سعر الذهب الاثنين 6 مايو 2024 في محلات الصاغة    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 6 مايو    ضابط أمريكي: القوات الروسية دخلت أراضي خالية من هياكل دفاعية أوكرانية    رئيسة المفوضية الأوروبية قلقة من المنافسة الصينية    نشر عناصر شرطية ومخبرين سريين لمنع التحرش في احتفالات شم النسيم بأسيوط    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    بمناسبة ذكرى ميلادها ال 93، محطات في حياة ماجدة الصباحي    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    ضبط طن دقيق وتحرير 61 محضرًا تموينيا لمحال ومخابز مخالفة بالإسماعيلية    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها: فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 29 - 06 - 2016

كان العالم كله يعيش حالة من الاضطهاد العنصرى والعقائدي.. بل حالة من الجهل بلغت حدا رهيبا من الظلم والتعسف جعلتهم يتجرءون على وأد البنات حية ودسهن فى التراب بمجرد ولادتهن فى هذه الأجواء العنصرية البغيضة وحالة الاضطهاد الفكرى والايديولوجى وممارسة شتى ألوان التعذيب ضد كل من يحاول وقف الزحف الظلامى المتخلف نزلت الايات القرآنية تترا على النبى محمد صلى الله عليه وسلم لتعلن لاول مرة عن اول وثيقة يعرفها العالم لحقوق الانسان وعلى رأسها حرية العقيدة.
كان هذا قبل اكثر من ألف و عام قبل ان يعرف العالم مايسمى بالاعلان العالمى لحقوق الانسان ومايسمى بوثيقة العصر الدولى للحقوق المدنية ومايسمى بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية وهى ما يطلق عليها جميعا الحقوق الدولية.
نزلت الايات فى سورة البقرة لتعلن "لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغي" وفى سورة يونس مخاطبة خاتم الانبياء "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" وفى سورة الغاشية "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" وفى سورة الكهف لتقرر "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وفى سورة "ق" لتقول "نحن اعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار.. فذكر بالقرآن من يخاف وعيد" وغيرها ممن لايتسع المجال لذكره.
بل ان الايات البينات اعلنت حملة واسعة النطاق ضد كل من يقف ضد حرية العقيدة ويعذب البشر أو يضطدهم بسبب عقيدتهم وتجئ سورة البروج لترسم صورة حية لهذا الاضطهاد الغريب متمثلة فى اصحاب الاخدود وما حدث لهم بسبب ايمانهم بالله العزيز الحميد الذى له ملك السموات والارض وتقدر الايات ان الله فى عليائه شهيد على ما يحدث بل وتتوعد هؤلاء الذين يعذبون البشر بسبب عقيدتهم بالعذاب والحريق "ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق" ثم تصف الايات من يخرب دور العبادة بالظالم "ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها.
سألت الدكتور محمد محمود الجبالى استاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية اصول الدين بجامعة الازهر ما حقيقة ما يقال من تناقض بين هذه الايات واية التوبة "قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولايحرمون ما حرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".
اجاب الدكتور الجبالى بأن الله عز وجل جعل حرية العقيدة هى الاساس ولو شاء الله لجعل كل الناس على دين واحد ولكن الله فى عليائه اعطى البشر حرية الاختيار بعدما بين لهم واعلمهم بمواطن الحق واغراءات النفس والشيطان وعدوات وحيل المحتالين على دين الله ثم اعلنها صراحة "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ثم عقب بقوله تعالى "إنا إعتدنا للكافرين نارا احاط بهم سرادقها".
لقد بين الحق جل فى علاه لكل البشرية عواقب الايمان وعواقب الكفر والالحاد فى الدنيا والاخرة ثم ترك الجميع يختارون ما يراد لهم بجدية كاملة واراد ان يكون اعتناق دينه بحرية وحب لا باضطهاد وكراهية لان الكراهية لاتولد ايمانا فى القلب بل تولد نفاقا فى الأمم والشعوب ولذلك كانت حرية العقيدة اساسا من اسس الاسلام.. بل ان لفظ "لا" فى قوله تعالى "لا اكراه فى الدين" هى لا النافية للجنس اى تستبعد تماما من عالم الوجود ان يكون هناك اكراه فى الدين فليست الاية مجرد نهى عن مزاولة اكراه الناس على الدخول فى الدين بل نفى هذا تماما بل ان الامام ابن تيميه الذى يقولون عنه انه متطرف قال "لايصح ايمان المكره بغير حق كالذمي".
اضاف ان هذه الاية سبقتها اية الكرسى وهى أعظم اية فى القرآن الكريم للدلالة على ان صاحب الكون وخالقه والذى وسع كرسيه السموات والارض لايصعب عليه ان يجعل للعالم كله مؤمنا به ولكن لا إكراه فى الدين ولذلك عقب بقوله "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم".
اضاف الدكتور محمد محمود الجبالى ان بعض من يحاولون ضرب القرآن ببعض دون دراسة من علم او تخصص يعملون على التشكيك فى المبادئ الاسلامية فيدعون ان اية "قاتلوا الذين لايؤمنون.. الخ" تناقض ما تقدم وهؤلاء لايكشفهم الا حديثهم لانهم لايعرفون اسباب النزول ولا المناسبات التى نزلت فيها الايات ولا الناسخ والمنسوخ ولا اى شئ من العلوم الخادمة للقرآن الكريم والكاشفة لكنوزه واسراره لذا تجدهم يأخذون من بعض المستشرقين اصحاب النوايا غير الطيبة بعض النصوص والأحاديث مثل حديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله فاذا قالوها عصموا منى دماؤهم" ليشككوا الناس فى مبادئ الاسلام.
إ ن الاية السابقة وكذا الحديث يأتيان فى سياق ما حدث للمسلمين فى مكة من اضطهاد وظلم جعلهم يضطرون للهجرة من بلادهم تاركين أموالهم وبيوتهم بعدما تعرضوا لشتى الوان التعذيب فإذا ما انتصر الاسلام لم ينته هؤلاء عن ظلمهم ولم ينته بعض أهل الكتاب الذين خالفوا كل العهود والمواثيق التى أبرموها مع النبى صلى الله عليه وسلم ونقضوها ليتحالفوا مع كفار مكة ليعلنوها حربا متواصلة ضد الاسلام ومعتنقيه. لذا كان لابد للاسلام ان يدافع عن نفسه ضد كل هذه التحالفات التى تستهدفه وتريد القضاء عليه وعلى كل المسلمين فكانت آيات سورة التوبة ومنها هذه الاية وآيات اخرى تتحدث عن الحج واخرى تتحدث عن كل ما نقض عهده مع الرسول وتأتى هذه الاية فى هذا السياق وهذا الحديث الذى ينظم كيفية مواجهة المسلمين للاحتيال الذى يمارسه كل اعدائهم وكيفية تعاملهم مع هؤلاء الذين تمرسوا على نقض كل العهود والمواثيق والاتفاقيات.. والسؤال الذى يفرض نفسه ما علاقة كل هذا بالايات الواضحة التى تعلى من شأن حرية العقيدة بل وتطالب النبى بذلك فى أكثر من اية لدرجة ان تخاطبه هذا الخطاب الذى يحسم كل الامور قائلة له "إنك لاتهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين".
إن الاسلام لايشن الحروب لاجبار الناس على الدخول فيه ولكنه يدافع عن نفسه فقط وعن ممارسة حريته فى تبليغ الدعوة فإذا ما اضطهدك أحد ووقف فى طريق ممارسة حقك فى التبليغ أو الايمان فماذا تفعل؟
ان كل الشرائع السماوية وحتى القوانين الوصفية ومنها القوانين الدولية تعطى الدول الحق فى الدفاع عن نفسها وعن قيمها وهويتها فلماذا اعطيت الحق لكل هؤلاء فى الدفاع عن أنفسهم وتريد فقط ان تسلبه من الاسلام؟
أما الزعم بأن مشيئة الله فقط هى التى حددت اتجاه البشر؟ فلماذا يعاقبهم فى الاخرة فإن الرد على ذلك بأن المشيئة اما ان تجبرهم على الطاعة أو الضلال أو تجعلهم مختارين وقد شاءت إرادة الله بالنسبة للانسان ان تعطيه الحرية فى الاختيار لتحمله الامانة التى عرضها الله على السموات والارض والجبال ولو شاءت اجباره على الطاعة لفعلت كما حدث لمخلوقات اخرى ولكن هذه الحجة هى ذاتها التى قالها المشركون "وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ" فكان رد الله عليهم "كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا.. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون الا الظن وان أنتم الا تخرصون".
العدل وتطبيقاته فى الإسلام والمسيحية واليهودية فى رسالة دكتوراه بالأزهر
عبدالعزيز السيد
حصل الباحث رضا ابراهيم السيد عبدالجليل على درجة الدكتوراه من قسم الدراسات الاسلامية باللغة الانجليزية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر بتقدير مرتبة الشرف الأولى "العدل وتطبيقاته فى الاسلام واليهودية والمسيحية دراسة مقارنة".
ناقش الموضوع القواسم المشتركة بين الأديان الثلاث فى تحديد مفهوم العدل والسعى الى تطبيقه وان اختلفت منهجية كل ديانة فى تناول الموضوع فالمشرع فى الأديان الثلاث هو الحق العدل سبحانه.
وأكد البحث ان انحراف البشرية عن طريق العدل الالهى المرسوم لها كان سبباً فى جور كثير من الأمم وظلمها ثم هلاكها.. بل وأضحت البشرية تشكو من غياب العدل بسبب الحروب التي لا مبرر لها سوى استيلاء شعب على مقدرات شعب آخر بدعاوى مزيفة لا حجة لها ولا برهان ويرتكز نداء العدالة الالهية على كبح جماح الظالم وانصاف المظلوم وتحرره من الظلم الواقع عليه ولذلك وجب تقنين العدل ووضع اليات لتطبيقه.
وتطرق البحث الى الفهم الصحيح للأديان ودورها الرائد فى النهوض بالبشرية يمكن أن يسهم بشكل فعال فى ايجاد حلول مناسبة للمشكلات والتحديات التى تعيق تحقيق العدل وتمكينه ويأتى على رأس هذه التحديات كراهية الآخر والتى تمت بالتراجع الثقافى والعلمى فى تنوير العقول فى احترام ثقافة الآخر ومعتقده.. وعلى إثر هذه الفجوة الكبيرة فى فهم الآخر دبت الحروب والصراعات فى الماضى ومتوقع حدوثها فى الحاضر أو فى المستقبل اذا لم تعالج هذه القضية علمياً وسياسياً ودينياً.
وأوصى الباحث بأن يكون هناك محاولات جادة لاتباع الأديان لتعزيز القواسم المشتركة من أجل تحقيق العدل للبشرية جمعاء بمنأى عن العنصرية القائمة على اللون أو العرق أو الدين ولتحقيق تعاون مشترك بين الأديان فعلى اتباع الأديان الثلاث الا يستعيدوا فى ذاكرتهم وحواراتهم عوامل الكراهية القديمة والعقد الموروثة فى أزمان مضت بل ينبغى بدلاً من ذلك أن يتبنوا فكراً إيجابياً يسعى الى بناء مستقبل مشرق ينعم فيه العالم بالعدل والأمن والسلام وأكد الباحث ان عصرنا الحاضر ينشد التقارب بين اتباع الديانات الذين أضحوا يعيشون وكأنهم فى قرية كونية واحدة يصبح معه قضية العدل وتطبيقه من القضايا الملحة التى تتطلب البحث عن حلول رائدة للمشكلات المعقدة التى تقف عائقاً أمام البشرية فى سعيها نحو العدل فهناك العديد من المشكلات المشتركة التى لا يمكن حلها الا بالتعاون وبتضافر جهود الاشخاص الذين هم فى موضع سلطة فى المجتمع وكل فئات المجتمع أيضاً مطالبون بتحقيق هذا الطلب.
تكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور محمد أبوليلة استاذ الدراسات الاسلامية باللغة الانجليزية مشرفاً والدكتور محمد الهوارى استاذ الفكر الدينى اليهودى ومقارنة الأديان بقسم اللغة العبرية بكلية آداب عين شمس مشرفاً. ود. منى نظمى الدبوسى استاذ الفكر الدينى اليهودى القديم والمعاصر بقسم اللغة العبرية بآداب عين شمس عضواً ود. عبدالرحمن أحمد سيد استاذ اللغويات بقسم اللغة الانجليزية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر عضواً.
والجدير بالذكر أن الباحث قدم أثناء المناقشة موجز بحثه باللغتين العربية والانجليزية.
فتاوي رمضانية
إهمال العمل بدعوى الصيام.. يفسد ثواب الفريضة
حقن الدجاج لزيادة وزنه.. حرام
محمد زين العابدين
العامل الذى يتكاسل عن أداء عمله فى شهر رمضان ويقعد للعبادة، وحقن الدجاج لزيادة وزنه قبل بيعه وإخراج جزء من الزكاة للابن المفلس.
عرضنا هذه الأسئلة على العلماء فأجابوا عنها بالإجابات التالية:
يسأل القارىء حسين فتحى على من أسيوط قائلاً: ما حكم الدين فيمن يتكاسلون عن العمل بحجة التفرغ للعبادة فى شهر رمضان؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول:
لقد شرع الصوم كما شرعت سائر العبادات لتحقق حكمة جليلة فى تصفية نفس الإنسان وتزكية علاقته بالله تعالى من جهة وبالناس من جهة أخرى.. ولعل الحكمة الكبرى من سائر العبادات ومنها الصيام عبادة الخلق للخالق الذى يقول فى كتابه الكريم: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين".
وإذا كان الصوم وسيلة إلى التقوى بتدريب نفس الإنسان عن الامتناع عن الحلال - أحياناً طمعاً فى مرضاة الله تعالى، فأولى أن تنقاد النفس للامتناع عن الحرام ولذلك فكان قوله تعالى فى آخر آية الصوم "ولعلكم تتقون" وإذا كان الصوم هكذا عبادة فإن العمل أيضاً عبادة، ولا يتصور فى الإسلام أن تتعارض عبادتان، أو أن تعطل إحداهما الأخرى ولا يقبل من المسلم أن يلغى إحدى العبادتين ليتفرغ للعبادة الأخرى بل إن العمل الواحد قد يكون عبادة فى وقت أو مكان ويكون معصية فى وقت أو مكان آخر، فإن الصوم فرض لا يسع المسلم تركه فى رمضان، وإنه معصية لا ينبغى الإتيان به فى يومى العيد (الفطر والأضحى) وأن البيع والشراء حلال فى سائر الأوقات، ولكنه معصية عند النداء لصلاة الجمعة، قال تعالى: "ياأيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع"، ولكن الله لا يقبل من الناس أن يقيموا فى المسجد طول الوقت ويتركوا السعى على الرزق، بالانتشار فى الأرض والابتغاء من فضل الله فيقول "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله" فللصلاة وقتها وللعمل وقته وكلاهما عبادة.. بل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مدح المفطرين الذين قاموا بإعداد الطعام للصائمين المجاهدين الذين أعياهم الصوم فقال: "ذهب المضطرون بالأجر كله" فعلى المتكاسلين عن أعمالهم بحجة التفرغ لعبادة الصيام أن يعلموا أن الصيام يحرك الإنسان إلى الهمة الأعلى ويدفعه إلى العمل المفيد الذى يقربهم درجات من الله ويوثق صلتهم بالإنسان فإن خير الناس أنفعهم للناس، وأن الإيمان يرتبط دائماً بالعمل.
والله أعلم
حقن الدجاج
يسأل القارىء سيد إبراهيم محمود من أسيوط، قائلاً: بعض المزارع تحقن الدجاج بمواد تزيد فى وزنها قبل بيعها فما حكم الدين؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فتحى عثمان الفقى وكيل كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة الأزهر يقول: لقد نهى الإسلام فى أحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحيحة وصريحة نهت عن الغش حيث قال رسول الله: "من غشنا فليس منا" والحديث مؤول على غير ظاهره أى أن من غشنا فليس ما فعله هذا من أخلاق المسلمين فالمفروض أن المسلم لا يغش أخاه ولا غير المسلم.
بناءً على ذلك فحقن الدجاج بمادة تزيد فى وزنها بحيث لا يكون هذا الوزن هو الحقيقى لها فهذا غش وتدليس وله أصل أيضاً فى حديث "المصراة" وهى البقرة أو الشاة يربط صاحبها أخلافها أى مواضع الحليب منها فى الضرع قبل بيعها لمدة ما حتى يظهر الضرع كأنه كبير يحمل الكثير من اللبن فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فيمكن قياس الدجاج الذى يحقن بهذه المادة التى تزيد وزنه على المصراة فى التحريم لأنه من الغش والكسب الناتج عن ذلك حرام لأن ما يؤدى إلى الحرام فهو حرام وهذا أكل أموال الناس بالباطل المنهى عنه بنص القرآن الكريم.
والله أعلم
الزكاة للابن
يسأل القا رىء حسين محمود على من السنبلاوين - دقهلية - قائلاً: ما حكم الدين فى دفع جزء من زكاة أموالى لابنى البالغ القادر على الكسب
لتعرضه للإفلاس وتراكم الديون عليه؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عطا عبدالعاطى السنباطى أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: هناك مبادىء وقواعد فقهية يخرج عليها الحكم الفقهى لهذه المسألة وهى:
أولاً: لا تجوز الزكاة لمن تجب له النفقة.
ثانياً: تجب نفقة الأبناء على الآباء فى أحوال ثلاثة يتوافر فيها الاحتياج والعجز عن الكسب وهى: الصغر مع الفقر - الفقر والمرض المزمن - الفقر والجنون لعموم الأدلة ومنها قوله تعالى: "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف".
ثالثاً: لا تجب النفقة على الأبناء إذا بلغوا أصحاء عقلاء قادرين على الكسب وكان الكسب متاحاً بمفهوم المخالفة وبالعرف.
رابعاً: يجوز للوالد وإن علا أن يعطى الفرع وان نزل من مال الزكاة عند تحقق الاحتياج وانتفاء الشروط الثلاثة المتقدمة. لأن مدار جواز الإعطاء والمنع يدور مع وجوب النفقة وعدم وجوبها من سهم الغارمين بمفهوم المخالفة وهو حجة.
وبناءً على ذلك متى بلغ الولد وكان قادراً على الكسب وكان الكسب متاحاً ومتى تزوجت الأنثى ودخل بها زوجها سقطت النفقة عن أبيهما لهما وجاز للأب أن يدفع الزكاة لهما عند تحقق الاحتياج من سهم الغارمين وتكون الصدقة حينئذ صدقة وصلة.
وذلك لأن الديون لا يلزم القريب أن يقضيها عن قريبه، فيجوز أن يقضى الوالد دين والده من زكاته بشرط إذا كان عليه ديون اضطر إلى استدانتها للانفاق الضرورى على أهله وعجز عن السداد.
والله أعلم
مدير عام التدريب بالأوقاف:
تصرفات داعش لا علاقة لها بالإسلام
أكد فضيلة الشيخ أحمد تركى مدير عام التدريب أن الله فتح قلوب العباد قبل أبواب البلاد، مشيراً إلى أن الفتوحات الإسلامية مظهر راق فى اختراقها القلوب والعقول من خلال العرض السمح للإسلام والأخلاق الكريمة للإسلام، وأن مشهد استدعاء السيف فى الدعوة كان أمراً استثنائيا غير ثابت أو متكرر، وكان لرفع الظلم وأن ما تقوم به الجماعات الإرهابية كداعش وغيرها ممن هم على شاكلتها من حمل للسلاح وتصور أن نشر الإسلام لا يكون إلا بالسيف إنما هو فهم قاصر، إن لم يكن فهماً خاطئاً للدعوة الإسلامية وأساليب الدعوة إلى الله تعالى.
كما أشار فضيلته إلى ضرورة أخذ الدروس والعبر من فتح مكة من خلال رد الحق إلى أصحابه، وأنه بالحسنى والتعامل الطيب ينال الإنسان المنزلة، مؤكداً أن الإسلام بسماحته ورحمته المتمثلة فى شخص النبى (صلى الله عليه وسلم) حول الاعداء إلى أولياء فى مشهد غاية فى الروعة والجمال، فهو يدخل مكة فاتحاً منتصراً ومع ذلك يتواضع ويؤمن كل من فى الحرم، وبهذا يؤثر القلوب ويأخذ بالعقول.
وأوضح فضيلته أن الشىء الذى يحسبه الإنسان ظلماً له وانتقاصاً لحقه قد يكون عطاء وسعة له، فحينما تم صلح الحديبية بموافقة النبى (صلى الله عليه وسلم) كان الكثير من المسلمين يرون أن فى هذا إجحافاً وانتقاصاً لحق المسلمين لكن الله تعالى يصف هذا الحدث بالفتح، وأنزل سورة الفتح فى أعقاب صلح الحديبية.
كما أكد فضيلته على ضرورة تكاتف الجهود وتوحيد الصف وشحذ الهمم فى دعوتنا إلى الله تعالى، وضرورة إظهار صورة الإسلام السمحة الطيبة بالتضرع إلى الله تعالى داعياً المولى سبحانه أن يحفظ مصرنا الحبيبة وأن يديم عليها الأمن والأمان، وأن يحفظ جيشها العظيم متماسكاً مدافعاً وأن يجعلنا من المرابطين المحافظين على حدود الأمة والوطن.
*********
من أسرار عالم الخلق
فؤاد حمدو الدقس
[email protected]
إن عالم الخلق هو عالم الأجسام والمحسوسات والماديات وهو الكون الذى نراه ونحسه وهو عالم الملك أوجده الله تعالى من مادة ويحتاج تمامه إلى مدة كعالم الاجسام بأنواعها.
فالخلق أى: الإيجاد والتخليق لا يعلم أنواعه إلا الله سبحانه حيث يقول فى محكم تنزيله فى سورة يس: (قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم).
يقول الإمام الرازى فى تفسيره: فالخلق عبارة عن التقدير، وكل ما كان جسماً أو جسمانياً كان مخصوصا بمقدار معين فكان من عالم الخلق، فهذا العالم يحتاج إلى أن يمده الله تعالى بالوجود ثم ينمى فيه الوجود، ثم يطوره فى التخليق إلى أن يتم كخلق جسم الإنسان.
يقول الله تعالى فى محكم تنزيله فى سورة المؤمنون: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) فذكر له أطواراً من التخليق، وهذا قوله تعالى سورة الزمر: (يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق).
فالسماوات والأرض وما بينهما من مادة، كل ذلك من عالم الخلق، وإن الحكمة فى خلقه أن يكون تطويراً وتخليقاً، لأن هذا الخلق سر الله تعالى الذى يسرى فى المخلوقات المادية، ليحصل بها النفع والخير للبلاد والعباد، ولولا ذلك لكان خلق الإنسان وتمام خلقه وكبره وبلوغه أشهده فى ساعة واحدة، وهذا مما فيه متاعب هذه الحياة الدنيا ومصاعبها، فإن سر التكوين التدرجى هو سر مفعوله فى جميع المكونات الخلقية لا محالة.
يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: فى كتابه (هدى القرآن للتفكر بالأكوان).. فالأيام التى خلقت فيها السماوات والأرض وما بينهما وإن كانت ستة، ولكن التخليق الإلهى والتحويل والتطوير لم يفارقها لحظة، فهذا من باب عظم القدرة الإلهية على خلق الاشياء وتطويرها وتحويلها وخلقها خلقاً من بعد خلق.
الإسلام فى عيونهم
هربرت جوتشالك: الإسلام أنقذ الغرب من الانهيار الأخلاقى
عبدالعزيز السيد
يقول "هربرت جوتشالك" إن الغرب مهدد بانهيار أخلاقى، والإسلام يقف شامخاً بين هذه التيارات الهدامة المتصارعة، وله ماضٍ مشرق فى إنقاذ المجتمعات من الانحدار فى أودية الهلاك، ويتمنى جوتشالك أن يسترد الإسلام قوته ليتمكن المسلمون من التحرر من تحكم هذه القوى، فيرفعوا رءوسهم لتتساوى فى الحقوق الدولية مع من استعبدوهم واستغلوهم قروناً عدة.
وعلق على كلامه الدكتور محمد شامة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر بقوله: "إن "جوتشالك" كتب كتاباً بعنوان "الإسلام قوة عالمية متحركة" باللغة الألمانية تضمن أكثر من أربعين صورة فوتوغرافية لأشهر المساجد والشخصيات الدينية وكذلك للمسلمين وهم يؤدون الشعائر الدينية كما صور لنا فى كتابه طبيعة الحياة فى الجزيرة العربية قبل الإسلام، ثم تعرض لحياة النبى - صلى الله عليه وسلم - وللتعاليم السمحة التى خلفها من بعده (السنة المطهرة) و(السيرة النبوية المشرفة) كما تتبع الكاتب الانتفاضة السياسية للشعوب الإسلامية حتى منتصف القرن العشرين وألقى الضوء على تاريخ الحضارة والفن والفلسفة الإسلامية.
كما حاول "جوتشالك" توضيح مدى قدرة الإسلام على اقتلاع جذور المشكلة التى تهدد الإنسان روحياً وفكرياً وتقدم للإنسانية الضائعة نظاماً أخلاقياً ينقذها من الانهيار الخلقى، ومدى التقاء الإسلام الشرقى للظروف الغربية المهددة.
وأضاف د. شامة أن الدافع لتأليف هذا الكتاب هو ظهور الدعاة إلى الإسلام، وقيام المراكز الإسلامية فى الغرب، وخوف المتعصبين الأوروبيين من انتشار الإسلام هناك خاصة وأن المجتمعات الغربية تعانى من أزمنة دينية ثم جاء الإسلام لينقذها من حياة البؤس والظلام.
كما كان الهدف من تأليف هذا الكتاب ليبين لبنى وطنه مراكز القوة فى الإسلام حيث قال: لا ينبغى للمرء أن ينسى أن الإسلام هضم تراث العصر الكلاسيكى بأسرع ما يمكن ثم طوَّره ومزجه بتعاليمه الخاصة.. بحيث لم يستحسنها المتدينون فحسب بل يميل إليها كثير من العلمانيين - فصاغه فى صورة إسلامية بحتة، بحيث أصبح تعبيراً عن ذاتية إسلامية لها صفة الدوام والاستمرار إذ لم تبل قوته الروحية ولا تأثيره الشامل على الغرائز الإنسانية، ولا تصوفه المهيمن على أتباعه.. ولم يبل كل هذا على مدى تاريخ تطوره الاجتماعى كما هو الحال فى الأديان الأخرى.
وقال إن الإسلام ينمى الناحية الروحية فى المجتمع بواسطة الالتزام بهذه العقيدة وتطبيق نظامها الاجتماعى، وقوته الإصلاحية.
وأشار د. شامة إلى أن "هربرت جوتشالك" ولد فى 9/9/1919م ونشأ فى جنوب بروسيا،، وبدأ حياته بدراسة الطب واستمر فيها حتى وصل إلى ما قبل الامتحان النهائى، حيث
استدعى للخدمة الإجبارية فى أثناء الحرب العالمية الثانية، فأصيب على الجبهة الشرقية فترك الطب واتجه إلى دراسة الفلسفة وعلم النفس والتاريخ والأدب لمدة سبع سنوات جاب فيها دول البلقان، وكتب كثيراً من المقالات والكتب ومن أشهرها "الإسلام قوة عالمية متحركة".
استطاع جوتشالك أن يشرح ويحلل مبادىء الإسلام دون التحامل عليه وهى ظاهرة لم تكن موجودة فى العصور السابقة وقال: إن الإسلام أنقذ الغرب من فراغه الدينى كما أنقذ سفينة نوح من آمن بدعوته من الفرق.
رمضان فى روسيا
المساجد تتلألأ.. والروحانيات ترتفع
سامح رضا
تنتظر الشعوب الإسلامية فى دول العالم الشهر الفضيل ولكن تختلف طرق احتفال واستقبال تلك الشعوب وفقاً لظروف دولهم فالدول الإسلامية أكثر استعداداً وبهجة لشهر رمضان الكريم، وفى روسيا الاحتفال عبر الرسائل الإلكترونية وفى المساجد فقط، التى تقام فيها الفرائض فقط وتمنع الدروس.
يقول ألبرت أجلاموف - طالب بكلية الشريعة جامعة الأزهر: اننا نستقبل شهر رمضان الكريم فى روسيا بالإقبال على المساجد وتزيينها بالأضواء "جيرلاند" وهو الضوء المتغير، كما نستعد بشراء أغراض كثيرة لصنع الطعام، وتنتظر بيوت المسلمين فى روسيا إعلان مصر والسعودية ثبوت الهلال، لنعلنه بعد ذلك فيما بيننا عن طريق الهواتف، حيث نهنئ بعضنا البعض بقدوم الشهر، ونرسل الرسائل ب "سبرازنبكم" تعنى كل عام وأنت بخير، أو مثل العرب (رمضان مبارك)، كما يعلن عن طريق الأئمة فى المساجد، ولكنها للأسف قليلة.
ويضيف: نعتمد فى الإفطار على ساعاتنا لأنه ليس هناك ما يتم فى الدول العربية فقط، ويختلف رمضان فى روسيا عن مصر كثيراً حيث يساعد فى مصر الناس بعضهم البعض، وتكون الروحانيات عالية والهمم مرتفعة، ودروس العلم فى كل مكان، وهذا ممنوع فى بلادنا فليس لدينا دروس، وانما صلاة تراويح فقط سواء ثمانية ركعات أو عشرين ركعة.
زكاة الفطر "غريشكا"
كما لا يوجد لدينا موائد رحمن وانما دعوات للطعام فى المنازل على مدار الشهر الكريم، نبدأ بطعام خفيف ثم نصلى فى نفس المكان وبعد الصلاة نكمل الطعام، وعندما يقترب انتهاء الشهر نكتب قائمة بأسماء الفقراء والمحتاجين، ونقوم بتوزيع زكاة الفطر عليهم من الطعام والسكر والأرز وغيره وهذه شنطة سوداء كبيرة تسمى "غريشكا".
الأزهر منارة العلم
يؤكد أجلاموف أن الأزهر الشريف منارة العلم والعلماء، وهو طالب فى الأزهر يتعلم العلوم الشرعية واللغة العربية، وأنه استفاد من دراسته فى الرد على الملحدين، ويتمنى من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وإدارته أن تكثف الدروس فى المدينة الجامعية، لأن ما يحصلوه فى الجامعة لا يكفى، ويريدون المزيد، كى نكون سفراء للإسلام فى بلداننا، ودعاة أو مترجمون وعلاقات عامة.
يستطرد: وصل الإسلام إلينا عن طريق التجار المسلمين، وأول من أسلم من الروسيين هم البلغار، وهى منطقة فى تترستان فى روسيا وبعدهم البشكوريين وهو منهم وانتشر تباعاً، حتى وصل عدد المسلمين إلى ، كما وصل الإسلام إلى مناطق تترستان والبشكور والداغستان والشركس عن طريق الفتح الإسلامى فى القرن الثامن للهجرة، ونحن وصل إلينا الإسلام من الأجداد بالفطرة، ولله الفضل والمنة.
نفطر على التمر "والأربوس"
يقول أجلاموف: إننا فى روسيا نفطر على التمر و"الأربوس" وهو البطيخ الأحمر "ودينيا" يعنى البطيخ الأصفر، والعنب، والزبيب، وفستق مختلف أنواعه، كما أن هناك أطعمة رمضانية لدينا منها "بلوف" وتعنى أرز بخارى، و"بلمين" عبارة عن عجين وبداخله لحم و"مانطى" وهو أىضاً عجيمن بداخله لحم وبطاطس وبهارات وبصل، وبطيخ على بخار، و"راغو" وهو خضار وبطاطس باللحم، و"بليون" وهى شوربة ببهارات ولحم وبطاطس وخضار يطبخ بقدر يسمى "كازان" مصنوع من الحديد ويوضع على النار حتى يغلى، و"أوليفىى" وهى سلطة فيه بيض وخضار وموينيز، و"باتشوبى" ويعنى سمك بالخضار مثل رنجة تخت، و"سالينيا" يعنى مخلل من خيار وطمام وكابتش وهو قرنب ونضعه فى بازازه بدون خل فى مكان اسمه "أبوغرب"، وهو مخزن تحت المنزل.
أما المشروبات فأشهرها "كامبود" وهو عنب وتفاح وبعض الفواكه ونضعه فى ماء ساخن ويخزن ويشرب بعد سنة، "اد أى" ليمون بالمياه والسكر والغاز".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.