** تعليمات واضحة من وزارة التعليم والإدارات المحلية بالمحافظات بإلزام المدارس والمنشآت التعليمية تجميل الأسوار ودهانها وكتابة المأثورات بخط جميل عليها ضمن منافسات العام الدراسي الجديد بسهولة نكتشف عبارات مشتركة علي جميع الأسوار.. جميع المراحل كل القري والمدن والكفور.. مادامت المدرسة رسمية حكومية من مثل العلم نور.. اطلبوا العلم من المهد إلي اللحد بالعلم تبني الأوطان.. النظافة من الإيمان.. إلخ.. ولكن إذا ما ركزنا النظر.. نلاحظ اختفاء بين الشعر الأثير لأمير الشعراء أحمد شوقي.. قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.. رغم الأهمية الكبري لهذا البيت الحكمة في اعطاء المدرس مكانته المستحقة لما يؤديه من رسالة في بناء الأجيال.. وهي المكانة التي نالت منها مافيا الدروس الخصوصية لامتصاص جيوب الآباء نظير بيع أدوية التفوق لفلذات الأكباد وحدث ولا حرج عن التسعيرة وصور الخروج علي النص من مجموعات نقدية إلي سناير وألقاب "الامبراطور.. واللورد.. والزعيم.. إلخ" التي تتقدم أسماء مشاهير المعلمين في هذه السوق والذين يحرص التلاميذ وأولياء أمورهم علي التعاقد معهم قبل بداية العام الدراسي.. وبالطبع لا فصال في الأموال أو الميعاد.. المهم الدرجات النهائية في كل المواد. ** وليس هناك أكثر مما كتب عن ملف الدروس الخصوصية وتأثيرها السرطاني في العملية التعليمية وكيف انها حولت المدارس إلي مبان أشباح مصاصة.. لا مدارس بعد مارس.. الكل يهرول تجاه المراكز التعليمية رغم الإجراءات الحكومية القاسية بفتح ملفات التهرب الضريبي نطارد به المدرسون.. بعض المدارس فتحت أبوابها للمجموعات الخاصة أو سمحت بخروج المدرس ومجموعته إلي منزل طالب قريب من المدرسة لأخذ الدرس ثم العودة للمبني.. البعض حاول المغامرة بمنع الكتب الخارجية وعندما تعدت الكارثة مجالها الجغرافي.. بمعني المدرسة الواحدة أصبح ارتباطها بمكان تلقي الدرس.. وتحولت المراكز التعليمية إلي مشروعات استثمارية ذات عائد خرافي.. لم يتصدي لها بجدية سوي محافظ بورسعيد الذي أعلن الحرب ضدها.. وطالب بإعادة الأمور إلي نصابها.. مجموعات تقوية داخل المدرسة.. بتكلفة معقولة وحوافز مناسبة للمدرسين.. وهو ما فتح الباب لمبادرة محافظات بلا دروس خصوصية.. واستطاعت أنباء المبادرة أن تجد نفسها مساحة وسط أنباء إلغاء الميدتيرم.. ومضاعفة درجات أعمال السنة في يد الأستاذ.. إلخ. ** ما أعلن في المبادرة ان تنفيذها يرتبط بالتطبيق علي المدرسين حتي لا يخرج الأباطرة منهم من مبني المدرسة إلي محل تناول الحلويات والندوات بمراكز تعليمية.. زرعت في كل مكان وتستكمل في تقدير المعنيين بمذكرات يضعها المدرسون.. تطبع في المكتبات ومراكز تصوير المستندات لتباع للطلاب لزوم مراجعة ليلة الامتحان حتي في التربية الوطنية والدين.. تصوروا المبادرة جناحها تعميم مجموعات التقوية في جميع المدارس.. والأسعار لكل مادة من 20 إلي 45 جنيهاً يحصل منها المعلم علي 90% من باب التشجيع.. ولا يزيد عدد طلاب المجموعة علي 12 تلميذاً.. من حق الطالب اختيار المعلم والتقدم لأي مجموعة في أي مدرسة "طبعا للتعامل مع المدرس الذي يعتقد في مقدرته علي جلب الامتياز له" ويتم تفعيل الضبطية القضائية لإدارات المتابعة التعليمية للإبلاغ عن المراكز وتحويل المدرسين إلي المحاكم التأديبية لفصلهم والتعاون مع وزارة الحكم المحلي لقطع المرافق في مراكز الدروس الخصوصية الحالية والمستجدة وإبلاغ الضرائب أصحابها. ** نضيف إلي ذلك إحدي مديرات الإدارة التعليمية قامت بإغلاق أبواب المدرسة من السابعة صباحاً حتي لا يتسلل أحد للخارج وإعادة ترتيب جداول الحصص بحيث يحصل مدرس الثالث الثانوي علي جدول بالسنة الأولي أو الثانية لإجبارهم علي عدم ترك المدرسة للذهاب للمراكز وتخصيص استمارة ملاحظة تحت مسئولية مدير المدرسة والموجه الأول والمعلم الأول للتأكد من التزام المدرسين بجداولهم الجديدة. ** إذن المبادرة لم تلغي الدروس الخصوصية إنما أعادتها إلي الشكل التعليمي الذي بدأت به وكان يطالب مجالس الآباء مع تشجيع مادي للمعلم الملتزم ما أمكن وإعادة توزيع إيرادات مجموعات التقوية والذي وصل فيما سبق إلي قيام المدرس المطلوب بالمراكز الخصوصية سداد نصيب باقي الفرقاء في المجموعة للسماح له بالنشاط الخارجي وبشكل ودي.. وبالطبع لسنا ضد تحجيم امبراطورية المدارس الخاصة والذي تعتقد بأنه الهدف المرحلي للمبادرة.. ذات الاسم اللامع.. ولكنها تحتاج إلي مساندة من نوعين.. الأول طالبت به إحدي الخبيرات التربويات حيث دعت لتعميم الكمبيوتر بين الطلاب وإرشادهم لمواقع الدروس وبنوك الأسئلة والإجابات نظير اشتراك شهري في شبكة الانترنت حتي لا يتجاوز المائة جنيه ويوفر آلاف الجنيهات تذهب لجيوب أعضاء المافيا.. والثاني الاهتمام الحقيقي من أولياء الأمور والآباء بمتابعة المبادرة علي أرض الواقع ومساندة إدارة المدرسة في انجاحها.. ليس فقط لأنها ستوفر لهم الأموال.. ولكنها يمكن أن ترفع مستوي استيعاب الطلاب وتعيد الدروس الخصوصية لأوضاعهما أيام الستينيات.. وتصون كرامة المدرس ومكانته.