ينتابني الأحساس دائماً أن الجميع ضد مصر!!.. من هم ضد مصر ليسوا من هم بالخارج فقط. ولكن هناك من هم ضد مصر "حفنة من المصريين الأشرار" أو ممن سهل تجنيدهم لهدم مصر وثرواتها وحضاراتها. كانت البداية عسكرية ففشلوا ثم تحولوا الي تجنيد الإرهاب ففشلوا. ثم اتجهوا صوب أهل السياسة ففشلوا أيصا وصار رهط كبير منهم من العملاء الأنجاس الأوباش الأغبياء التي ماتت بداخلهم نشوة حب الوطن وحب مصر فأصبحوا عملاء ورضوا بكونهم عملاء نظير عدد من الدولارات واليوروهات والسعي لرغد الدنيا الزائف وعند نهاية حياتهم سوف يحصدون الندم والحسرة واللعنات وخسارة النفس التي عاشت وستموت أمارة بالسوء ورغم الكثير من الدلائل علي أن "مصر الخالدة لن تسقط" وأن لغز عدم سقوطها مذكور في القرآن "فهي في رباط إلي يوم الدين" و"أدخلوها بسلام آمنين" ثم الاشكالية الكبري وهي كامنة في "عبقرية الشعب المصري" الذي تجسد في مقولة "مصر مقبرة الغزاة" ثم التحدي عبر كل الأزمنة والعصور.. مصر إيها السادة لن تسقط "!!" ثم كان الاتجاه للقوي الناعمة وصناع الثقافة والابداع. فكان اتجاه زبانية جهنم الي الأدب فأسقطوه والشعر فأرده قتيلاً والسينما فلم يعد في مصر سينما والأغنية ولم يعد في مصر غناء تحول كل شيء إلي مسخ في مسخ. فن الهلامية. فن "يقبح" ولا "يجمل" فصار فن القبح هو السائد وظل المسرح صامداً إلي حين؟.. ونجح عملاء الشيطان علي الأرض في تجنيد من يغتال فن المسرح. فن الجمال والحياة والمواجهة. وظهرت العديد من التجارب البعيدة عن ماهية المسرح الحقيقية وكانت البداية ما يسمي "بمسرح مصر" ثم "تياترو مصر" وأقسم بالله مصر لا ذنب لها هنا؟!!.. وبدأ المسرح في السقوط المروع.. إيها السادة والله العظيم ليس هذا مسرحاً علي الأطلاق وأصبح الجميع يقلدون شيطان هذا المسرح الملعون؟!!.. وماذا بعد؟.. الكل يقلد يذهبون الي المسرح ثم ظهر نفس الأشكال وتحت هذه المسميات وأصبح كل من له علاقة بالمسرح علي مستوي كل محافظات مصر يقلدون تحت تتر كلمة "تياترو" وكان آخر تياترو الصعيد وتياترو الدلتا وتياترو ولاد الأفاعي!! ثم بدأت ملامح المؤامرة تظهر رويداً رويداً حتي لحقت بمسرح الدولة ومسرح أم دولت!!.. وترسخ في ذهن الناس إن هذا هو "المسرح النموذج".. الشيء المحزن والمقرف والذي يدعو للحسرة أن كل هذا يتم أمام وتحت نظر وبمعرفة الدولة والرقابة المشغولة بقضية التنازلات الوهمية والنقابات ويتحكم في خيوط المؤامرة لهدم ثقافة ومسرح مصر القنوات الفضائية "بعضها وليس كلها" ولكن من يدفع لهذه القنوات الشيطانية كل هذه الملايين لأنفاق علي "المسرح المسموم" هي جهات أجنبية معلومة. تلك الجهات التي سعت لتقسيم مصر وشراء جزء من أراضيها. حال فشلهم كان اللجوء إلي تدمير الحضارة والثقافة متمثلة في فنونها ومسرحها وحتي نجحوا بدرجة كبيرة جداً وتسابق أهل المسرح ليرموا بأنفسهم في أحضان "المال الحرام" أو "غسيل الأموال" الذي ينفق علي هذه النوعية من المسرح القاتل والهدف تفريغ الثقافة المصرية من محتواها وتجريد الشعب المصري وتجريد الأطفال والشباب من القيمة والمعني والانتماء. إلي هنا والمنتظر يمثل كارثة عندما يظهر ما يسمي بمسرح النهار بمشاركة ومباركة من النقابة والكل يهرع نحو التجربة وبعيداً عن الخوص في هذه التجربة المرة أقول المدان هنا كل المسرحيين وأهل المسرح إن كان هناك يسمي بمسرحيين في مصر. هذا الذي يفشل في المهرجانات الدولية وعندما يحصلون علي ورقة شهادة تقدير يقولون كذباً وزوراً لقد حصلنا علي جوائز ويبقي أن أقول مسرحيون والله أعلم؟!!