العصامي هو الذي يبدأ من الصفر. بنفسه وبلا واسطة العصامي هنا هو نادي ليستر الانجليزي الذي أنشئ منذ 132 عاما ولم يكن مرشحا لاي بطولة ففاز ببطولة الدوري الانجليزي معاكسا المراهنات التي وقفت ضده بنسبة 1:5000 وحتي بعد فوزه فالمراهنات انه لن يحصل علي الدوري العام القادم بلغت نسبة 1:500!! كسب نادي ليستر تعاطف العالم ودفع الجميع للتعاطف معه فريق من مجموعة عصاميين بدءا من مالكه التايلاندي مرورا بمدربه الايطالي كلاوديو رانييري الذي لم ينل من الشهرة حظوظ الكثيرين وحصدها بعد صبر طويل لايعرف اليأس. ادار مبارياته بواقعية بهدوء بأخلاق ما احلي النجاح ولو تأخر اما اللاعبون العصاميون فكانت اسماؤهم مجهولة واسعارهم متواضعة في بداية الدوري ومع توالي المباريات والانتصارات واقتراب الحلم خطوة خطوة كان اللعب بالقلوب قبل الاقدام فتحقق لهم ما عجز عنه من يفوقونهم سعرا باضعاف مضاعفة. تجربة نادي ليستر تجربة تاريخية نادرة اثبتت ان الدنيا تؤخذ بالكفاح والجد لا بانتحال الاعذار واختلاق المشكلات وذكرت بأن الحظ احيانا يرق للمجتهد اكدت التجربة ان المجتمعات السوية فيها مكان لكل مجد ايا كان عنصره ودينه فالمدرب الايطالي والحاصل علي جائزة افضل لاعب في الدوري هو الجزائري المسلم رياض محرز لم يمن احد علي النادي ومدربه ولاعبيه بالفوز والتقدير. الفوز للجميع للدولة والمجتمع والرياضة لذا تابع العالم هذه الملحمة باعجاب وشغف واكبار. اثبت ناد ليستر ان المجتمع الانجليزي حي ومتجدد ومنفتح لم تقف الصحافة ضد نادي ليستر ولا لجنة حكام ولا جمهور ولم يخرج رئيس ناد يوزع اتهامات السحر بل وقف الجميع مع النادي العصامي ومدربه ولاعبيه انه ناد أحيا امل المستضعفين واثبت ان الاماني تتحقق وان الطريق مفتوح لمن يكد ويتعب وان المجتمع يساند كل مجتهد ويتقبله ولا يقف في طريقه هذا هو المعني الذي ادهش العالم وانحني له ولنادي ليستر ولبريطانيا كدولة حرية وعدالة.