تعرف على سعر الدولار اليوم الخميس 2 مايو مقابل الجنيه    وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره الإسرائيلي مفاوضات صفقة تبادل الأسرى واجتياح رفح    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    عاجل.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز الغاني    رياح وشبورة.. تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 2 مايو    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    التحضيرات الأخيرة لحفل آمال ماهر في جدة (فيديو)    ما الفرق بين البيض الأبيض والأحمر؟    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    أول ظهور ل أحمد السقا وزوجته مها الصغير بعد شائعة انفصالهما    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني يواصل تصدره التريند بعد عرض الحلقة ال 3 و4    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 2 مايو 2024    مُهلة جديدة لسيارات المصريين بالخارج.. ما هي الفئات المستحقة؟    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    بشروط ميسرة.. دون اعتماد جهة عملك ودون تحويل راتبك استلم تمويلك فورى    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    صندوق مكافحة الإدمان: 14 % من دراما 2024 عرضت أضرار التعاطي وأثره على الفرد والمجتمع    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2 مايو في محافظات مصر    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    اشتري بسرعة .. مفاجأة في أسعار الحديد    النصر يطيح بالخليج من نصف نهائي كأس الملك بالسعودية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    أول تعليق من الصحة على كارثة "أسترازينيكا"    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    لبنان.. الطيران الإسرائيلي يشن غارتين بالصواريخ على أطراف بلدة شبعا    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    القوات الأوكرانية تصد 89 هجومًا روسيًا خلال ال24 ساعة الماضية    حمالات تموينية للرقابة على الأسواق وضبط المخالفين بالإسكندرية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    الوطنية للتدريب في ضيافة القومي للطفولة والأمومة    وزير الأوقاف: تحية إعزاز وتقدير لعمال مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاتيب‏..‏ تعود للحياة

جاء قرار وزارة الأوقاف بعودة الكتاتيب للمساجد ليؤكد علي أن هناك رؤية حقيقية لتطوير العمل الدعوي ونشر الإسلام الصحيح وتربية الأجيال الجديدة علي أخلاق المساجد وحب القرآن الكريم‏ . وأعاد هذا القرار صورة الشيخ في كتاب القرية الذي تخرج علي يديه كبار العلماء والمفكرين والدعاة وعمالقة التلاوة في مصر, بعد غياب هذا المشهد عن حياتنا منذ عشرات السنين وأكد علماء الدين علي ضرورة قيام وزارة الأوقاف بتطوير هذا المشروع وأن تستخدم وسائل الاتصال الحديثة في هذه الكتاتيب التي ستكون وسيلة لعودة دور المسجد الجامع واكتشاف المواهب من حفظة القرآن الكريم وتقديمهم في المسابقات العالمية, وأكد أئمة وخطباء المساجد ضرورة قيام وزارة الأوقاف بتقديم الدعم المطلوب من أجل نجاح هذه التجربة التي تهدف أساسا لخدمة القرآن الكريم وليس المقصود منها فقط زيادة مستوي دخل الأئمة والدعاة.
الدكتور الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق, يري أن تعميم هذه الفكرة علي مستوي جميع المساجد يساعد في بناء وتقدم المجتمع من خلال ترسيخ المفاهيم الدينية لدي الأطفال, لأن حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة في مثل هذه السن يؤدي لتأسيس جيل من الشباب يحمل الثقافة الإسلامية والقيم الدينية التي يكون لها دور كبير في نهضة الأمة وتقدمها, كما يري أنه من الممكن أن تكون هذه الكتاتيب وسيلة لمحو الأمية الكتابية لدي كبار السن, وهذا يصاحبه ويرتبط به أيضا محو الأمية الدينية لهم, والمؤكد أن كل ذلك يؤدي لعودة المسجد لأن يمارس دوره الريادي التنويري في خدمة الوطن, ويطالب الأئمة والدعاة بأن يكون هناك تركيز علي تعليم الأطفال المفاهيم الدينية الخاصة بالمعاملات من خلال تحفيظهم بعض الأحاديث التي تطالب المسلم بحسن معاملة الجار ومساعدة الضعفاء وطاعة الوالدين وغيرها من الأحاديث التي تحتوي علي كلمات قليلة ويستطيع الطفل أن يحفظها, لأنها تحتوي علي الكثير من المعاني, فمثلا الحديث الشريف المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, يستطيع الطفل الصغير أن يحفظ هذا الحديث, لكن هناك الكثير من المعاني التي لا بد أن يذكرها الإمام للأطفال ويضرب لهم الأمثلة التي تساعد علي ترسيخ هذه المعاني لديهم.
ويؤكد أبوالنور أن هذه الكتاتيب ستكون سببا في تربية جيل من الشباب مرتبط ومتعلق بالمساجد وذلك لأن الطفل سيتردد علي المسجد للصلاة والاستماع للدروس الدينية حول سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم, وكذلك حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية, ويقول: أيضا من خلال هذه الكتاتيب ينشأ الأطفال الصغار علي أخلاق المسجد وما بها من تعاليم وضوابط وآداب تساعد كثيرا في بناء الإنسان المسلم, فينشأ جيل مرتبط بالثقافة الإسلامية السمحة, ومن هنا تبدأ الوسطية ونغرس لدي الأطفال الصغار الاعتدال والتعلق بالمسجد والإقبال علي العلم والالتزام بآداب المساجد وعدم رفع الصوت وغيرها من القيم التي غابت عن المجتمع في الوقت الحالي ونتج عن ذلك الكثير من الظواهر السلبية التي نعاني منها في الوقت الحالي.
دورات متخصصة في القرآن
وينادي الدكتور أحمد عيسي المعصراوي شيخ عموم المقاريء المصرية والأستاذ بجامعة الأزهر, بوضع خطة واضحة ودراسة جيدة تقوم بها وزارة الأوقاف قبل بدء العمل بهذا المشروع, لأن البداية لابد أن تكون قوية علي أن يتم التطوير بعد ذلك وبشكل مستمر, ويري أن وزير الأوقاف الحالي الدكتور طلعت عفيفي يمتلك رؤية واضحة نحو هذا الموضوع, لأنه من حفظة القرآن الكريم, كما أن وزارة الأوقاف لديها الكثير من الإمكانات والقدرات وكذلك الدعاة المتفوقون الذين لديهم القدرة علي القيام بهذه المسئولية, ويري أن هذه الكتاتيب لابد أن تختلف عن النموذج القديم, فالكتاتيب في الماضي كانت تتم في بيت الشيخ, ولذلك فإنني أري ضرورة أن تقوم وزارة الأوقاف بالاستفادة من القاعات المخصصة لإعداد الدعاة وكذلك القاعات الملحقة بالمساجد وأن يتم تخصيصها لفترات في اليوم للكتاتيب, لأن فكرة الحلقات داخل ساحات المسجد لن تكون مفيدة, لأنه لن يكون هناك تركيز بشكل حقيقي, كما أن وجود الأطفال داخل ساحة المسجد قد يؤثر علي نظافة وهدوء المسجد, وأيضا وجود القاعات يكون مناسبا في حال إقبال الكبار والنساء علي حفظ القرآن الكريم.
وطالب المعصراوي وزارة الأوقاف أن تقوم بتخصيص دورة للأئمة والدعاة في القرآن الكريم, فإذا كانت هناك الكثير من الدورات في موضوعات معينة فلابد أن يتم تخصيص دورة للقرآن تعقد للأئمة والدعاة ويشارك فيها كبارالعلماء, لأن تأهيلا للأئمة والدعاة للقيام بهذه المسئولية أمر مهم للغاية, ونجاح هذا المشروع يرتبط بشكل كبير بالأئمة والدعاة, ولذلك لابد أن تركز وزارة الأوقاف علي تأهيلهم وتدريبهم, مشيرا إلي أنه لديه تجربة في مراكز تحفيظ القرآن الكريم من خلال50 مركزا لتحفيظ القرآن علي مستوي الجمهورية وهذه المراكز تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الأعمار, وأبدي إستعداده لدعم وزارة الأوقاف بخبرته في هذا المجال.
اكتشاف المواهب
ويضيف القارئ الدكتور أحمد نعينع أن عودة الكتاتيب للمساجد يساعد علي اكتشاف المواهب من حفظة القرآن الكريم وأصحاب الأصوات الجيدة, لأن هناك الكثير من الأطفال يمتلكون موهبة القراءة والحفظ ويحتاج هؤلاء لمن يشجعهم ويدفعهم للأمام, فهذه الموهبة تحتاج الرعاية والتدريب والتشجيع وهذه مسئولية وزارة الأوقاف أن تكتشف علماء ودعاة وقراء المستقبل, لأن جميع القراء وكبار العمالقة في مجال التلاوة حفظوا القرآن الكريم في الكتاتيب علي يد مشايخ وعلماء الأزهر الشريف في القري والنجوع, مشيرا إلي أن الأسر في الماضي كانت تشجع الأبناء علي الذهاب للكتاتيب لحفظ القرآن الكريم وتلقي العلم علي يد المشايخ الذين كانت لهم قيمة كبيرة لدي الأطفال ولدي أولياء الأمور, وكانت لهؤلاء المشايخ طريقة خاصة في تعليم الأطفال وتحفيظهم القرآن الكريم.
وأشار إلي أن الكتاتيب في الماضي لم تكن فقط لحفظ القرآن الكريم, بل كان الطفل يحفظ القرآن الكريم من الشيخ ويردد خلفه وبعد ذلك يتعلم القراءة والكتابة ويكتب القرآن الكريم علي اللوح كل يوم, وكانت هناك حصة للقرآن وأخري لتعليم اللغة العربية, كما كانت هناك حصة لتعليم الحساب, مشيرا إلي أنه في طفولته تعلم في الكتاتيب القراءة والكتابة والحساب قبل أن يدخل المدرسة, وتعلم الكثير من المشايخ الذين كان لهم تأثير كبير علي حياته, ولذلك لابد أن تكون هناك مواصفات خاصة لمن يقوم بهذه الرسالة العظيمة.
وطالب نعينع الأئمة والدعاة والمقارئ وكل من يقوم بهذه المهمة أن يؤديها علي أكمل وجه وأن يسعي لتعليم الأطفال القرآن والسنة, وأن تكون هناك دروس في المعاملات والعبادات, حتي نرسخ لدي الأجيال القادمة المفاهيم الدينية التي تحمي المجتمع وتساعد علي تطوره, وقال: لذلك لابد أن تعتمد الكتاتيب علي أدوات العصر ووسائل الإتصال الحديثة التي يجيدها الجيل الجديد, لأن أداوت وأساليب التعليم التي كانت تستخدم في الكتاتيب في الماضي لا تتناسب مع الوقت الحالي, كما أن القرآن الكريم موجود بأصوات عمالقة التلاوة علي شبكة الإنترنت ولذلك لابد من الاستفادة من جميع الوسائل الحديثة.
عودة للمسجد الجامع
ومن جانبهم طالب بعض الأئمة والدعاة بأن تقوم الوزارة بالتنسيق معهم والاستماع لمقترحاتهم في هذا المشروع وإن يكون الهدف هو خدمة الدعوة الإسلامية والقرآن الكريم ولا يكون الهدف البحث عن وسيلة لزيادة دخل الأئمة فقط وقال الشيخ محمود الإبيدي إمام بأوقاف الدقهلية أن مشروع الكتاتيب في المساجد مشروع رائع لعودة تحفيظ القرآن والتي كانت عادة أساسية في كل المدن والقري والنجوع لكنها أوشكت علي الاختفاء بينما كل علماء الأزهر تلقوا القرآن بالسماع والحفظ علي يد شيخ وهي أفضل طريقة لتعليم القرآن, ويري أن طريقة عودة الكتاتيب هي التي يجب أن تدرس, فلا يجب أن تكون خطوة شكلية لاستخراج الزيادة المالية للأئمة والدعاة بعد وعد الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف, وإنما يجب أن تفعل بجدية واهتمام ويكون هناك متابعة دقيقة بحق وإعطاء كل ذي حق حقه وإضفاء روح المنافسة بين الذين يعملون ويبذلون الجهد, أما أن يتم تطبيقها علي أنها خطوة شكلية فإنها ستزيد الأعباء والشكليات والمسميات فسيكون للإمام أكثر من دور وأكثر من مهمة وأكثر من مسمي( إمام وخطيب ومدرس ومحفظ) بينما إجمالي ما يحصله لا يساوي أجر عامل في إحدي المصالح المهمة في الدولة فيجب علي قيادات وزارة الوقاف تحري الدقة وأخذ الأمر علي أنه رسالة قرآنية ومهمة ربانية مهمة يجب أن يوصلها الإمام للناس وهذا هو الجانب المهم في هذا المشروع.
وطالب الإبيدي وزارة الأوقاف بعقد لقاء موسع مع الأئمة والدعاة لمحاورتهم والاستماع لوجهة نظرهم ومقترحاتهم في هذا المشروع بفهم ورؤية ثم التطبيق العملي وهذا أمر مايزال مفقودا في حلقة العمل الدعوي بين المسئولين والأئمة في المساجد وقال: أري أن الأئمة بينهم من هو موهوب فعلا ويمتلك خططا وأعمالا نافعة وأفكارا من شأنها أن تجدد الخطاب الديني بالفعل وتستعيد دور المسجد الجامع بحق ليكون جامعا بمفهومه ومعناه الشامل ونحن دائما ما نقدم مقترحاتنا ولا يتم النظر لها إلا في أقل القليل, لكن في هذا المشروع تحديدا لابد أن يستمع الجميع لرأي الأئمة وخطباء المساجد, لأن هذه مسئوليتهم وكل إمام يعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع الناس في محيط المسجد, وهذا يتطلب مرونة من المسئولين واستجابة كل المطالب التي تستلزم القيام بهذه المهمة علي أكمل وجه, لأنه لو فشل هذا المشروع فإن الجميع سيحمل الأئمة والدعاة مسئولية هذا الفشل, مؤكدا أن أئمة وخطباء المساجد لديهم من القدرات ما يمكنهم بإذن الله من القيام بالمهمة التي تسند لهم, مادامت توفرت الظروف الملائمة.
أعباء إضافية
علي الجانب الآخر رفض بعض الأئمة والدعاة هذا المشروع الذي تهدف الوزارة من أجله رفع دخل الدعاة, وطالبوا الوزارة بأن تقوم بتحسين دخل الأئمة دون أعباء إضافية وقال الشيخ أحمد فوزي البهي إمام وخطيب بأوقاف الإسكندرية إننا طالبنا وزارة الأوقاف علي مدي العامين السابقين بزيادة مادية تنصف الأئمة والدعاة والوزارة لا تزال تتأخر في إقرار هذه الزيادة حتي فوجئنا أخيرا بمشروع الكتاتيب الذي تطرحه الوزارة حاليا ليكون وسيلة لزيادة الرواتب عن طريق زيادة العبء الوظيفي علي الإمام وتكليفه بهذا العمل إجباريا حتي يتسني له الحصول علي الزيادة الهزيلة التي لن تتجاوز200 جنيه, وموضوع الكتاتيب سيكون صالحا في بعض المساجد دون الأخري لأنني عملت قبل ذلك في مساجد علي طرق سيارات سريعة لا يستطيع الأطفال دخولها بمفردهم وهناك خطورة علي حياتهم في أثناء المرور وهذا سيعرض الأئمة العاملين بها للظلم لعدم استطاعتهم فتح الكتاتيب بها للحصول علي هذه الزيادة, والموضوع كله أصلا مرفوض من جانب كثير من الأئمة فبدلا من أن تساعد الوزارة الأئمة بحافز مادي وتحاول أن تفرغهم بعض الوقت للبحث والاطلاع لزيادة الحصيلة الثقافية فإذا بهم تحملهم أعباء إضافية ومجهودا زائدا بمقابل بخس, والأئمة لا يمانعون في تعليم أي شخص القرآن الكريم كبيرا كان أم صغيرا حتي ولو بالمجان فالأجر من الله كبير ولكن ما لا نقبله أن تتجاهل الوزارة طلباتنا طوال الفترة الماضية ثم بعد ذلك تربط الوزارة الزيادة بهذا العمل الإضافي الذي سيقيد الإمام ويعطله عن البحث والاطلاع.
مشروع تنويري
أما علماء الدين فقد طالبوا أيضا بأن تقوم وزارة الأوقاف بدورها نحو رعاية الأئمة والدعاة والمقارئ من خلال تقديم كل وسائل الدعم لهذا المشروع الذي كان له دور في الماضي في تخريج كبار العلماء والدعاة واكتشاف عمالقة القراء, وقال الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية أن العودة للكتاتيب تعد عودة للجذور والأساس الذي تعلم فيه كبار علماء الأزهر علي مر العصور, ويري أن الميزة الكبري في هذا المشروع التنويري أن الطفل في هذه الفترة يكون خالي الذهن ومستعدا للحفظ وتلقي العلم علي يد علماء الأزهر والمشايخ الذين ينظر لهم بكل تقدير واحترام, لأنه يلمس هذا من تعامل الناس مع الأئمة في المساجد, وأيضا من خلال التردد علي المساجد والاستماع لخطبة الجمعة في صمت ووقار, ولذلك نجد أن المشروع يؤسس لبناء أخلاقي علي القيم والمبادئ الإسلامية التي تعلي من الوسطية والاعتدال الذي يمثله الداعية الأزهري الذي يتبني منهج الأزهر الشريف, والمؤكد أن كل ذلك يشجع الأسر علي أن تلحق أبناءها بهذه الكتاتيب, ويشير حامد أبوطالب إلي أن هناك بعض النماذج التي تشجع علي أن نسير في هذا المشروع التنويري التربوي, ويقول: أحيانا نجد طفلا صغيرا قادرا علي حفظ صفحتين من المصحف في اليوم, وهناك البعض الأخر يحفظ القرآن الكريم بأرقام الآيات والصفحات, وهذا يؤكد أن هذه الكتاتيب سيكون لها دور في تخريج شباب يحمل القرآن الكريم وينفذ تعاليمه وهذا ما تحتاجه الأمة الإسلامية, ولذلك علي جميع الأسر أن تبادر بتشجيع الأطفال علي الإلتحاق بالكتاتيب في المساجد, وعلي الأئمة والدعاة ووزارة الأوقاف بذل كل الجهد من أجل نجاح هذا المشروع.
إحياء لسنة قديمة
ويري الدكتور عبد الفتاح إدريس الأستاذ بجامعة الأزهر أن ما قررت وزارة الأوقاف اتخاذه من تخصيص أماكن بالمسجد لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم, هو إحياء لسنة قديمة طال انتظار بعثها منذ زمن بعيد, ويقول: أنا وغيري كنا نذهب إلي شيوخ يحفظوننا كتاب الله تعالي ويعلموننا أحكام تلاوته مجانا, رحم الله شيوخي وشيوخ زملائي وأساتذتي, الذين أبلوا بلاء حسنا في المثابرة علي تحفيظنا كتاب الله تعالي, وتعليمنا أحكام تلاوته, ولولا جهدهم ما تمكنا من حفظه أو تلاوته, وقد ارتبط طلاب العلم الشرعي وغيرهم منذ نعومة أظفارهم بكتاب الشيخ تارة وبالموضع المخصص له بالمسجد تارة أخري, يتعلمون أحكام التلاوة ويمارسون ذلك بطريقة عملية علي هؤلاء الشيوخ الأجلاء, الذين كانوا يحتسبون أجرهم علي ذلك عند خالقهم, وهذه السنة الطيبة يؤجر عليها من أحياها إن شاء الله, ففي الحديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه, ومما لا شك فيه أن من أعان علي تعلم القرآن وتعليمه الناس له هذا الفضل, فإن الدال علي الخير كفاعله.
ويوضح الدكتور إدريس أن هذا القرار الذي اتخذته وزارة الأوقاف من شأنه أن يعين علي حفظ كتاب الله تعالي, إعمالا لقوله سبحانه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون, ويربط بين الأطفال وبين بيوت الله تعالي, بدلا مما نعلمه جميعا من ارتباط كثير منهم بمقاهي الانترنت والجلسات العابثة, التي هي وبال عليهم وعلي أهليهم, فضلا عما يترتب علي تحفيظهم كتاب الله بالمساجد, من تذكيرهم بآداب الدخول والجلوس فيها, والقيام بواجبها من التطهر والنظافة, وإحيائها بالصلاة والذكر, وعدم اللغو أو الفحش من القول أو رفع الصوت فيها, ويؤكد قائلا: من شأن ذلك أن يهذب من سلوكهم, ويغرس فيهم الخلق الحسن, ويطبعهم بالطابع الإسلامي, ويزيد من ارتباطهم بخالقهم, بحسبانهم يحفظون القرآن الكريم وأحكام تلاوته في بيت من بيوت الله تعالي, بل إن من شأنه أن يجعلهم أسوياء في سلوكهم وتفكيرهم, وعلاقتهم بذويهم وغيرهم, ويعصمهم من الوقوع في الزلل, لأن سبل الشيطان قد أوصدت في نفوسهم بانخراطهم في هذا المجال, وعكوفهم عليه في بيوت الله تعالي, والذي أنصح به القائمين علي الأمر أن يتحينوا لذلك الأوقات التي لا يكون فيها الأطفال في مدرسة أو معهد علمي, ويضيف: يجب أن تنظم هذه الدورات تنظيما لا يبعث الملل في نفوس الدارسين, وأن لا يقتصر تحفيظ القرآن وتعليم أحكامه بالمساجد للملتحقين بمدارس الأزهر ومعاهده, بل ينبغي أن يدعي لذلك غيرهم, وأن يجعل للدارسين في هذه الحلقات حوافز من خلال إجراء مسابقات بينهم, يمنح الفائزون فيها جوائز ولو رمزية, لجذبهم إلي هذه الحلقات واستمرارهم بها, لتلهج ألسنة هؤلاء الأطفال منذ الصغر بآيات الذكر الحكيم, حفظا وتلاوة وترتيلا وتجويدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.