بعد مرور أكثر من عشرة أيام علي ارتكاب مجازر حلب تستيقظ الجامعة العربية اليوم لعقد اجتماع طارئ علي مستوي المندوبين الدائمين لبحث ما يحدث في حلب من انتهاكات واضحة وصريحة راح ضحيتها مئات من المدنيين في القصف العشوائي لما يقال انه من قوات النظام السوري تجاه العزل. ولكن ما يبدو غريباً هو ماذا عساها أن تفعل الجامعة العربية وما هي القرارات المتوقع أن تصدر عن اجتماعها. وهل عندما نقول أن ¢حلب تحترق¢ فهل يكفي الأمر لعقد اجتماع علي مستوي المندوبين أم أنه كان من الضروري اجتماع طارئ علي مستوي وزراء الخارجية العرب. وما الدور الذي من المتوقع أن تقوم به الجامعة لوقف نزيف الدماء الذي روي حلب أو الأرض العربية علي امتدادها. هل ستشجب هذه المرة الجامعة العربية النظام السوري أم ستدين مرتكبي هذه الجرائم. وهناك من يتصدر الساحة الاعلامية ويقول بأن الرئيس السوري بشار الأسد لا يقتل شعبه وأن الولاياتالمتحدة والتي تشعل الفتنة في الوطن العربي هي من تسبب في هذه المذبحة البشعة من خلال داعش. وما هو دور الجامعة العربية في سوريا وأين هو مندوبها الخاص علي غرار المندوب الأممي دي ماتسورا. ولماذا الجامعة العربية غير ممثلة في مفاوضات سوريا. وعلي الرغم من علم الدول العربية بالدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدةالأمريكية لإشعال الفتن في الوطن العربي ودعمها لإيران إلا أن اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي بالرئيس الأمريكي أوباما في الرياض الشهر الماضي يراه المراقبون بأنه جاء لرأب الصدع بين الولاياتالمتحدة و الرياض خاصة بعد الاتفاق النووي بين امريكا وطهران. ومحاولة من الولاياتالمتحدة لإظهار حسن النوايا ودعمها لدول الخليج. فهل بالفعل سيصدق العرب ذلك خاصة أن الولاياتالمتحدة تلعب دوراً مؤيداً للمعارضة السورية تجاه نظام بشار الأسد. وتساعد علي كسر شوكة النظام وتفتيت سوريا. الوطن العربي أغلبه ممزق وأشلاؤه مشتتة. العراق يئن والمظاهرات تنتشر في شوارعه وعلي أبواب حرب أهلية. وتعز اليمنية ترفع الشعارات بأن المشاورات في الكويت مستمرة والمدنيون يقتلون في تعز. وليس هناك من يجيب ليوقف نزيف الدماء هناك. وليبيا هي الأخري أصبحت مرعي للإرهاب. اجتماع الجامعة العربية اليوم يأتي بناء علي طلب دولة قطر وبتأييد من السعودية واليمن والبحرين ونأمل هذه المرة أن تتخذ إجراءات لوقف الدم العربي المسكوب. وما يثير الضحك والتباكي في وقت واحد هو ما تنشره الفضائيات حول الصور التي ترسل من حلب وهل هي فعلاً التقطت هذه الأيام خلال المعارك الأخيرة أم أنها تعود لعام 2012 لمجازر ارتكبتها قوات داعش. فالبعض يحاول أن يجعل من سوريا عظة لبقية الشعوب العربية حتي لا يقدموا علي نفس مصيرها.