوية.. وصدق الشاعر أبو القاسم الشابي يقول عنها: سأعيش رغم الداء والأعداء كالصقر فوق القمة الشماء النور في قلبي وبين جوانحي فعلام أخشي السير في الظلماء إني أنا الناي الذي لا تنتهي أنغامه ما دام في الأحياء