يتواصل الحديث حول الأنماط السلوكية الواقعية التي رسمها القرآن الكريم عن الأغراض الدينية. ونستكمل اليوم تلك الأنماط الشريرة من آيات القرآن الكريم. قال تعالي: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر. وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا. وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون" "البقرة: 8 - 9". أليس هذا نموذجاً لمن يجتمع فيه الخداع والغفلة. ويظن نفسه أريباً. وحشو جلده تغفيل؟!!.. ويقول المفسرون: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر" أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام "وما هم بمؤمنين" روعي فيه معني مَن. وفي ضمير بقول لفظها "يخادعون الله والذين آمنوا" بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية "وما يخدعون إلا أنفسهم" لأن وبال خداعهم راجع إليهم. فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه علي ما أبطنوه. ويعاقبون في الآخرة "وما يشعرون" يعلمون أن خداعهم لأنفسهم. والمخادعة هنا من واحد كعاقبة اللص وذكر الله فيها تحسن. قال تعالي: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" "البقرة: 204 - 205". أليس هذا نموذجاً لجماعة من الناس يختلف باطنهم عن ظاهرهم حتي لكأنهم شخصان في شخص؟!!.. ويقول المفسرون "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا" ولا يعجبك في الآخرة لمخالفته لاعتقاده "ويشهد الله علي ما في قلبه" أنه موافق لقوله "وهو ألد الخصام" شديد الخصومة لك ولاتباعك لعداوته لك "وإذا تولي" انصرف عنك "سعي" مشي "في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل" من جملة الفساد "والله لا يحب المفسدين". أي لا يرضي به. وللحديث بقية