احترم الشرطة واعرف أن انكسارها بعد 25 يناير كان كارثياً.. وشعرنا جميعاً بغياب الأمن والأمان.. ولكن ما يرتكبه أمناء الشرطة لم يعد ممكناً السكوت عليه ويجب تصحيحه فوراً حتي لو تطلب الأمر إلغاء منصب أمين الشرطة. أمين الشرطة "اسم الله" نصف متعلم جاء من أعماق الريف والغالبية العظمي تنحدر من أسر شديدة الفقر وفجأة وجد لديه كل الصلاحيات والسلطات فأحس أنه فوق القانون. كانت الفكرة أساساً من إنشاء معهد أمناء الشرطة هي الارتقاء بالمستوي بدلاً من عسكري الدرك الذي لا يجيد القراءة والكتابة ولا يعرف من الدنيا سوي سماع أوامر قائده. كان المتصور وقتها أن دخول عناصر تحمل شهادات متوسطة إلي صفوف الشرطة سيؤدي إلي الارتقاء بالمستوي وتحسين التعامل مع المواطنين ووجود أشخاص قادرين علي كتابة المحاضر وتحرير مخالفات وأداء الأعمال المكتبية. لكن الذي حدث في الحقيقة أننا خلقنا فئة مشوهة مضطربة نفسياً ليست في مستوي العساكر ولا ترضي بالقليل مثلهم ولا ترقي أبداً إلي مستوي الضباط ولا تحصل علي امتيازاتهم وكانت النتيجة ظهور شخوص تتلاعب بالقانون وتتحكم في مصائر الأشخاص ولا تجد من يردعها أو يعيدها إلي الطريق الصحيح. ليس سراً أنه قبل ثورة 25 يناير كان جبروت وسطوة وافتراء أمناء الشرطة تجاوز كل الخطوط الحمراء وكانوا يفرضون الإتاوات علي الجميع وأصبحوا دولة داخل الدولة وكانوا سبباً رئيسياً في الغضب الشعبي الذي تحول إلي ثورة أطاحت بنظام حسني مبارك. بعد الثورة وجد أمناء الشرطة أنفسهم تائهين بلا سلطة وبلا مصادر دخل غير شرعية تحقق لهم الثروة مع السلطة ولذلك حصلت حالات تمرد وصلت إلي حد إغلاق أقسام الشرطة بالجنازير. الآن عاد أمناء الشرطة إلي فرض سطوتهم وتحديهم للقانون وتعددت جرائمهم وزادت تجاوزاتهم مع المواطنين وإذا لم نتصد لهذه الظاهرة فأخشي أن الناس لم تعد قادرة علي احتمال الظلم والطغيان خصوصاً إذا جاء من أمين شرطة "اسم الله".