لم يمت جمال عبد الناصر الذي شيعت الملايين من المصريين والعرب جثمانه في مثل هذا اليوم منذ 46 عاما. بل أصبحت حياته النضالية من أجل مبادئ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية شعلة مضيئة تهتدي بها شعوب العالم الثالث في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وفي كل مكان يشتعل بالثورة ضد الظلم والطغيان والاستعمار والاستغلال والاحتكار. آمن جمال عبد الناصر بقدرات الشعب المصري وغيره من الشعوب العربية في المعركة الشرسة المستمرة حتي الآن ضد التخلف والطبقية. وبدأ منذ ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 52 مشروعا وطنيا قوميا لتأسيس دولة قوية جذورها عربية أفريقية إسلامية تقيم مجتمعا للأحرار لا للعبيد واطلق نداءه الخالد: "ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعباد". حتي امتلك الفلاح الأرض التي يزرعها. وشارك العامل في إدارة الشركة التي يكد فيها. مع اعتراف برأسمالية وطنية لا تستغل ولا تحتكر ولا تفسد في الأرض وإنما تشارك في التقدم مع سائر قوي الشعب العاملة بشرف وأمانة. صمد نضال عبد الناصر من أجل المبادئ أمام معاول الهدم والتشويه التي استمرت طوال عقود من جانب قوي الاستعمار والصهيونية والرجعية المعادية لحرية وتقدم الشعوب. ولم تنل هذه القوي من ذكراه الخالدة في ضمير الشعوب التي عاش ومات مناضلا من أجلها.