أكد الدكتور الهلالي الشريبي وزير حقيبة التربية والتعليم والتعليم الفني ان قضية التعليم قضية مجتمعية تخص62 مليون مواطن مصري وليس وزارة بعينها. قال الوزير إن الوزارة انتهت من توصيف كافة المشاكل والتحديات التي تواجه العملية التعليمية في مصر والحلول المقترحة لحلها والفترات الزمنية اللازمة لتنفيذها ضمن الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة. أكد أن لائحة الانضباط المدرسية لم يتم الغاؤها بل يتم مراجعتها من قبل المستشاريين والخبراء القانونيين لتلافي السلبيات التي ظهرت بها والاستجابة لطلبات المعلمين ونفس الحال ينطبق علي قانون التعليم حيث تقرر طرحهما علي المؤسسات التعليميه المختلفه لابداء ملاحظتهم تمهيدا لإرسالها لرئاسة الوزراء لاقرارها. أشار الهلالي إلي انه سوف يتم تدريب 60 الف مدير ووكيل إدارة مدرسية من جملة 200 ألف مستهدفين في خطة قصيرة المدي علي نظم الإدارة واستخدام تكنولوجيا المعلومات كما سيتم خلال هذا الشهر طرح 100 قطعة أرض بالتعاون مع القطاع الاستثماري لبناء المدارس ومواجهة الكثافات المرتفعه في المناطق المحرومة وذات الكثافات العالية. فجر الوزير في حواره مع "الجمهورية" ان الوزارة خاطبت أكبر 12 جامعة حكومية مصرية لترشيح الرموز التربوية المتخصصة في مناهج العلوم والرياضيات تمهيدا لتشكيل لجنة عليا لمراجعة تلك المناهج ومقارنتها بالمناهج المدرسية في دول إنجلترا وفنلندا وألمانيا وفرنسا كما تم مخاطبة السفارات في تلك الدول لإرسال المناهج في مختلف الصفوف الدراسية وتحديد الاحتياجات موضحا ان الكلمة الاولي والاخيرة في تطوير المناهج تصل إلي المستويات العالمية سوف تكون للخبراء المصريين الذين لم تتدخل الوزارة في اختيارهم. أضاف ان سبل التقييم في الوزارة تنفذ بشكل رقمي لضمان تنفيذ الخطط الاستراتيجية والاهداف المقررة موضحا ان الوزارة انتهت من اعداد برنامجها لتطوير العملية التعليمية الذي سوف يعرض علي البرلمان المصري مدعما بالأرقام والتوقيتات التنفيذية. * الجمهورية: ما هي الاجراءات الجديدة التي اتخذتها الوزارة لمواجهة ظاهرة تسريب الامتحانات؟ ** الهلالي: الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم مصرة علي الحفاظ علي هيبتها عبر منع تسريب الامتحانات في الشهادات العامة والوزارة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات توصلت إلي خطط مبدئية للتغلب علي مشاكل امتحانات الشهادات في الاعوام السابقة وبما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص ومعايير المركز القومي للامتحانات ومن ضمنها تحديد توقيتات معينة للاجابة علي كل سؤال بحيث يصبح نشر الاسئلة علي مواقع التواصل الاجتماعي دون جدوي. أما امتحانات نصف العام فلا توجد بها أي مشاكل حيث ان اجراءات تأمينها تسير بتعاون كامل مع وزارة الداخلية واجراءات تأمين المطابع ومراكز توزيع الاسئلة في مختلف المحافظات مشيراً إلي أن أي غشاش سوف يواجه عقوبة الحبس لمدة عامين تطبيقا للقرار الجمهوري الخاص بهذا الشأن الذي تم اصداره في أغسطس الماضي. * الجمهوريه: ما هي أبرز التحديات التي واجهت الوزارة منذ توليكم المسئولية؟ ** الهلالي: المنظومة التعليمية في مصر تعاني من مشكلات متراكمة منذ 30 عاماً ونحن في وزارة التربية والتعليم أكدنا اننا لن نستطيع علاجها إلا عبر خطة استراتيجية سوف نبدأ في قطف ثمارها بعد انتهاء الخطة قصيرة المدي علي الاقل موضحا ان مسألة تدريب إدارات المدارس المتمثلة في مديري ووكلاء المدارس البالغ عددهم 200 ألف معلم منتشرين في 54 ألف مدرسة يأتي في مقدمة اولوياته باعتباره ركيزة أي تقدم في العملية التعليمية وان الوزارة سوف تنتهي من تدريب 20 ألف قيادة تعليمية بالمدارس خلال هذا العام ليبلغ الاجمالي خلال الخطة القصيرة 60 ألف ليقوموا بعد ذلك بنقل خبراتهم لزملائهم في المدارس.. وهناك محور آخر وهو التنمية المهنية للمعلم موضحا انه حجر الزاوية في العملية التعليمية والمستهدف تدريب 203 آلاف معلم علي النواحي المهنية وطرق التدريس والمادة التعليمية بحيث نصل خلال 3 سنوات إلي 650 ألف معلم تقريباً. * الجمهورية: تسبب نظام الفترة الثانية في بعض المشاكل ابرزها زيادة الكثافات كيف تواجه الوزارة مشكلة الكثافات المرتفعة في المدارس؟ ** الهلالي: يجب أن نعلم في الاول ان المدارس التي تعاني من ارتفاع الكثافات يبلغ عددها 41% من الامكان المتاحه في نظام التعليم المصري موضحا ان أي فصل يتجاوز عدد طلابه 45 طالبا هو فصل يعاني من مشكلة الكثافة مضيفا ان الوزارة اتجهت إلي السير في ثلاثة اتجاهات بالتوازي لحل المشكلة اولهما الاعتماد علي الحكومة وذلك عبر مبلغ 15 مليار جنيه التي تخصصها الدولة علي ان تكون اغلب تلك المدارس في المناطق المحرومة من التعليم في قري الصعيد وذات الكثافات العاليه مثل عزبة خير الله التي يوجد بها 750 ألف مواطن ولا يخدمه إلا مدرسة واحدة.. اما المحور الثاني بالتعاون مع القطاع الاستثماري لانشاء مدارس طبقا لتصميمات هيئة الابنية التعليمية علي ان تستهدف تلك المدارس مناطق الطبقة المتوسطة بحيث تكون الوزارة مشاركة بالأرض والقطاع الخاص بالمباني علي ان تكون المصروفات تتناسب مع دخل الاسرة المصرية المتوسطة واقل من المدارس الخاصة.. اما الاتجاه الثالث فيتعلق بتيسير الاجراءات للتعليم الخاص بحيث يمنح الترخيص من الوزارة والمباني من الحي ونموذج يناسب الأرض خلال 3 سنوات وفي حالة عدم تنفيذ المشروع يتم سحب الأرض.. مضيفا ان التعليم في مصر يحتاج إلي انشاء 140 ألف فصل للتغلب علي تلك المشكلة والتي تحتاج في المتوسط إلي 40 مليار جنيه وهي غير متاحة الآن في ظل التحديات التي تواجهها الدولة. كما ان الفاتورة التقديرية لاحتياجات العملية التعليمية في مصر تصل إلي 100 مليار جنيه من أجل إصلاح المنظومة لذا لجأنا إلي طرق غير تقليدية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية وفقا للوائح زمنية مدعمة بالارقام مشيراً إلي أن الوزارة من أكبر وزارات الدولة حيث يصل عدد الطلاب بها إلي 22 مليون تلميذ موزعين علي 54 ألف مدرسة كما تضم مليونا و650 ألف معلم يمثلون ثلث الجهاز الاداري في مصر وهو امر يعطي مدي حجم الاعباء التي تواجهها الوزارة من اجل جودة العملية التعليمية معترفا ان التعليم خلال الخطة القصيرة يصل إلي جيد علي ان يصل إلي درجة جيد جدا خلال الفترة المتوسطة.. مضيفا ان التعليم يعد مجانيا بدليل ان 25% فقط من التلاميذ سددوا المصروفات ومع ذلك الوزارة ملتزمة بالانشطة وتوفير التعليم الجيد لهم مشيراً إلي أن الوزارة تؤمن ان من لم يأخذ حقه في التعليم الذي يكفله الدستور فإن ذلك يعد قنبلة موقوته وان التعليم حتي سن 18 عاما حق للمواطن والدولة تكفله. * الجمهورية: ماذا عن خطة الوزارة لتطوير التعليم الفني خاصة بعد تعيين نائب لكم؟ ** الهلالي: حصرنا مشاكل التعليم الفني ووضعنا آليات للتعامل معها وفقا لأرقام واحتياجات العمل موضحا ان الوزارة خلال الخطة قصيرة المدي سوف تنتهي من تطوير 50 إلي 60% من مدار س التعليم الفني البالغ عددها ما يقارب 2000 مدرسة عقب إعادة تأهيل ورشها ومناهجها وفقا لقواعد التعليم الحديث مشيراً إلي أنه في الفترة الماضية لم يصل التطوير إلي 10% وهو ما ادي إلي تنامي الاحساس بوجود مشاكل في التعليم الفني حيث ان ماتم تطويره هو مجمع الاميرية والثانوية الفنية المتقدمة بمدينة نصر بينما المستهدف تطوير مابين 500 إلي 600 مدرسة علي الأقل. * الجمهورية: كيف تعاملت الوزارة مع ملف تطوير المناهج؟ ** الهلالي: تم مخاطبة 12 جامعه مصرية لترشيح الرموز والمتخصصين في مناهج العلوم والرياضيات تمهيدا لتشكيل لجنة عليا لمراجعة المناهج المصرية ومقارنتها بمناهج دول إنجلترا وفرنسا وفلندا وألمانيا التي وصلت كتبها بالفعل وذلك بالتعاون مع السفارات المصريه في الخارج.. موضحا ان التعديل والتغيير سيكون بناء علي تقارير اللجنة والاهداف المرجوة من التطوير. * الجمهورية: هناك جدل كبير بين المعلمين والطلاب حول لائحة الانضباط المدرسي كيف تعاملت الوزارة مع هذه المشاكل؟ ** الهلالي: لائحة الانضباط المدرسي بها بعض النقاط السلبية التي تحتاج إلي اعادة نظر ونحن نحافظ علي طلابنا ولانقبل اهانة أي معلم أو طالب ويحب ان يكون هناك مواد باللائحه حاكمة ورادعة تعطي لكل طرف حقه وفي حالة اعتداء أي طالب علي معلم فإن اللائحه لاتعطي الوزارة الحق في فصله أكثر من 15 يوماً وهو اجراء تأديبي غير كاف موضحا انه تم احالتها لمستشاري الوزارة لاعادة النظر فيها وطرحها للنقاش المجتمعي عبر موقع الوزارة.. وهو ماينطبق علي قانون التعليم الذي سوف يطرح علي الجهات المختصه ثم عرضه علي نقابة المعلمين وكافة مؤسسات المجتمع المدني والمهتمين بشئون التعليم. * الجمهورية: تخوف كبير من جانب الطلاب بسبب درجات السلوك والانضباط واعمال السنه واستغلال بعض المدرسين لها هل هناك نيه لعودتها مرة أخري؟ ** الهلالي: درجات السلوك هو قرار يهدف إلي تحفيز الطلاب إلي العودة مرة أخري إلي مدارسهم ومكافأة الطلاب المجتهدين وهو يختلف تماما عن قانون التعليم الذي ينظم الغياب ويقرر فصل الطلاب في حالة تجاوزهم نسب الغياب المقررةپوهي 85% مشيراً إلي أن درجات السلوك لن تعود الا ضمن تطوير منظومة القبول بالجامعات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلي للجامعات. * الجمهورية: مافيا الدروس الخصوصية صداع مزمن في جسد العملية التعليمية كيف ستواجهونه؟ ** الهلالي :مشكلة الدروس الخصوصية أزمة أصبحت تحمل صبغة ثقافية في المجتمع المصري للاسف نتيجة لغياب وتراجع دور المؤسسات التعليمية موضحا ان الوزارة بدأت في تفعيل مجموعات التقوية في المدارس بحيث تحمل كل عناصر الجذب للطلاب وتخفف الاعباء المادية علي أولياء الامور علي ان تتم تحت إشراف الوزارة وان يضمن أولياء الامور وجود ابنائهم في مكان آمن مشيراً إلي أن الوزارة خصصت 90% من دخل المجموعات المدرسية إلي المعلم الذي يقوم بالتدريس اضافة إلي عدم زيادة عدد الطلاب في مجموعة التقوية الواحده عن 10 طلاب واتاحة الفرصة للطالب لاختيار المعلم الذي يريد التدريس له حتي ان كان من خارج المدرسة كما ان المدرس لن يتعرض للضبطية القضائية او أي مطاردات من الجهات الحكومية كالضرائب او يتعرض للفصل فضلا عن انها سوف تشعل المنافسة بين المدرسين في المدارس موضحا ان الدروس الخصوصية لاتعتمد علي التفكير النقدي والإبداعي وانما تدريبات فقط يعمل خلالها المعلمين علي تحفيظها للطلاب دون أي نوع من الابتكار أو التفاعل وان منظومة الامتحانات ايضا عقيمه وتفتقر للتفكير النقدي والابداع وهو ما تسعي الوزارة إلي تغييره.. مشيراً إلي أن مشاكل التعليم متراكمة علي مدي 30 سنة ولابد ان نعمل خارج الصندوق ونراعي ظروف بلدنا وهناك برنامج زمني نلتزم به. * الجمهورية: ماذا عن ملف سرقة عقول الطلاب الموهوبين والمخترعين التي تعاني منها مصر في الفترة الحالية؟ ** الهلالي: الطلاب الموهوبون والمخترعون ثروة قومية نعمل علي الحفاظ عليها وتقديم كافة انواع الدعم لهم موضحا انه شخصيا حريص علي تكريمهم وتقديم الدعم لهم وتذليل العقبات التي يواجهونها وذلك عبر إدارة الموهوبين التي انشأتها الوزارة إضافة إلي تنظيم سفرهم إلي المعارض والبعثات الخارجيه تحت إشراف الوزارة لضمان تحقيق الاستفاده المرجوة ولوقف استنزاف العقول المصريه وان مصر دائما مستهدفة وان المغريات المقدمة من بعض الجهات الدولية كبيرة الا انه علي الجميع ان يعلم ان مصر هي من وفرت التعليم المجاني لهؤلاء الموهوبين مؤكدا انه حينما كان يشغل منصب وكيل وزارة التعليم العالي لشئون البعثات كان حريصاً علي احتضان المبعوثين خاصة من يتعرضون لمغريات ولضمان عودتهم إلي أرض الوطن. كما انه طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية الوزارة تقوم حالياً بتنفيذ خطة لانشاء مدرسة للمتفوقين في كل محافظة علما انه يوجد الآن 9 مدارس تم انشاؤها تكلفة المباني وحدها في تللك المدارس تصل إلي 80 مليون بالاضافة إلي قيمة الأرض والتدريبات التي يتلقاها المعلمون المنتدبون للتدريس بها متعهدا بالوصول إلي انشاء 18 مدرسة خلال عامين. * الجمهورية: ما طموحات الهلالي الشربيني في وزارة التربية والتعليم؟ ** الهلالي: هدفي إرضاء الله تعالي وخدمة وطني قائلاً: إنه يعمل بنفس الطاقه التي بدأ بها منذ استلام منصبه وحتي آخر يوم في منصبه مشيراً إلي أنه يبدأ يومه في الخامسه صباحا وينتهي في الثانية عشر ليلا وان التزامه في العمل منذ ان كان صغيرا يعود إلي انه تحمل المسئوليه رغم انه الولد الوحيد لوالديه مشيراً إلي أن التزامه هو نفس الأمر حينما كان عميداً مسئولاً عن كلية التربية النوعية في المنصورة مختتما حديثة أن مشاكل التعليم في مصر لن تحل بين ليلة وضحاها بل تحتاج إلي مجهودات وخطة زمنية تنفذها الوزارة حالياً تحت إشراف رئاسة الوزراء.