عاشق انا للطرب الأصيل.. تربيت علي حب أم كلثوم.. كنت اتمايل مع أغاني محمد عبدالوهاب.. كلمات عبدالحليم حافظ صاغت وجداني.. همسات نجاة الصغيرة تحملني الي السماء.. تغريدات فيروز تنثر من حولي زهورا ونجوما وقطرات مطر. احببت الموسيقي العربية منذ الطفولة.. وكنا نقلد تسريحة حليم.. ونتحدث مثل عبدالوهاب.. ونهمس كصوت نجاة.. ونحلق باحاسيس فيروز.. كانت كلها تخلق لنا عالما افتراضيا نشعر فيه باننا ادميون. كان هناك عمالقة اخرون مثل صباح وفايزة ونجاح سلام ووردة وكنا نحفظ اغانيهم عن ظهر قلب.. حتي محمد عبدالمطلب صاحب الصوت الأجش كانت له أغاني رائعة.. نضحك علي اسلوبه ولكن نستمتع بغنائه. لذلك فانني اطارد حفلات الموسيقي العربية في أي مكان.. واحرص علي ليالي الأوبرا.. وهناك مهرجان سنوي للموسيقي العربية في نوفمبر من كل عام لا تفوتني حفلة من حفلاته الا مضطرا. في المهرجان السنوي للموسيقي العربية احببت مدحت صالح وهو يشدو بالاغاني القديمة وانسجمت مع انغام وهي تعيدنا الي الزمن الجميل.. وطربت مع علي الحجار وهو يعيد الامجاد القديمة.. واندهشت من امال ماهر وهي تنافس أم كلثوم في السلطنة وحلاوة الاداء. كانت أمال ماهر بالنسبة لي هي امتداد لجيل العمالقة ورواد الفن الاصيل والامل الباقي للحفاظ علي الموسيقي العربية والتراث الغنائي الجميل لكن للاسف انساقت مع الموضة وتحولت الي واحدة مع المطربات اللاتي يغنين باجسادهن وهز الوسط وكشف المستور. شاهدت كليب لامال ماهر تقلد فيه هيفاء وهي تتشبه بمطربة الحصان نجلاء وتحاكي مغنيات الدرجة الثالثة وشارع الهرم وراقصات البارات والملاهي. ويبدو ان أمال ماهر ليست الوحيدة التي تسير في هذا الاتجاه بل ان كل المطربات الصاعدات اصبحن يلجأن الي نفخ الشفايف وتقصير الملابس وكشف المفاتن وابراز المواهب الخافية.. واعرف اني انفخ في قربة مقطوعة لان الجمهور عايز كده.. ولكن ضميري يفرض علي أن اقول شيئا واحدا.. عيب يا أمال.