قبل تقديم برامجه يبحث الإعلامي طوني خليفة عن الأفكار التي لم يتطرق إليها أحد. ولهذا يتناول قضايا شائكة ويحللها في حلقات تثير الجدل. وهو في كل ما يقدمه يناقش ضيوفه ويسألهم عن التفاصيل بأسلوبه المتسم بالهدوء والابتسامة المعبرة إما عن عدم تصديقه لما يسمعه منهم. أو الدهشة أو غرابة ما يقولون. ولهذا يجذب المشاهد لمتابعته حتي نهاية البرنامج. وقد بدأ طوني في 27 مارس الماضي تقديم برنامج "حصلت قبل كده" علي قناة "سي بي سي" لمناقشة قضايا اجتماعية واقعية مع ابطالها وتفاعلهم مع تلك التجارب التي يخرجون منها إما بالفشل واتخاذ العبرة. أو النجاح والتخلص مما عانوا منه.. وفي يوم الأحد الماضي كانت الحلقة عن "السجن" مع المتهمين المذنبين أو الأبرياء المظلومين. ولأن الفنانين هم أكثر الفئات شهرة وتتابع حياتهم الشخصية الجماهير. فإن البرنامج سعي إلي بعض من هؤلاء الذين دخلوا السجن. فكان اللقاء الأول مع الفنان أحمد عزمي الذي لمع في مسلسلات التليفزيون عقب ظهوره في مسلسل "عباس الأبيض" واصبح من نجوم الفيديو. ولكنه دخل السجن لقضاء ستة أشهر كانت مدة العقوبة التي قررتها المحكمة. وفي الحلقة روي أحمد موقف ترحيله مع سبعة متهمين آخرين من مدينة الطور جنوبسيناء إلي الإسماعيلية في رحلة شاقة استمرت ثماني ساعات. كما تحدث عن الزنزانة التي قضي فيها ثلاثة أشهر والمعاملة التي يلقاها المسجونون وطريقة تأديب المخالف منهم للتعليمات. ولأن طوني يستضيف في كل حلقة ثلاثة من الخبراء للحكم علي قصص ضيوف الحلقة. فإن اللواء "مصطفي باز" مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون سابقاً كان أول المعلقين علي حديث عزمي فرفض تصديق روايته وقال إنها كانت مأساة من وجهة نظره. وأن عمله بالسجون يجعله ينفي أن يكون بالسجن غرف تأديب بمثل ما اشار إليها الفنان. أما الكاتب الصحفي محمود صلاح فقال إن المسجون ليس دائما من المظلومين وأكد علي أنه لن يكتب قصة مثل تجربة أحمد عزمي في السجن لأنه غير مقتنع بها. أما الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي قد اهتم بالنتائج التي ترتبت علي دخول الفنان السجن ومن أبرزها فشل حياته الزوجية بالطلاق والمتاعب التي سببها لأسرته. وأشار إلي أن السجن كما أنه وسيلة للعقاب فإنه ايضا وسيلة إصلاح وتأهيل للسجناء لكي يكونوا ايدي عاملة مفيدة لأنفسهم وللمجتمع بعد خروجهم من السجن.. أما الفنانة حبيبة التي تم الحكم عليها بعشر سنوات في تهمة قتل زوجها وامضت منهما خمسا وراء القضبان برغم براءتها من تلك الجريمة. فقد عانت كما قالت من قسوة الظلم حتي اظهر الله براءتها بعد اكتشاف أمر أحد القتلة اثناء بيعه ساعة باهظة الثمن من مقتنيات زوجها. ثم اعترافه مع اصدقائه بجريمة القتل وتقاسمهم المسروقات وانها لم تكن شريكتهم في الجريمة. وبرغم هذه البراءة للفنانة حبيبة إلا أنها لم تعد لاستكمال مشوارها الفني لأن المجتمع يلفظ المسجون حتي لو ظهرت براءته. أما السجناء المذنبون الثلاثة مسعود غانم وحفني عبدالظاهر وابنه محمود. فإنهم قضوا سنوات العقوبة ثم خرجوا إلي المجتمع ليقصوا علي المشاهدين في تلك الحلقة وقائع ما ارتكبوه. وطلبوا في نهاية احاديثهم أن يكون المجتمع رحيماً بهم وأن يجد كل منهم عالماً يعيش ويدبر من دخله متطلبات أسرته. واعتقد أن هذا المطلب هو أبسط حقوق الانسان مادام قد ادي العقوبة وعاد إلي المجتمع فاتحاً صفحة جديدة لحياته بعيداً عن أسوار السجن حتي لا يضطر إلي العودة إليه مرة اخري.