سد النهضة الإثيوبي أصبح قضية كبيرة وخطيرة بالنسبة لمصر والسودان.. لقد أفاق المصريون من غفوتهم بالنسبة لما يجري في جنوب القارة الأفريقية من أعمال تهدد نهر النيل وسريان الحياة لمصر والسودان. إن حصة مصر في مياه النيل تقدر ب 5.55 مليار مكعب ولكن المشروع الإثيوبي بصورته الراهنة يسبب أضراراً لكل من مصر والسودان. إن الرأي العام المصري ظل مغيباً عما يجري في جنوب الوادي رغم أن هذا الذي يجري في جنوب القارة الافريقية هو شيء خطير علي حياة مصر والمصريين لأن النيل هو شريان الحياة لمصر والسودان. سد النهضة بعد أن أعلنت إثيوبيا عن البدء في بناء سد عملاق في جنوب القارة يحجز مياه النيل عن مصر والسودان شعر المصريون بأن هذا السد هو موت لمصر والمصريين لأن هذا السد الذي يحجز المياه أصبح خطراً علي الحياة في مصر والسودان. إن السودان ومصر تعيشان علي مياه النيل التي تحيي مزارعهما وحياتهما. في البداية شعر الرئيس المصري الراحل أنور السادات بخطورة حجز مياه النيل عن طريق سد عملاق في جنوب القارة مما يؤثر علي الحياة في مصر خلال سنوات قليلة مما جعل اثيوبيا تسارع في إقامة هذا السد. للأسف الشديد لم يهتم المصريون والسودانيون بمشروع هذا السد ولكن الرئيس الراحل أنور السادات كان حكيماً في قراره وهدد إثيوبيا إذا أقامت هذا السد كما طلب من بعض الدول التي شاركت في هذا السد مراعاة مصلحة وحياة المصريين والتوقف عن مد يد المساعدة في بناء هذا السد لخطورته علي الشعب المصري لأن النيل هو شريان الحياة لمصر وهدد السادات بضرب مشروع هذا السد بالطائرات المصرية إذا احتاج الأمر ذلك. بعد موت السادات مات معه موضوع سد النهضة ونسي الكثيرون من المصريين حكاية السد وما يحدث من أعمال ولم يهتم أصحاب الشأن من المسئولين بما يحدث في اثيوبيا. بالنسبة للرأي العام في مصر فإنه ظل مغيباً عن متابعة ما يحدث في جنوب القارة إلي أن كشفت وسائل الإعلام عما يدور من أعمال تهدد مصر والسودان بعد أن يتم هذا السد. إعلام الجماهير بكل أسف تجاهل المسئولون في مصر إعلام الشعب المصري بما يحدث في جنوب القارة من أعمال لسد المياه عن مصر والسودان فالرأي العام المصري ظل لا يهتم بما يجري في هذا المشروع الخطير الذي يؤثر سلباً علي أمن مصر والذي يتعلق بمستقبل الزراعة والكهرباء ومجمل الحياة في مصر. وزير الموارد المائية السوداني المهندس كمال محمد علي شدد علي المشروع الإثيوبي بصورته الراهنة والذي يسبب الضرر للسودان ومصر وطالب الوزير بتخفيض سعة الخزان من 74 مليار متر مكعب إلي 11 مليار متر مكعب فقط. إن المسئولين في مصر تجاهلوا إعلام الجماهير المصرية بما يحدث في جنوب القارة وظل المصريون بعيداً عن متابعة ما يحدث من تطورات خلال إقامة السد ولكن الشعب المصري تنبه لما يجري في اثيوبيا كما أن المسئولين المصريين تنبهوا لخطورة ما يحدث وكشفت مصادر مسئولة عن اتفاق مصر والسودان واثيوبيا عن توقيع وثيقة مبادئ بين مصر والسودان واثيوبيا بالعاصمة السودانية. مصر طلبت إضافة نص يتضمن الالتزام بنتائج الدراسات الفنية التي ستخرج من المكتب الفني لتصحيح النتائج التي ترتضيها كل الأطراف.