من غاب فترة عن مدينة الإسكندرية ثم زارها هذه الأيام سوف يشعر بتحسن كبير في النظافة والأداء والخدمة.. سيري تغييرا كبيرا في كورنيش الإسكندرية وهو مرآة عروس البحر المتوسط.. صار أكثر نظافة وسيولة مرورية وانضباطا. الزحام انتقل من وسط البلد والكورنيش إلي طريق الساحل الشمالي حيث تكثر الحوادث كل يوم وآخرها الحادث الأليم لحكمدار أمن الإسكندرية رحمة الله عليه وإصابة زوجته وأولاده شفاهم الله وعافاهم.. وهي ليست غلطة ولا مسئولية اللواء عصمت الأشقر مدير مرور الإسكندرية ورجاله بل هي بكل شك غلطة سائقي السيارات الذين ينطلقون بسرعة جنونية فتسمع عن حوادث ووفيات كل يوم. أما كورنيش الإسكندرية الذي أصبح أكثر جمالا وهو ما يستحق الإشادة عليه المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية فواضح أن بصماته يشعر بها الزائرون الجدد للعاصمة الثانية.. ليس هذا فحسب فقد سرت بالسيارة من المعمورة شرقا وحتي الأنفوشي وبحري والقلعة غربا ولاحظت بالفعل أن هناك تطويراً كبيراً في الأداء والخدمات وواضح أن المحافظ ومدير الأمن ومدير المرور ورؤساء الأحياء قد استعدوا جيدا لموسم الصيف الذي بدأ من يوم وقفة عيد الفطر المبارك وبالطبع فإن المصيف العام القادم سيبدأ من أول يوليو وأغسطس وسبتمبر لأن رمضان سيبدأ وينتهي قبل يوليو. أهم ما لفت نظري وأحزنني حقا في الإسكندرية هو هدم مسرح السلام المطل علي الكورنيش بمنطقة سيدي جابر.. هذا المسرح تاريخ وتراث وقدمت عليه أهم المسرحيات في تاريخ مصر.. كانت المسرحية تنتقل من القاهرة إلي مسرح السلام من أيام مسرحيات المسرح القومي.. "كوبري الناموس. سكة السلامة. الفرافير. رحلة خارج الأسوار. سيدتي الجميلة. ريا وسكينة. الزعيم. الواد سيد الشغال. شاهد ماشفش حاجة". وقف علي خشبة مسرح السلام كل نجوم المسرح والسينما "محمود المليجي. فريد شوقي. عبدالمنعم إبراهيم. عبدالمنعم مدبولي. سميحة أيوب. سناء جميل. فؤاد المهندس. شويكار. نظيم شعراوي. توفيق الدقن. أمينة رزق. شادية. سهير البابلي. عادل إمام" وغيرهم. المأساة أن مسارح الإسكندرية تنقرض مع أن الفرجة علي المسرحيات فيها كانت أجمل من الفرجة عنها في القاهرة لأن المشاهدين يكونون في إجازات وغير مرتبطين بالعمل في اليوم التالي. إن هدم مسرح السلام غلطة كبري وأكرر فهو تراث وتاريخ. وللأسف كان ملحقا به مسرح آخر تقدم علي عروض مسرح القاهرة للعرائس "الليلة الكبيرة. طاحونة الشيطان. قيراط حورية" وغيرها من الأعمال التي كانت تعجب الكبار والصغار علي السواء. أما وأن مسرح السلام التاريخي قد تم هدمه وقطعا سيتم إقامة مبني مكانه فنتمني أن يقوم المهندس أو مجموعة المهندسين لمشروع المبني الجديد بتصميم مسرح وسينما في الطابق الأرضي يحملان مرة أخري اسم سينما ومسرح السلام.