مصر هبة النيل.. حقيقة قالها المؤرخ اليوناني هيرودوت وحقيقة يعيشها المصريون منذ آلاف السنين.. فالحياة في مصر تتركز علي ضفاف النيل الخالد. ولذلك فإن أية تعديات وأية محاولات للسطو علي حق مصر في مياه النيل يمثل الموت والفناء لمصر والمصريين. فمصر لا تعتمد في وجودها إلا علي مياه النيل لندرة الأمطار في مصر. إن ما يقوم به بعض دول حوض النيل من محاولات لوقف أو تقليل حصة مصر في مياه النيل لا يمكن وصفها إلا بأنها حرب إبادة ضد شعب مصر والقضاء علي وجوده وهو ما لا يمكن أن تقبله مصر بأي حال من الأحوال. فأي محاولة لتقليل حصة مصر في مياه النيل تمثل خطاً أحمر لابد أن تقف حياله مصر موقفاً جاداً لا هزل فيه. فنحن لن نسمح لكائن من كان بتدمير حضارتنا وقتل الحياة علي أراضينا. لقد ظلت محاولات كثيرة لتقليل حصة مصر في مياه النيل من جانب بعض دول حوض النيل ولكن الرأي العام في مصر تنبه رغم تآمر سبع دول من دول منابع نهر النيل وصمدت مصر لحقها في مياه النيل الثابت من خلال معاهدة 1929 وغيرها. إسرائيل ومياه النيل إن التسلل الإسرائيلي في إفريقيا ظهر منذ فترة. ولكننا بكل أسف لم نعط هذا الأمر الاهتمام اللازم ولكن مصر كانت في فترة الستينيات واعية بأخطار التسلل الإسرائيلي في قلب القارة الإفريقية ولكن كان في ذلك الوقت تواجد كبير ومهم في المنطقة لأن مصر احتضنت كل الزعماء الأفارقة الذين عاشوا في القاهرة في ظل مصر قبل أن يعودوا لقيادة بلادهم بعد الاستقلال التام. في ذلك الوقت اهتمت مصر بالشئون الإفريقية وخصصت مكتباً في رئاسة الجمهورية المصرية للشئون الإفريقية. وأدت تلك الأنشطة المصرية إلي حصار الإسرائيليين وإحباط محاولاتهم للتأثير في الشعوب الإفريقية. وبعد العدوان الإسرائيلي علي مصر انشغلت مصر بالاستعداد لرد العدوان وتحرير سيناء. وبعد أن أعلنت إثيوبيا عن البدء في بناء سد عملاق في جنوب القارة لحجز مياه النيل عن مصر والسودان اهتمت الرئاسة في مصر بذلك الموضوع. في البداية شعر الرئيس المصري أنور السادات بخطورة حجز مياه النيل عن طريق سد عملاق يؤثر علي الحياة في مصر والسودان. وشعر الشعب المصري بخطورة هذا السد الذي تسانده بعض الدول الأوروبية مما جعل مصر والسودان يقفان بحزم لعدم حرمان مصر والسودان.. إذا ما تم بناء هذا السد وتحويل المياه بعيداً عن مسارها لمصر والسودان ويكثفان الجهود للوصول إلي حل مناسب لكل الأطراف سلمياً وبالتعاون بين جميع دول حوض النيل العظيم.