والله العظيم نحن مخطئون في حق مصر؟! سامحينا يا مصر؟! هل نقف وقفة أو لحظة صدق مع النفس ونسأل ماذا قدمنا لمصر؟ علي مستوي الأفراد لا شيء الكل يعمل بذاتية ونرجسية تتكون الثروات ولا توجد فيها مصر وواحسرتاه علي نخوةالرجال وعلي مستوي الحكومات - أيضا -لا شيء سوي حفنة من الكباري فما هي الرواسخ والرموز والعلامات المتروكة وبالقياس مع تاريخ الحضارة المصرية القديمة ومرورا بأزمنة مختلفة كانت هناك علامات ورموز ومتروكات وقمم ومبان ومصانع وأهرامات خالدة. كانت مصر حاضرة في كل زمان ومكان وحقب تاريخية وعلمية وفنية وثقافية. مصر كانت حاضرة في الداخل والخارج واليوم الكل ينهش في لحمها في الداخل قبل الخارج عبر التاريخ فشلت الدنيا بأثرها من غزاة في طمس معالم مصر لأن مصر كان هناك من يحميها شعبا وحكومات ولم ينجح أو يفلح غاز في طمس هويتها بكل تفاصيل الهوية اللغة العربية والدين والثقافة والفنون والعلوم كلما جاء غاز أو محتل خرج ولم يستطع تغييرها أو طمس هويتها. قضية ومشاكل "مصر اليوم" هو فقدان الهوية وضياع ملامح الشخصية ليس لنا الآن هوية ثقافية.. ما لغتنا؟ مازينا؟ ما ثقافتنا؟ أين مسرحنا؟ هل كان هناك تعمد وقصدية لطمس هويتنا؟ الحاصل يقول نعم هناك تربص لهويتنا وهناك من اغتال الشخصية المصرية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبخاصة المسرح ولكم ان تتذكروا المسرح التجريبي الذي اغتال هوية وشخصية المسرح المصري وما كان من نتائجه سوي التقليد الأعمي وترك لغة الكلام والاعتماد علي العري والشواذ وهدم النصوص الراسخة وخلق أجيال مريضة مسرحيا وكل هذا من أجل عيون الغرب وقتل المسرح المصري الذي مازال يعاني حتي هذه اللحظة ثم توالت الانهيارات بقيادات بلا تاريخ وبلا قيمة ووزراء ساعدوا في هدم الثقافة وانظروا حالة الفوضي المسرحية وانهيار الفنون الشعبية والغنائية فمثلا ماذا تقدم الفرق الكبري وما هويتها وشخصياتها القومي والحديث والكوميدي ثم ما الفرق في الهوية والهدف والمنهج في فرق الطليعة والغد والشباب والساحة والميدان وما الفرق بين ملك ومراكز الابداع وفي النهاية خلط المناهج والأهداف والنتيجة ذبح الهوية وطمس الشخصية والسؤال أين المسرح المصري؟ أين المسرح العربي؟ أين المسرح الشعبي؟ أين المسرح الغنائي؟ أين مصر؟!! في ثقافة مصر ثورتان كبيرتان غيرتا نظامين فاشلين ظالمين ولم تفلحا أو تنجحا في تغيير وجه عالمنا الثقافي ويالهول الموقف ترد في كل شيء ولأن السبب معلوم وظاهر للجميع وهو سيطرة اللوبي القديم أو الحرس القديم هم الذين يعملون وهم الذين يحصلون علي الجوائز وهم الذين يحصلون علي الأموال وليس مهما ماذا قدمنا لمصر؟ نأخذ منها ولا نعطيها أين صناعتنا الثقيلة؟ أين ثقافتنا التي كنا نصدرها للعالم كله. هل لدينا صناعة نسميها الصناعة المصرية؟ هل لدينا زي مصريا؟ هل لدينا أكلة مصرية؟ هل لدينا ثقافة مصرية؟ هل لدينا مسرح مصري؟ هل لدينا شيء تقول عليه مصريا؟ في هذا الزمان وبعد ثورتين ينبغي ان تفكر الدولة في ثورة ثقافية شاملة يكون الشباب عمادها وان ينزوي وينحصر ويبتعد اللوبي والحرس القديمم وبغير هذا لن تعود الثقافة. لن يعود المسرح المصري وعلي مصرنا السلام أو ابحثوا لها عن قوم آخرين؟!