كنا في انتظار هذه الكلمات لكي تطمئن قلوبنا علي مصر وعلي أمنها واستقرارها. والرئيس عبد الفتاح السيسي بعث للجميع برسالة ثقة وقوة عندما أكد أن لدينا خططاً جاهزة لانتشار الجيش في كل مصر خلال 6 ساعات لحماية الدولة. ولا أمل لنا إلا في حماية الجيش لنا.. حمايته للمنشآت العامة والخاصة. حمايته لأرواحنا. ومنعه لانتشار أي فوضي محتملة قد تكون مدخلا وسببا للعنف والإرهاب وتهديد المواطنين. وكان لابد أن يتحدث الرئيس وأن يقولها بكل الحزم.. جيشنا مستعد ولا خوف علي مصر. وهي رسالة واضحة أيضا لكل من يفكر أو يعتقد في امكانية تحريك الجماهير واستغلال الأزمات ونشر الشائعات أن جيش مصر جاهز لكم وان أحدا لن يكون في مقدوره تعريض أمن وسلامة واستقرار هذا البلد للخطر. وجيش مصر هو ملك شعب مصر.. وجيش مصر لن يفرط أبدا في تأمين هذا الوطن.. وجيش مصر له كل التحية والتقدير والثقة. **** وتشتعل أجواء المعركة الانتخابية الرئاسية الأمريكية مع أول مناظرة بين المرشح الديمقراطي هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب. ووسائل الاعلام الأمريكية المنحازة مسبقا لكلينتون ضد ترامب قالت إن كلينتون هي الفائزة في المناظرة الأولي وأنها تفوقت كثيرا في الأداء والآراء علي ترامب الذي فقد أعصابه في الكثير من أوقات المناظرة. وهي نتيجة كانت متوقعة بين استاذة في الدبلوماسية والدهاء وملياردير مغامر أصبح له طموح سياسيا بلا خبرات أو تجارب سابقة. وقد استطاعت كلينتون حصار ترامب وإظهار عدم صلاحيته لقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما ركزت علي علاقته وإعجابه بالرئيس الروسي بوتين وسعادته باختراق الروس للمعلومات الالكترونية الأمريكية قائلة "أنت لست جديرا بحكم بلادك"..! والمناظرة الأولي أعادت كلينتون إلي التفوق في استطلاعات الرأي وأظهرت ترامب كتلميذ يقتحم عالماً مجهولاً غريبا عليه.. ولكنها مع ذلك لا تؤكد وصول كلينتون إلي البيت الأبيض بعد. فمازالت المفاجآت واردة. ولن يكون ترامب في المناظرة القادمة خصما سهلا أو مرتبكا أو حادا كما بدا في المناظرة الأولي.. فالرجل هو النسخة الأمريكية "لمرتضي منصور". ومازال لديه الكثير من "السيديهات" والأسرار التي سيطلقها علي الجميع..! **** والمناظرات الأمريكية فيها انتقادات وعبارات حادة وشتائم "مؤدبة" وخروج عن النص.. ونظرات غاضبة وأخري ساخرة... ولكنها تبقي في إطار الحوار والاختلاف في الرأي. أما المناظرات التي تجري في فضائياتنا فإن لها طعماً آخر وشكلاً مختلفاً.. شتائم ايه.. وكلام ايه.. فيه ضرب "بالجزم" علي طول.. و"الجزمة" بتتكلم عربي.. وتقول كل حاجة..! والمحامي نبيه الوحش دخل في مناظرة مع الشيخ مصطفي راشد مفتي استراليا في برنامج لمحمد الغيطي. والوحش لم تعجبه آراء راشد.. وراشد لم يقتنع بما يقوله الوحش وهاجمه واتهمه بأنه مريض نفسيا ويحتاج لعلاج في مستشفي الأمراض العقلية. والشيخ راشد نسي انه أمام الوحش الذي قام "بخلع حذائه" أثناء استراحة البرنامج وانهال به ضربا علي الشيخ الذي رد الهجوم باستخدام الكرسي. وطارت الشتائم هنا وهناك مع محاولات الفنيين في البرنامج ايقاف الضرب المتبادل دون فائدة. وما حدث في البرنامج لم يعد غريبا.. وأصبح الضرب أمام المشاهدين عاديا. فقد سبق للكابتن أحمد شوبير أن فعل ذلك وتوقعنا انه سيتم ايقافه ولن يعود للظهور التليفزيوني ولكنه عاد أقوي مما كان..! ولذلك لم يكن غريبا أن يقوم الوحش بضرب راشد بالحذاء وأن يذيع الغيطي مشاهد الهجوم والضرب.. وأن تمر الواقعة مرور الكرام. فلا حساب ولا عقاب.. ومولد إعلامي وصاحبه غائب..! **** ورئيس أحد الأحزاب المثيرة للجدل أعلن استقالته لاستكمال دراسته بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وقرار الاستقالة شجاع ومحترم وان كان أحد لا يشعر بوجود هذا الحزب أو غيره.. فكلها أحزاب موجودة فقط علي مواقع التواصل الاجتماعي وتكتفي بالبيانات والتعليقات وردود الأفعال..! أحزابنا لم تصل إلي الشارع بعد. ولا تدرك كيف تخاطبه أو حتي أن يتذكر اسماءها..! **** والمحامي سمير صبري تقدم ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة ضد الذين تلقوا أموالا من الخارج للعمل ضد مصر. واعتمد سمير صبري في بلاغه علي ما ورد في حوار اللواء ممدوح الإمام مساعد مدير المخابرات الحربية السابق الذي تحدث عن اسماء جديدة لمن تلقوا تمويلات من الخارج..! وإذا كانت الدولة تملك من الوثائق والأدلة ما يؤكد تلقي هذه التمويلات المشبوهة فإن الأمر لا يستدعي انتظار بلاغ من سمير صبري للتحقيق في هذه الاتهامات.. والدولة عليها أن تتخذ إجراءاتها القانونية.. ومن يخطئ يعاقب سواء كان "ناشطا" أو "خامدا¢.. والتساهل والتسامح مرفوض. **** وأخيرا.. فإن أسوأ ما نفعله الآن هو سخريتنا من كل شيء ومن أي اجتهاد واقتراح.. ومن أي فكرة جديدة.. ومن أي محاولة لإصلاح الأوضاع!! إحنا أصبحنا عاوزينها جنازة ونشبع فيها لطم.. وبس..!