تأخر قرار تعيين صفاء حجازي رئيساً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لأكثر من عام.. ثم جاء في الوقت الحرج الذي وضع فيه ماسبيرو قدميه علي حافة الهاوية الإعلامية حيث وصل إلي مرحلة الفراغ البرامجي والدرامي في والاقتصادي.. ولكن يشفع لصفاء أنها من جيل عاش أزهي عصور الإعلام علي المستوي العربي والافريقي.. ولذلك فهي لديها الخبرات والإمكانيات التي تؤهلها للسير بالعمل إلي حيث نأمل جميعاً.. وقد سمعت من كل الذين اجتمعت بهم خلال الفترة القليلة الماضية كلاماً طيباً عن طريقة تعاملها ووضوح رؤيتها وفهمها لما يجب فعله.. وهنا نضع أمامها روشتة بسيطة عن بعض أحوال ماسبيرو حتي يمكنها تخطي المطبات الكثيرة التي تعترض طريقها من منطلق حرصنا علي احتفاظ ذلك الكيان الكبير بمكانته واستعادة ما ضاع منه منذ 2011 وحتي الآن. أمام صفاء حجازي مسئولية ثقيلة يجب أن تعيد هيكلة القطاع الاقتصادي كاملاً بحيث يتم إلغاء مقولة أن ماسبيرو يقدم الخدمات ولا يسعي للربح وهذا مبدأ خاطئ في ظل الصراع الشرس مع وجود مئات بل آلاف الفضائيات المصرية والعربية.. ولابد أن يتحول القطاع الاقتصادي للعمل بنظام القطاع الخاص فليس معقولاً أن يتعامل بلائحة أسعار للإعلانات وبيع المسلسلات من إنتاجه بأسعار لا تتناسب مع السوق الخاصة حولنا.. ولابد من توفير مصادر دخل وموارد جديدة لأنني أعتقد أن الحكومة لن تستمر طويلاً في دعم ماسبيرو سنوياً بمبلغ 6.2 مليار جنيه للأجور. بالنسبة للتليفزيون لابد من وقفة صارمة مع ما يقدمه من برامج معظمها مجاملات للمعارف والمحاسيب والصحفيين من الخارج في الوقت الذي يوجد فئة تحصل علي مستحقات مالية بدون عمل طبقاً للائحة.. ولابد من تفعيل إدارة تقييم أداء الشاشة وأن يكون التعامل مباشراً بينها وبين رئيس الاتحاد لأنه لا يتم الأخذ بالتقارير الصادرة منها مع أهميتها الشديدة.. وهناك تفاوت وظلم في عمليات الترقيات والحصول علي المناصب القيادية بسبب ما يجري من مخالفات إدارية صارخة.. ويوجد مخرجون ومعدون يعملون من منازلهم ويقبضون كل شهر مخصصاتهم. أيضاً لابد من إجراء عملية غربلة لقيادات القنوات التليفزيونية الذين أصبحوا بلا رصيد أو مخزون من التطوير.. ولدينا مثال بالفضائية المصرية التي خرجت عن الهدف الذي أنشئت من أجله وهو خدمة المصريين خارج البلاد ولا يوجد برنامج واحد موجه بأي لغة عالمية لمخاطبة العالم الخارجي بحقيقة ما يجري في مصر.. وهناك القناة الثانية التي تدار بواسطة مجموعة موظفين منذ إقالة رئيستها هويدا فتحي.. ولدينا نماذج ناجحة في قنوات أخري يمكنها تولي رئاسة القناة الثانية مثل محمد هلال رئيس القناة السادسة أو إيناس عبدالله رئيسة نايل دراما أو مذيعة مثل أميرة عبدالعظيم. هناك قطاع القنوات المتخصصة الذي يواجه مشكلة خطيرة لم يستطع أحد من قبل حلها وهي أن العاملين بها مازال أمامهم سنوات طويلة للخروج إلي المعاش ولذلك عندما تتم حركة ترقيات لا يوجد المخصص المالي الكافي لتعويض الفارق في المخصصات وذلك علي عكس قطاع التليفزيون الذي يخرج منه معاشات كثيرون ويجب تخصيص جزء من مخصصاتهم لصالح القنوات المتخصصة.. كما أن عملية إسناد قناة نايل سبورت لشركة بعينها به شوائب وكلام كثير حيث قدم البعض من قبل عروضاً أفضل من الموجودة للرعاية وبأضعاف القيمة المالية ولكن القيادة السابقة لم توافق لأسباب مجهولة وغير مفهومة. أما قطاع الإقليميات فهو ملئ بالكوارث والاخطاء والمخالفات لأن رئيسه هاني جعفر لديه ظروف صحية صعبة لا تمكنه من أداء عمله منذ عامين.. ونذكر هنا أحدث موقف حيث أبلغ شفوياً عزة علي المسئولة المالية بالقطاع بضرورة توفير مليون جنيه شهرياً من مخصصات العاملين بالقنوات الستة التابعة لهم حتي يمكن تعويض النقص الرهيب في توفير المخصصات للحوافز وغيرها.. ولم يبلغ رئيس القطاع رؤساء القنوات بذلك حتي إذا حدثت مشكلة يكون جعفر بعيداً عن الصورة وأنه لم يصدر شئ عنه وتولت "عزة" هذه المسئولية ولكن معظم رؤساء القنوات رفضوا الخصم من العاملين ما عدا واحدة قامت بالخصم ثم عادت وطلبت من جعفر إنقاذها فأمرها بإعادة الخصم.. وهناك كذلك مسابقة اختيار مذيعين ومذيعات جدد والتي شهدت فضائح يندي لها الجبين.. وهناك المذيعتان اللتان ارتكبنا جريمتين علي شاشة قناة القاهرة الثالثة سابقاً. وتم إقالة رئيسها ورئيس الاتحاد ولم يمس رئيس القطاع.. وغير ذلك من المخلفات التي تستوجب تغييره. أما شركة صوت القاهرة فإن لديها مقومات هائلة تتمثل في الانتاج الدرامي والوكالة الإعلانية ورئيسها محمد العمري يعمل بأقصي جهد ولكن تواجهها مشكلة التمويل المالي من القطاع الاقتصادي والدعم المعنوي من رئاسة الاتحاد سابقاً.. ولدي الشركة مشروعات لو خرج منها بعضها للنور سوف تنتعش بشكل سريع وسيعود ذلك بالنفع علي الكيان الاعلامي. نأتي إلي قطاع الإذاعة وهو يشهد استقراراً إلي حد كبير اللهم إلا كان هناك خلاف في جهات النظر مع المذيعة ميرفت خير الله رئيس البرنامج العام السابقة التي لن يتم التجديد لها وتم تعيينها مستشاراً.. والإذاعة لا تعاني أزمة مالية لأن هناك توازناً في المخصصات المالية بين الترقيات والخروج علي المعاش. بينما قطاع الانتاج فيرقد في سبات عميق منذ ثلاثة أعوام بسبب العجز عن توفير الميزانية اللازمة لانتاج ولو مسلسلاً واحداً.. بالإضافة إلي عدم قدرة القطاع الاقتصادي علي تسويق الأعمال. وهناك أمور خاصة بالمبني نفسه.. ومنها أنه لا توجد دورة مياه واحدة تصلح للاستخدام الآدمي.. كما أن باب "5" الذي كان مخصصاً للوزير فقط أصبح ممراً لكل من "هب ودب" من المبني أو خارجه.. كما أن حالة الاستوديوهات لا تسر عدواً ولا حبيباً.. وعدم تنظيم استخدام السيارات.. أي أن المبني يحتاج إلي جوله متعددة لمعرفة ما ينقصه. وهناك اقتراح نقدمه إلي صفاء حجازي يمكن أن يأتي بأرباح خيالية.. وهو انشاء قناة علي "يوتيوب" تعرض التراث التليفزيوني والاذاعي من برامج ومسلسلات وحفلات وأوبريتات والتي تحوز علي نسبة مشاهدة عالية عند عرضها أو إذاعتها.