امرأة تري في الجهاد في سبيل الله أعلي درجات الايمان وذلك لوضع كلمة خفاقة في العالمين فحرصت كل الحرص وأقدمت كل الاقدام عليه وكانت بدايتها في الجهاد مع وفد يثرب في مبايعة الرسول "صلي الله عليه وسلم" إنها أم عمارة الانصارية.. "نسيبة بنت كعب الانصارية" كانت ضمن ال سبعين من أهل المدينة وأشدهم فرحاً للبيعة وأعمقهم سروراً واكثرهم أمنية لهجرة الرسول. كان حماسها للإسلام يدفعها للإغراق في الآمال العريضة أن تشارك هي وأخواتها في الايمان لبناء مستقبل جديدة للاسلام يرتضيه الله ورسوله. كانت "أم عمارة" من أشهر نساء الصحابة في مطلع النور ونالت اعلي مراتب الشهداء والعلم الورع وغيرها من المكارم التي ترفع الانسان شرفت ام عمارة بنسبها علي العموم وبإيمانها علي الخصوص. شهدت "ليلة العقبة" وأحد. الحديبية. ويوم خبير. ويوم اليمامة" وفي أحد تألق نجمها وتحول دورها من سقي الظماء إلي القتال والدفاع عن رسول الله حتي قال عنها الرسول :"ما إلتفت يميناً ولا شمالا الا وأنا ارها تقاتل" وأبدع ابنها حبيب في القتال فكانت اسرتها من أهل الجنة رفقاء النبي "صلي الله عليه وسلم" قتل ابنها في أحد فقال النبي "صلي الله عليه وسلم". "رحم الله أهل البيت" فلما سمعت ذلك هي وابنها الثاني انطلقت إلي المعركة مرة أخري حتي اصيب ابنها واخذ ينزف فعصبت جرح ابنها من عصائب اعدتها للجراح وقالت له: تحمل بني نضارب الكفار وقال الرسول صلي الله عليه وسلم عنها "من يطيق ما تطيق أم عمارة".. موقف أمومي رائع فهي أم تخشي علي ابنها لكنها وعدت بالجنة هي وأسرتها استمرت المعركة حتي ابصر الرسول قاتل ولدها فأشار لها هذا ضارب ابنك فضربته حتي مات. جرحت ام عمارة بضع عشرة جرحاً منها جرح أجوف أصابها ابن قبثية في المعركة أثني الرسول عليها في غزوة بني قريظة. وأدت اعظم أدواراها في بيعة الرضوان وجاءتها البشارة من المولي بقوله عزوجل "لقد رضي الله علي المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة" الفتح 18 ولقد تعرضت ام عمارة إلي اختبار قاس فكما كان لها دور كبير في الشجاعة والاقدام كان لها دور اعظم في الصبر حيث قتل ابنها علي يد "مسيلمة الكذاب" ومثل بجسده وأعضائه في معركة اليمامة بلغت الستين من عمرها واشتعل علي الرأس شيئاً وقطعت يداها في المعركة ولم تكترث. وأفرحها الله بأن اشهدها سيوف المسلمين في جسد "مسيلمة الكذاب" وكان ابنها الثاني هو من شارك في قتله. وكانت صاحبة رؤية حينما قالت للرسول كل شيء للرجال ولا اري شيئاً للنساء فأنزل الله في كتابة الكريم "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنيات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحفاظات والذاكرين الله كثيرا والذكرات أعد الله لهم مغفرة واجرأ عظيماً" صدق الله العظيم. الاحزاب 35 هذه الرد الإلهي يقيم حياة الجماعة الإسلامية علي القيم وعلي المساواة في الجزاء وليس العبرة بالنوع وإنما بالعمل والاتيان.