لا توجد حرية مطلقة وشتان ما بين الحرية المسئولة والابداع النظيف. ما بين الابداع الحقيقي وقلة الأدب.. علي مدار أكثر من ثلاثين عاما والابداع المصري بكل اشكاله والوانه مخترق من هنا وهناك من الداخل ومن الخارج. الثقافة المصرية مستهدفة ولا غرابة ولا دهشة من ضياع الريادة المصرية من اكثر من ربع قرن ويزيد والقضية باتت واضحة وضوح الشمس في وضح النهار وضوح القمر في صحن الليل البهيم علي مدار ثلاثين عاما وانا اقول "ثقافة مصر في خطر" والصراع منذ فترة طويلة أصبح معلنا وهو صراع عرقي حضاري ثقافي فني ديني. العرقي والحضاري فنحن اصحاب الاصول والجذور والعرقيات الاولي واصحاب الحضارات وصناعها ومصدروها للعالم اجمع واصحاب بث الروح الثقافية والفنية والديني فمصر أول دولة نادت بالتوحيد والايمان بالله الواحد القهار "الديانة الاخناتونية" وهنا وبالمنهج "السيميولوجي" بدأنا نفك رموز وشفرات "اللغز".. لغز المحاولات المستمرة للنيل من مصر لانها "الاولي" في كل شيء ويريدونها الاخيرة ولن تكون الاخيرة. يريدون تقسيمها ولن تقسم لأنها مستعصية علي التقسيم فهي في حماية الخالق العظيم وفي رباط الي يوم الدين. إنها "مصر المحروسة" مصر كنانة الله علي الارض. فيا أحفاد الشيطان مصر لن تسقط.. مصر خالدة خلود الوجود والحياة والروح. ومازال الصراع المسموم مستمرا وكأن لسان حالهم النجس يقول "لن نترك مصر هادئة".. فشلوا في اختراق الشعب المصري الأصيل العريق. فشلوا في اختراق التاريخ والتراث. فشلوا عسكريا.. فشلوا في كل شيء ولم يتبق لهم سوي الاختراق الأخير وهو الاختراق الفني والثقافي ووجدوا من يجندونه. لقد جندوا نظاما بأكمله. نظام المخلوع هذا النظام الذي كسر النواميس واغتال القدسيات وانتهك الفنون والثقافة وحارب المسرح وكان لهذا النظام خير جنود في كل مناحي الحياة وعلي رأسها الثقافة والمسرح والسينما. في هذا العهد ظهرت الكتب والاصدارات المسمومة والمسرح التجريبي الذي أجهز علي كل الرواسخ فقام بهدم الهوية والشخصية المصرية وغاب التاريخ وغيب التراث وصار المصري مسخا في مسخ. بلا ملامح تميزه وظهور أغاني وسينما الفسق والعري والفجور وما زال رغم قيام عدة انتفاضات وثورة 25 يناير وثورة 30 يونية مازالت محاولات النيل من مصر داخليا بتمويل خارجي وانهالت الملايين علي حفنة من النساء العاريات وكأننا في سوق النخاسة. لا أخلاق ولا دين ولا حلال ولا حرام. اختلط الحابل بالنابل. الصدور والشفاه "المنفخه" و"الفخاذ" القبيحة ولافرق بين صغيرة وعجوزة الكل "يعري تماما" والدعارة المقنعة والدعارة الصريحة وعروض التحرش الجنسي واراجوزات برخصة ممثلين ونقابات غائبة ورقابة غائبة واسر غائبة ومجتمع غائب ودولة غائبة وكأن القدر ينادي مؤسسة الرئاسة لكي تتدخل لانقاذ مصروثقافة ومسرح مصر انقذوا مصر وثقافة مصر من دعارة بعض القنوات الخاصة الممولة من الداخل والخارج انقذوا مصر من دعاة الدعارة باسم الابداع وحرية الابداع وخير نموذج ما يسمي بوش السعد وهو وش النكد وانتهاك الفضيلة.. ومن خلال هذه السطور اقدم بلاغا للنائب العام ضد هذا النوع من "اللا فن" كيف تسمحون بتحويل بعض القنوات لبيوت دعارة لبيوت ممارسة الرذيلة هل هذا فن؟.. هل هذا مسرح؟.. ومن صناعة؟.. سقطت الاقنعة ومازال علي رأس هذه القنوات من يمولهن من الخارج.. لسنا في زمن الرموز او صناعه الرموز. نحن في زمن الاقزام وهدم الثقافة والمسرح المصري من خلال منظومة "ممنهجة" وانظروا الي قيادات ورموز الثقافة الان. اما بقايا الفسدة من نظام المخلوع او رهط من رجال الاخوان في المؤسسات الثقافية او بعض الشيعة والمصيبة ان الدولة تعرفهم بالاسم ما الفرق بين الذي قدم في "وش السعد" والتطرف. ان الابداع المسموم اشد خطرا من الارهاب أوجه كلامي في منتهاه فلا بديل عن الثقافة والابداع الحقيقي لانقاذ مصر والمجتمع المصري وقدر الرئاسة أن تتدخل لانقاذ ما يمكن انقاذه فإذا كان الرئيس يسابق الزمن بالتنمية والبناء والتشييد فمثل هذه الاعمال كفيلة بالهدم. الرئيس يبني وزبانية جهنم يهدمون. عندما قامت ثورة يوليو المجيدة الخالدة كان هدفها الفقراء ثم الثقافة والتعليم ففي عهد هذه الثورة الخالدة كان سعر الكتاب بضعة قروش يبدأ من قرش حتي ثلاثة قروش وكانت تذكرة المسرح عشرة قروش.. لابديل عن محاربة الابداع المسموم وحماية الابداع الحقيقي وعلي الدولة ان تلعب دورها تجاه الثقافة وقيادات الثقافة والبحث عن سبيل لانقاذ مسرح وثقافة مصر وعلي الوزارة ان تفيق؟!!