عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم في بداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    تراجع سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الإثنين 6 مايو 2024    الأقصر تحددد شروط التصالح فى مخالفات البناء وبدء تلقي الطلبات الثلاثاء    انطلاق قطار مفاجآت شم النسيم من القاهرة حتى سيدي جابر    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارات عنيفة شمال بيت لاهيا    تزامنا مع بدء الإخلاء.. تحذير من جيش الاحتلال إلى الفلسطينيين في رفح    عاجل.. أوكرانيا تعلن تدمير 12 مسيرة روسية    محمد صلاح يُحمل جوزيه جوميز نتيجة خسارة الزمالك أمام سموحة    مصرع طالب ثانوي وإصابة آخرين في حادث تصادم بدائري الإسماعيلية    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    بمناسبة ذكرى ميلادها ال 93، محطات في حياة ماجدة الصباحي    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها : فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 16 - 09 - 2016

المقاريء المصرية منتشرة في كافة مساجد الجمهورية الكبيرة - لكل مقرأة شيخ حافظ للقرآن مجود علي القراءات العشر.. الأعضاء لا يزيدون علي عشرة والجلسة مرة واحدة اسبوعياً.
هذه المقاريء للأسف لا يشعر بها أحد من مرتادي المساجد ولا يعرفون دورها ولا تؤدي في الأساس أي دور لتعليم القرآن للناس بدلا من مجالس التطرف والريبة رغم الاسم الكبير الذي يشنف الاذان بمجرد سماعه.
ما هو دور المقاريء المصرية الحقيقي؟ وكيف يتم تفعيل هذا الدور بحيث يكون لها تأثير مباشر علي الجماهير وماهي الشروط المتوافرة في اختيار أو تعيين شيخ عموم المقاريء المصرية وماهي شروط اختيار شيخ كل مقرأة وكيف يتم الاستفادة بهذه المقاريء في تربية النشء وتحفيظ القرآن بعيداً عن مجالس التطرف والتشدد؟
عرضت هذه الاسئلة علي مشايخ القراءات في مصر وأئمة المساجد ووزارة الأوقاف المشرفة علي هذه المقاريء .. وكان هذا التحقيق.
الشيخ سلامة كامل جمعة الحاصل علي شهادة العالمية في القراءات والأستاذ بمعهد القراءات بالأزهر يقول: مشيخة المقاريء تابعة لوزارة الأوقاف وهي مسئولة عما يخص القرآن الكريم وتوجد المئات من المقاريء منتشرة بمساجد مصر وعدد أعضائها لا يقل عن ثمانية ويوجد لكل مقرأة شيخ مشرف عليها.. وهناك شروط صارمة وامتحانات لكل من يتم تعيينه شيخا للمقرأة أما شيخ عموم المقاريء فلابد ان يتمتع بالعلم والكفاءة المشهودة في علوم القراءات ويتم تعيينه من الوزارة.
روايات مختلفة
سألته كيف تعمل هذه المقاريء؟
أجاب إنه يتم عقدها بعد صلاة العصر وتستمر إلي قبل المغرب بحوالي نصف الساعة ويحضرها جميع الأعضاء ويتم اختيار شيخها من الحاصلين علي الإجازات العالية في القراءات والذين يحفظون القرآن بكافة الروايات ويتعرض لامتحان في القراءات لابد ان يجتازه بنجاح حتي يتم اختياره شيخا للمقرأة.. ولذلك فإنك الشيخ عادة يجيب علي كافة الاسئلة من الاعضاء والمتعلقة بالروايات المختلفة للقراءة.
سألته هل تنتشر هذه المقاريء بكافة مساجد الجمهورية؟
أجاب.. إنها تقام في مساجد الدرجة الأولي كالأزهر والحسين والسيدة زينب والإمام الشافعي وغيرها من المساجد الكبري المنتشرة في طول البلاد وعرضها.
سألته هل تعقد المقرأة كل يوم؟
أجاب تعقد مرة واحدة في الاسبوع
الشيخ علي شرف الحاصل علي الإجازة العالية في القراءات والاستاذ بمعهد القراءات يقول: إنه من المفروض أن يحضر أئمة المساجد هذه المقاريء لتعليمهم النطق الصحيح لقراءة القرآن الكريم خاصة وأننا نعلم أن كثيراً من هؤلاء الأئمة لا يجيدون القراءة الصحيحة للقرآن والوازة ألزمتهم الحضور.
قلت له ولكن هذه المقاريء لا يشعر بها أحد من مرتادي المساجد وليس لها أي تأثيرر علي الشباب ولا تعلم أحدا القرآن؟
أجاب إن المقاريء لا تمانع في حضور أي شخص يريد تعلم القرآن ولكن عملها الأساسي يقتصر علي القراءة لتعليم كل الحاضرين النطق الصحيح للقرآن.. والحاضرون عادة يكونون من مرتادي المساجد والأئمة .. أما التأثير الكبير فيحتاج أولا لاهتمام الناس بهذه المقاريء ويحتاج أيضا الي مكافأة هؤلاء الأعضاء بشكل يليق بمكانتهم لأن مكافأة العضو فيها 80 جنيها فقط.. فماذا تنتظر منهم؟
الشيخ حسنين حبيب امام مسجد بالسادات يقول: انه يوجد عجز في مشايخ هذه المقاريء لقلتهم ويكون إمام المسجد هو المشرف علي المقرأة كناحية ادارية فقط.. والوزارة ألزمت جميع الأئمة من الدرجة الثالثة والثانية بحضور هذه المقاريء.. قال إن الامتحان الذي يتم بمقتضاه اختيار شيخ المقرأة عسير جداً لذلك يوجد عجز صارخ في هؤلاء المشايخ.. رغم أن المقاريء لا توجد في جميع المساجد.. فمثلا في مدينة السادات 350 إماما والادارة بها خمس مقاريء ويتم تحديد مسجد واحد في المدينة لانعقاد المقرأة يوما واحدا في الاسبوع.
ولكن كلما كثر الأعضاء تكثر المقاريء غير أن الواقع يؤكد ان الاعضاء قليلون والشيوخ بهم عجز كبير ولا توجد متابعة جيدة.. كما أنه من الناحية الفنية لا يوجد بصراحة لها أي دور لأن الأعضاء يثبتون حضورهم ويقرءون جزءاً من أجل المكافأة البسيطة وكل من يقرأ يستأذن بالانصراف.. ذكر أن هذه المقاريء ضمن أهدافها تقوية أئمة المساجد في نطق القرآن الكريم ولكن لا يوجد تفعيل لدورها لأن عددها بسيط.. كما أن البعض ممن يحضرون لمجرد السماع فقط دون تعلم
أشار الي أن المقاريء المصرية تحتاج إلي إعادة نظر وهيكلة جديدة لتؤدي الدور المطلوب منها عن طريق اعضاء دورات مكثفة لتعليم التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم ليس للائمة فقط ولكن لجميع الشباب والشيوخ الذين يرتادون المساجد رجالا ونساء تحت اشراف الدولة بدلا من أن يبحث الشباب عن التعلم في أي أماكن أخري لا تطمئن اليها الدولة.
"تطوير المقاريء"
كما أنه لابد من التوسع فيها بحيث يكون في كل مسجد كبير مقرأة تساعد كل من اراد تلاوة القرآن تلاوة صحيحة .. كما لابد ايضا من إعادة النظر في مكافأت اعضائها الذين سيؤدون دورا هائلا يتناسب مع أي تطور جديد للمقاريء المصرية.. ولابد أن يكون لها دور ملموس في تعليم الائمة للنطق الصحيح للقرآن الكريم.. ذكر أن هذه المقاريء يمكنها أن تساعد الأزهر في تحفيظ القرآن الكريم لابنائه سواء أكان ذلك في الاجازة أو الدراسة.
سألت الشيخ محمد عبدالموجود وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن لماذا لا يتم تفعيل دور المقاريء المصرية المنتشرة في مساجد مصر؟
اجاب: لقد أخطأت العنوان.. الاجابة ليست عندي. ولكنها عند الشيخ جابر طايع.. اتصلت بالشيخ جابر أكثر من 10 مرات ولكن تليفونه مغلق لا يرد علي أحد.
الدكتور بشير أحمد أستاذ القراءات بكلية علوم القرآن بالأزهر تم تعيينه شيخا لمقرأتين في الغربية سنة 1999 .. يقول: إن معظم أعضاد المقاريء لديهم تراخيص بمكاتب لتحفيظ القرآن الكريم أي أن عملهم لا يقتصر علي مجرد المقاريء الموجودة في المساجد كما أن الاوقاف انشأتها علي هذا النمط ولكنها ألزمت أئمة المساجد منذ 2006 بحضورها غير أن البعض يحضر للتعليم والبعض الاخر يحضر لمجرد الخوف من الجزاءات فيكون حضوره شكليا وهذه مشكلة
لأنه يحضر كمأمورية عمل فقط.
اضافة الي ذلك فإن الوزارة كانت تعطي الإمام حافزا تشجيعيا بتعيينه عضوا في المقرأة اذا حفظ القرآن الكريم جيدا ليحصل علي المكافأة الخاصة بالعضو.. كما أن الامام لا يقتصر دوره علي مجرد القراءة فقط للتعلم ولكنه يسمع ايضا من يصوب الاخطاء طول الجلسة.
أما بالنسبة لبقية الجماهير العادية من مرتادي المساجد فإن بعضهم يحضر للتعلم ايضا غير أن مرة واحدة اسبوعيا ربما لا تكون كافية لمن اراد الجدية فعلا في تعلم القرآن.
اضافة إلي ذلك فإن بعض المقاريء تتخصص في القراءة علي روايات خاصة كورش مثلا أو حفص أو غيرهما.
أكثر من مليون طفل ومسن.. يعيشون في الشوارع
الإسلام أمرنا برعاية المحتاجين.. لكننا أهملناهم
أين أوقاف هؤلاء.. وإلي متي نتجاهل الظاهرة
عبدالعزيز السيد
انتشار كبار السن في شوارع مصر بأعداد كبيرة دون مأوي ودون رعاية وكذلك ما يتجاوز المليون طفل أمر شديد الخطورة وغير مبرر في دولة يأمرها دينها برعاية الاضعف فيها ويحدثها اسلامها عن المجتمع الذي يشبه الجسد الواحد وحرمة الجنة علي من بات شبعان وجاره جائع.
هذه الظاهرة وانتشارها علامة علي اننا بعيدون عن تطبيق قواعد هذا الدين العظيم علي أرض الواقع بالشكل الذي نبدو فيه مسلمين حقيقيين وليس شكلا فقط.
الدكتور محمد نجيب عوضين استاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة يقول: ان الإنسان هو أفضل المخلوقات التي كرمها الله سبحانه وتعالي تصديقا لقوله: "ولقد كرمنا بني آدم" وقول النبي صلي الله عليه وسلم "الإنسان بنيان الرب ملعون من هدم بنيانه" وتدور مقاصد الشريعة الإسلامية حول حماية النفس والعقل فحرمت كل ما يؤدي إلي ضياعهما ومن هنا فإ ن الأمة مسئولة عن سلامة الإنسان وحفظ معيشته وكرامته لأن الأمة ما هي مجموع البشر الذين يعيشون في محيطها ونتيجة لانهيار الكثير من الضوابط التي أمر الشرع بها وإهدار قيم المسئولية الملقاة علي عاتق الجهات الكثيرة المختلفة المسئولة عن سلامة الإنسان والتي تبدأ مبكرة عندما ينشأ الطفل في بيئة غير صالحة ينتشر فيها انعدام مسئولية الأب تجاه أبنائه أو مسئولية الأم التي لا تحترم قواعد الاخلاق وأسس التربية الإسلامية الصحيحة فخرج إلي المجتمع نتيجة هذا ونتيجة حالات الطلاق والخلافات الزوجية لملايين الأطفال الذين يعيشون تحت الكباري وأطراف المدن وتتلقفهم الأيادي العابسة تعلمهم جرائم النشل وجرائم تجارة المخدرات بل ويتوارثون هؤلاء جرائم المجتمع الاخلاقية من قتل وزنا وسرقة وهؤلاء في أمس الحاجة إلي يد حانية تنتشلهم من هذا الوحل وهو دور الجمعيات المدنية والأهلية ومؤسسات الأحداث للعمل علي تدريبهم وتعليمهم واحترافهم مهناً كريمة تدر عليهم سبل العيش الكريم فيعودون إلي المجتمع بعد إصلاحهم.
أضاف د.عوضين أن هناك نوعاً لا يقل أهمية عن أطفال الشوارع وهم بعض الناس الذين يتعرضون للقسوة الشديدة ومعاملة سيئة من أسرهم فيتعرضون لأمراض نفسية وذهنية فتحول بين ان يتصرفوا كأسويا ويتركونهم للشوارع دون ملجأ أو مأوي ونشاهد الكثير منهم كل يوم من الرجال والنساء بل بعضهم لضعيف عقلي يعيش بلا ملابس في الطرقات ويتعرض للسخرية والاستهزاء وبعضهم مصاب بأمراض عضوية شديدة تنحر في اجسادهم ويكتفي الناس بالشفقة المعنوية فقط أو إلقاء بعض فضلات الاطعمة لهم وهؤلاء يتسببون بطريق غير مباشر في ضرب الأمن القومي للمجتمع سواء في السياحة أو انشغال رجال الأمن بمثل هذه الأمور التي قد تعطلهم عن قضاء الأهم في مشاغلهم.
وقال د.عوضين إن من اسباب تفاقم هذه الظاهرة تعطيل المجتمع الكثير من المصارف التي كان من الممكن ان تحل هذه المشاكل كمصرف الزكاة علي سبيل المثال الذي من أهم مصارفه الانقاق علي الفقير والمسكين وابن السبيل فلا تحتاج الدولة في مثل ظروفها إلا ايجاد آليات لحفظ هؤلاء في دور خاصة بهم يتلقون فيها العلاج والتأهيل وفي نفس الوقت البحث عن أسرهم المسئولة عن هذه الحالات وكيف تركوهم إلي الشوارع بهذه الطريقة بلا رحمة فقد انشأ المسلمون في الماضي مستشفيات تعالج أمثال هؤلاء واوقفوا عليها الأموال الضخمة فورث لهم سبل الحياة الكريمة.
فكيف لنا أن نترك هؤلاء وهناك وزارة التضامن الاجتماعي ولها دور كبير في هذا المقام كما أن وزارة الأوقاف التي فيها إدارات للبر والنزور وما يعرف بريع الأوقاف فلماذا تقف عاجزة ولا تساهم في حل مثل هذه المشاكل وكذلك ايضا جهات مختلفة مثل وزارة الصحة لأن معظم الجهات التي يمكن بيدها حل هذه المشكلة ترفض استقبال هؤلاء هروباً من المسئولية أو بحجة قصر ذات اليد أليس من الممكن ان يعود هؤلاء أسوياء يساعدون في تنمية البلاد وخاصة ان الإسلام قدم لنا آليات كثيرة يمكن ان تكون مورداً للصرف علي هؤلاء في ظروفهم دون ان نرهق كاهل الدولة بتحمل أي آعباء وذلك مثل أبواب الصدقات والنذور والوصايا والوقف علي جهات البر وذلك في إطار مؤسسي منظم تشرف عليه جمعيات مشتركة تمثل الجانب الديني والجانب الاجتماعي والأمني هو ما سبقتنا به العديد من الدول التي لا تعرف الضوابط الشرعية وركزتعلي الجانب الاجتماعي والإنساني ولا تخلو دولة أوروبية من هذه المؤسسات.. ألسنا نحن أولي منهم بهذا.
أما الدكتور محمد الأنور استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر فيتناول ظاهرة انتشار المسنين تحت الكباري فيقول: ان الدولة تمد يدها للجميع ولكن يجب ان يكون لها دور أكبر من ذلك من أجل حماية المجتمع كما يجب علي المجتمع ان يطبق الإسلام تطبيقا صحيحاً لأن الإسلام دين الرحمة والشفقة والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "من لا يرحم لا يرحم" والإنسان مكرم عند الله تعالي ودعا الإسلام إلي الرأفة والرحمة بالكبير والعمل علي رعايته رعاية كاملة.
وأضاف د.الأنور ان الاغنياء عليهم دور في حماية هؤلاء المرضي النفسيين والعقليين ومطالبين برعايتهم وسوف يسألهم الله عز وجل يوم القيامة إذا قصروا في حق هؤلاء ويؤسفني ما أجده في الشوارع من السيدات اللاتي يتسولن ويحملن أطفالا صغاراً ورجالاً أشداء يدعون المرض من أجل جمع المال علماً بأن المرضي النفسيين أحق بهذه الصدقات لعلاجهم وايداعهم مصحات نفسية من أجل حمايتهم من الحر والبرد ومطاردة الأطفال لهم في الشوارع.
وقال د.الأنور هذه الظاهرة تحتاج إلي قانون صارم لردع المتسولين ومطاردتهم اينما كانوا لأن هؤلاء يضربون السياحة في مقتل كما ان المجتمع يحتاج إلي ثقافة وعلم وإخلاص ودولة تطبق القانون كما اننا بحاجة إلي تراحم وتكافل وتماسك وإخلاص وذلك لرعاية هذه الشريحة من المجتمع.
وطالب د. الأنور الدولة بوضع آلية يقوم بها جهاز الشرطة بالتعاون مع التضامن الاجتماعي ووزارات الأوقاف والصحة والجمعيات الأهلية لجمع هذه الشريحة من الشوارع حفظا لآديميتهم واحتراماً لإنسانيتهم وحفاظاً عليهم من اهانتهم في الشوارع لأنه من العار ان تفترش امرأة مريضة نفسياً في الشارع ويظهر اجزاء من جسمها وهي عارية امام الناس وكذلك الرجال عندما تظهر عوراتهم فهنا المسئولية تقع علي الجميع وأخص الاغنياء وحتي المتوسطين من المجتمع.. المصحات لعلاج هؤلاء المرضي إذاً فعلي الدولة ان تجمع هؤلاء من الشوارع وتدعهم مصحات لعلاجهم حتي يعودوا إلي المجتمع أسوياء وحتي نحميهم من شرور المجتمع الذي لا يرحم ضعفهم.
المفتي: دية القتل 4.5 كيلو ذهب تقسط علي ثلاث سنوات
جمال حمزة
* يسأل القاريء عبدالعظيم محمد عبدالعظيم من مركز ناصر محافظة بني سويف قائلا: أثناء قيادة نجلي لسيارته انقلبت سيارته علي سيارة أخري في الاتجاه المعاكس مما أدي إلي هلاك السيارة الأخري وقتل السائق والشخص المجاور له.. وبالاستفسار عنها تبين لنا ان كل منهما رب أسرة ويعول وهو مصدر الدخل لهما.. واريد ان أقيم حد الله سبحانه وتعالي في الدية فما هي الدية الشرعية لكل منهما؟
** يجيب عن هذا السؤال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية فيقول: ان الشريعة الإسلامية اهتمت بحفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال وفي سبيل حفظ النفس الإنسانية حرمت الشريعة الإسلامية الاعتداء علي النفس الإنسانية بأي لون من ألوان الاعتداء إلا بحق قال تعالي: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً" سورة الإسراء.. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: "أول ما يقضي بين الناس بالدماء" أخرجه البخاري.
والاعتداء علي النفس الإنسانية بازهاقها بالقتل العمد أو شبه العمد أو الخطأ.. وإذا ثبت ان القتل خطأ بناء علي محضر الأدلة أو قرار المحكمة المختصة أو باقرار القاتل بأنه ما قصد القتل فقد أوجب الشرع علي القاتل كفارة عظمي حق لله تعالي وهي صيام شهرين متتابعين لقوله تعالي: "وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمناً إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلي أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلي أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيما" سورة النساء.
والدية حق لأهل القتيل.. ودية القتل الخطأ ألف دينار من الذهب أو ما يعادل 4.250 كيلو جراماً اربعة كيلو وربع الكيلو من الذهب.
وهذه الدية تقسط علي ثلاث سنوات إلا ان يشاء العاقلة "وهم أهل من عليه الدية" تعجيلها فلهم ذلك.. أو العفو عن الدية إن أراد ولي الدم ذلك.. وحين يقبل ولي الدم العفو مختاراً يكون قد اسهم في رأب الصدع وبذلك يصبح قدوة صالحة في مجتمعه يقتدي به الناس.. والله أعلم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.