اصدرت لجنة الشئون العربية برئاسة سعد الجمال بياناً حول التقرير الذي اعلنته لجنة التحقيقات التي شكلت منذ عام 2009 ببريطانيا لبحث وتحديد المسئوليات عن اشتراك بريطانيا في الحرب علي العراق ضمن التحالف غير الشرعي الذي قادته الولاياتالمتحدةالأمريكية لغزو العراق عام 2003 وقد اوضح التقرير عدم وجود اي أسباب مقنعة وراء الحرب وأن كل المعلومات التي استند اليها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في هذا الوقت كانت خاطئة وحملته كامل المسئولية عن دخول هذه الحرب. والاشترك في هذا الغزو. بل ان التقرير تضمن - صراحة - أن الولاياتالمتحدةوبريطانيا قد احتلتا العراق طوال سنوات الغزو. كما ان عشرات الآلاف من البريطانيين قد تظاهروا عقب اذاعة هذا التقرير للمطالبة بمحاكمة توني بلير لمسئوليته عن قرار دخول بريطانيا الحرب والمشاركة في هذا الغزو كل ذلك في ظل صمت أمريكي من بلد الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان علي مجرم الحرب الأول جورج دبليو بوش. الذي قاد هذا الغزو بمزاعم كاذبة. عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق. رغم يقينه هو وحلفاؤه بكذب هذه المزاعم ان الجرائم البشعة التي وقعت في العراق منذ هذا الغزو الغاشم والتي أسفرت عن أكثر من مليون شهيد وملايين المصابين والنازحين واللاجئين كانت علي مرأي ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكنا وكانت بداية الحرب الأهلية والطائفية والمذهبية والعرقية في العراق ثم في ظهور التنظيمات الإرهابية وأصحاب الفكر المتطرف كداعش وغيرها الذي غذته ومولته وسلحته أجهزة المخابرات الغربية وحلفاؤها ثم امتد وانتشر الإرهاب كالسرطان في جسد الأمة العربية كلها حتي ضربت الفوضي أطنابها في طول البلاد وعرضها. كل ذلك بغرض تمزيق الأمة العربية وتحويلها الي دويلات واهنة ضعيفة وفقيرة لصالح الكيان الصهيوني المتحالف مع الامبريالية الدولية متزامنا مع حملات شعواء ضد الاسلام والمسلمين لوصمهم جميعا بوصمة الإرهاب. واكد بيان لجنة الشئون العربية ان هذا التقرير من لجنة التحقيقات البريطانية انما جاء كاشفا للمؤامرات المستمرة التي تحاك ضد الوطن العربي والشرق أوسطي بل والخليجي لتحقيق الأطماع الغربية والصهوينية في الاستيلاء علي هذه الأوطان. ونهب ثرواتها. واستبعاد شعوبها ومن عجب أن يعين توني بلير نفسه رئيسا للرباعية الدولية لحل المشكلة الفلسطينية ولا عجب أن طوال هذه السنوات لم تفعل هذه الرباعية أو تقدم شيئا للشعب الفلسطيني المحتل بل كان التواطؤ واضحا مع المحتل الاسرائيلي. ان ما آلت اليه الأحداث ليستوجب سرعة التحرك من الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باعتبارهما معنيين بالسلم والأمن الدوليين. وطالبت اللجنة سرعة تقديم كافة المسئولين عن غزو العراق وعلي رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق للمحكمة الجنائية الدولية باعتبارهم مجرمي حرب. وتكليف لجنة دولية بحصر كافة الخسائر المادية والاقتصادية والسياسية التي تكبدها العراق منذ الغزو والزام أمريكاوبريطانيا بدفع كافة التعويضات المناسبة عن هذه الخسائر. استصدار قرار ملزم بعدم التدخل عسكريا تحت أي مظلة من دولة علي أخري وتحت أي مسمي إلا بعد موافقة جماعية من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وطالبت اللجنة تقديم الدعم المادي والعسكري واللوجستي للعراق بموافقة حكومته في حربه ضد الإرهاب وتقديم كل العون اللازم للجيش والشرطة العراقية لعودة الأمن والاستقرار ولم شمل الوطن الممزق. كما تطالب اللجنة جامعة الدول العربية ادراج هذا الموضوع علي جدول أعمال القمة العربية المزمع عقدها بعد أيام في موريتانيا للتأكيد علي دعم العراق والحفاظ علي وحدة أراضيه في مواجهة المخططات الاستعمارية والارهابية علي حد سواء.