بعد ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز وفواتير الغاز الطبيعي لجأ أصحاب مكامير الفول لحيلة جهنمية قاتلة لإنضاج الفول المدمس في أقل من ساعة بدلاً من 12 ساعة للعبوة التي تحوي 15 كيلو جراماً.. هذه الحيلة هي إضافة مادة تسمي "الإيدتا" وبكميات غير مقننة يسبب استخدامها اضطراب الحالة الصحية لمرضي القلب والكبد والكلي والصرع والموت المفاجئ. يقول سيد صبحي إنه امتنع عن أكل الفول من الشارع بعد أن عرف منذ فترة أن عربات الفول تضيف مادة تؤدي إلي سرعة نضجه وتصيب المواطن بأمراض عديدة ولكن هذا ليس حلاً جذرياً لأن هناك من لا يستطيع الاستغناء عن أكله لكونهم في الشارع طوال اليوم أو المغتربين. ويضيف سلامة مختار أن حتي الفول الذي يعتبر أكل الغلابة لم يسلم من جشع التجار الذين يجرون وراء الربح السريع غير مبالين بحياة المواطن البسيط والذي يعتبر الفول مصدر طعامهم الرئيسي ويضيفون عليه مواد تؤثر علي الصحة العامة للإنسان. وتشير فاطمة السعيد إلي انها قررت أن تقوم بطهي الفول بالمنزل بعد سماعها عن مادة إيدتا المضافة علي الفول والتي تصيب بالسرطان. وتطالب بضرورة تشديد الرقابة علي عربات الفول من قبل وزارة التموين ووزارة الصحة للحفاظ علي صحة المواطن. تشاركها الرأي فاتن إسماعيل: انها تفضل إعداده في المنزل من قبل معرفتها عن أضرار مادة الإيدتا السامة لأنه هناك إضافات أخري وألوانا صناعية تؤذي المعدة فإعداد الفول في المنزل في غاية السهولة ولا يكلف إلا القليل. محمد طلعت مدير إدارة المطاعم الكبري للفول يؤكد أن تلك الطريقة لتسوية كميات الفول الكبيرة لا يستخدمها إلا عربات الفول التي تحتاج إلي توفير الخامات وإنتاج أكبر كمية ممكنة بأقل تكلفة ليستطيع بيعها بالأسعار المعتادة مهما ارتفعت أسعار المواد الخام. لكن أصحاب المحلات الكبري لا يستطيعون الهروب من حملات تفتيش وزارة الصحة والتموين المستمرة علاوة علي عدم المغامرة بالتاريخ المشرف والسمعة الطيبة التي بذلوا قصاري جهودهم للوصول إليها وللمحافظة علي ثقة عملائهم. بينما أنكر أصحاب عربات الفول استخدامهم لتلك المادة مستندين علي الصحة الجيدة لعملائهم والمترددين عليهم بشكل يومي فيقول "رامي" صاحب إحدي عربات الفول بوسط البلد انه أول مرة يسمع عن مادة الإيدتا واستخداماتها في تسوية الفول وأنه يستخدم الطريقة المعتادة لانضاج الفول وبنفس طريقة ربة المنزل لأن لديه الوقت الكافي لتسويته بالطريقة التقليدية وأن ربحه اليومي من بيع كميات أكبر من المحلات يجعله لا ينظر للربح الذي يتساوي مع المحلات في النهاية. وعلي من يرددون تلك الاشاعات أن يتحققوا منها جيداً قبل أن يضرونا في أكل عيشنا. ويتفق معه حسن مالك إحدي عربات الفول بحي المعادي قائلاً إن أكبر دليل علي عدم استخدامنا لتلك المادة وكذب تلك الادعاءات ان إقبال الزبائن علينا لم يتأثر موضحاً أن السيئة لا تعم علي جميع عربات الفول وناشد المسئولين بضرورة ضبط المستخدمين لتلك المواد حفاظاً علي الصحة العامة. كما أنه علي دراية كاملة بما تسببه هذه المواد من أمراض للمواطن ولذا يستحيل استخدامها. الدكتور عصام رمضان خبير صحي بالأمم المتحدة يحذر من خطورة استخدام مادة "EDTA" القاتلة لسرعة انضاج الفول توفيراً للطاقة علي حساب صحة المصريين مؤكداً أنها تسبب أضراراً بالغة وأضاف أن هذه المادة تسبب تجلط الدم والتهاب الكبد والفشل الكلوي. مشيراً إلي ضرورة تغليظ العقوبات علي من يثبت تورطه من أصحاب مكامير الفول في استخدام هذه المادة لأنها تضر بصحة المصريين ولا يجب استخدامها مطلقاً بالأطعمة أو صناعة الأدوية أو أي شيء يدخل جسم الإنسان وأن يقتصر دورها علي الاستخدام في معامل التحاليل لتحافظ علي عدم تجلط الدم بعد أخذ العينات لأن هذه المادة في حالة تركيزها في الجسم بكميات كبيرة تزيد من سيولة الدم للمرضي ممن يعانون من مرض سيولة الدم كما أنها تتفاعل مع الأنسولين فتعوق التحكم في مستوي السكر في الدم لافتا إلي أنه من الصعب علي المواطنين اكتشافها. مؤكداً أنها تتحد مع العناصر المهمة في الجسم مثل الكالسيوم والماغنسيوم والنحاس والزنك والحديد والكوبلت وتقلل من مستوي هذه المواد في الجسم مما يسبب هشاشة العظام والضعف الجنسي وعديداً من المشكلات التي تصل إلي الموت المفاجئ. ويشير دكتور هشام مطاوع أستاذ التغذية العلاجية بالمركز القومي للبحوث لأهمية الاحتراس من تناول الفول المدمس من العربات أو محلات الفول إلا إذا كنا واثقين من أن هذا البائع لا يستخدم هذه المادة لأنها مسرطنة.. ويفضل إعداد الفول المدمس بالمنازل. وأشار إلي أن المستهلك يستطيع أن يعرف الفرق بين الفول الصحي والفول الذي به تلك المادة من خلال شكل الفول فإذا كان الفول لونه غامق وحبيباته صلبة فهو فول ليس مضافا إليه مادة الإيدتا وصحي. وأكد محمود دياب المتحدث الإعلامي باسم وزارة التموين أن الوزارة قامت بعدة حملات بالاشتراك مع وحدات مراقبة الأغذية بوزارة الصحة لضبط مستخدمي تلك المادة بعد أن أصدرت الصحة بيانها وشددت الرقابة علي الباعة الجائلين بعربات الفول والشركات التي تضعها كمادة حافظة علي لون وطعم الطعام. والوزارة تشدد الرقابة علي هؤلاء الباعة وستقوم بتكثيف الدوريات الرقابية من أجل الحد من انتشار تلك المادة بنسب كبيرة بين بائعي الفول موضحاً أن الوزارة سوف تقوم بإعداد خطة محكمة للرقابة علي الباعة وأن علي المستهلك التواصل مع الوزارة عبر الكول سنتر بالخط الساخن علي رقم 19280 وتبادل المعلومات بين المواطنين ووزارة التموين والمديريات التابعة وتلقي شكاوي المواطنين ومساهمتهم في ضبط مستخدمي المواد السامة علي الفول المدمس كما يمكن التواصل مع الوزارة عن طريق خدمة الرسائل القصيرة علي الرقم 6888 من أي محمول.