* هل ينجح د. الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم فيما فشل فيه وزراء التربية والتعليم السابقان في تخفيف معاناة الطلاب وأولياء الأمور من تكدس المناهج والحشو الزائد.. حيث أكد منذ عدة أيام انه سيتم إزالة الحشو الزائد من مختلف المناهج التعليمية بدءاً من المرحلة الابتدائية حتي الثانوية العامة خلال العام الدراسي القادم. * أتمني أن يتم تنفيذ قرار الوزير علي أرض الواقع ويترك بصمة واضحة في تطوير المناهج الدراسية.. ولكن هناك ترقبا وقلقا سواء من الطلاب وأولياء الأمور لأن هذا التصريح سمعناه من عدة وزراء في مختلف العهود منذ د. فتحي سرور مروراً بالدكتور محمود أبو النصر حتي د. محب الرافعي وزير التربية والتعليم السابق ولكن قراراتهم بشأن حذف الحشو من المناهج مجرد حبر علي ورق لتظل معاناة الطلاب مما أدي إلي توحش الدروس الخصوصية مما استنزف ميزانية الأسر وفشل وزراء التربية والتعليم في مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية التي لا يستطيع الطلاب الاستغناء عنها حتي أوائل الثانوية العامة في السنوات السابقة وأيضاً التلاميذ بداية من الصف الأول الابتدائي وجميع مراحل التعليم يأخذون دروساً خصوصية نظرا لحشو المناهج وأيضاً عقد الكثير من الدروس التي يجب عدم وجودها في مناهج العام القادم. * ونعطي مثالاً ونموذجاً للعقد بمنهج اللغة العربية للصف الأول الإعدادي للعام الدراسي 2015/2016 حيث كان مقررا نص "كن بلسما" وهو حفظ للطلاب وهو في غاية الصعوبة ومنه هذه الأبيات. أحسن وان لم تجز حتي بالثنا... أي الجزاء الغيث يبغي إن همي من ذا يكافيء زهرة فواحة... أو من يثب البلبل المترنما يا صاح خذ علم المحبة عنهما... اني وجدت الحب علما قيما * يجب إلغاء هذه النصوص "المعقدة" من منهج اللغة العربية وليس الاكتفاء بإلغاء الحشو فقط من المناهج.. وعمل تنقيح لها مع الأخذ في الاعتبار المستجدات التكنولوجية في المناهج. * ومرة أخري لن تنتهي ظاهرة الدروس الخصوصية في ظل الحشو وطول المناهج وفي حالة هذا الحذف سوف لا يحتاج الطالب للدروس الخصوصية بل سوف يزيد اعداد المخترعين والمبتكرين مثلما نري في الدول الأوروبية وأمريكا لأن المناهج تعتمد علي الفهم والابتكار وليس الحفظ والتلقين في تلك الدول. * السؤال الذي يطرح نفسه متي يصبح "التعليم متعة" وليس نكدا علي الطلاب وأولياء الأمور.. فالتعليم هو أحد العوامل الأساسية لتقدم الشعوب. * د. الهلالي الشربيني يستطيع أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه في حالة حل مشكلة حشو المناهج وطوال المواد الدراسية وبهذه الطريقة ينجح في القضاء علي ظاهرة الدروس الخصوصية ويساهم في تقدم مصر في جميع المجالات.