لان عمر الاذاعة منذ ان انشئت في 31 مايو 1934 قد زاد علي ثمانين عاما. فإنها ام الوسائل الاعلامية التي تبث عبر موجات الاثير في الراديو والتليفزيون. كما انها منبع افكار كل البرامج "ثقافية او منوعات وفنية وسياسية واقتصادية او توعية وترفيه". والدراما التي تمنح خيال المستمع الفرصة لتكوين صورة خاصة به لكل شخصيات المسلسل او التمثيلية القصيرة. وقد ظلت بعض البرامج تذاع لاكثر من ثلاثين عاما حتي الآن. وهؤلاء بلا شك قد صاروا من التراث الذي يجب الحفاظ عليه وحمايته من السرقة او استغلاله بنفس الاسماء في اذاعات اخري. مثلما حدث للبرنامج الاذاعي الشهير "كلمتين وبس". الذي فوجئ الدكتور حسن مدني رئيس شبكة البرنامج العام بالفنان شريف منير يقدمه علي موجة احدي اذاعات راديو النيل تسمي "ميجا اف ام" وهو الذي ظل ملكا للاذاعة وتنتجه لاكثر من خمسة وثلاثين عاما قبل وفاة مقدمه الفنان فؤاد المهندس. وقد جرت محاولات لاعادة تقديمه وقت رئاسة عبدالرحمن رشاد للبرنامج العام. ولكن لم يوافق اي فنان علي تقديمه لصعوبة المقارنة بينه وبين المهندس. وان كان الفنان محمود يس قد قدم برنامجا لنقد السلبيات في المجتمع. ثم قدم الفنان الكبير جلال الشرقاوي برنامج "صباح الورد" الذي كتبه ايمن الحكيم في سبتمبر 2014 واخراج مها توفيق واشراف مجدي سليمان رئيس شبكة البرنامج العام آنذاك. اما تجربة الفنان شريف منير فهي مختلفة لانه اصر بدعوي حبه ووفائه لفؤاد المهندس علي الاحتفاظ باسم البرنامج وموسيقي التترات. بل وعبارة المهندس في نهاية الحلقة "مش كده والا ايه؟" وكان قبل ان يقدمه علي هذه الاذاعة حاول تقديمه بالبرنامج العام وقت رئاسة ميرفت خير الله. ولكن عدم توفر ميزانية لانتاجه حالت دون ذلك. وقد انضم لاخراجه في اذاعة "ميجا" ايمن فتيحة مخرج برنامج "خمسة لقلبك" بالبرنامج العام. وقد توجه الدكتور مدني إلي نادية مبروك رئيس الاذاعة يطلب حماية حق الاذاعة في ملكية "كلمتين وبس". فقررت تقديم مذكرة لصفاء حجازي رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون لتتخذ بدورها الاجراءات القانونية لذلك. ان هذه الاذاعة الخاصة بتراث التسجيلات من مختلف الشبكات. مشروع مهم يجب الاسراع بتنفيذه حفاظا علي هذه الكنوز النادرة التي سجلت عبر سنوات طويلة وتضمها رفوف مكتبات الاذاعة. والتي لاتكفيها الساعة اليتيمة التي يقدمها عماد يونس واسماء ابوعيش في البرنامج العام اسبوعيا في برنامج "من كنوز الاذاعة" ويشتاق المستعمون كبار السن اليها ويتمنون زيادة الوقت المخصص للبرنامج ليستعيدوا ذكريات طفولتهم والشباب مع كل ما قدمته الاذاعة من تسجيلات لاسبيل لاعادة تقديمها الآن. ولتتعرف الاجيال الحالية علي ما كان يقدم في الماضي من اعمال اذاعية وبرامج ارخت لسنوات من عمر الوطن. ويبقي ان نطالب بإصدار قانون يحمي حقوق الملكية الفكرية للمبدعين ويقضي علي سرقة الافكار واستنساخها من وسيلة اعلامية لاخري.