افادت الدراسات التي قام بها علماء الاجتماع والتي أجريت في كل الدول التي مرت عبر التاريخ بحروب عنيفة أو بثورات أو منعطفات تاريخية حادة أو تحولات سياسية هامة من رأسمالي لاشتراكي مثلا. او انفصال جزء من الدولة أو انضمامها لأخري في إتحاد. أفادت بإنتشار بعض الظواهر الاجتماعية غير التقليدية. كالملابس الغريبة والأدب الهابط والقصص الجنسية الفاضحة وأنماط من السلوك الاجتماعي الغريب. مثل ظاهرة الهيبز في الولاياتالمتحدة أثناء الحرب الفيتنامية. أو جماعات الكلوكلوكس كان العنصرية بعد ازدياد هجرة الأجانب والزنوج فقد كانت تقوم تلك بعمليات عنف شديد يصل لحد إحراق الضحايا. كذلك رصد دراسات علماء الاجتماع السياسي پالتي تمت عن تلك الفترات شيوع حالات من السيولة أو الميوعه السياسية. والتي يظن فيها بعض الجماعات أن فكرهم هو الأسمي والذي يجب ان يسود. أو يدعون لنهج جديد أو غريب ويحاولون فرضه علي الحياة السياسية بالمجتمع. وأيضا شعور أفراد عاديين لا ماض او تاريخ سياسي لهم بأن تلك فرصتهم والتي يتمكنون من خلالها من لعب دور مؤثر في الحياة السياسية والتي يأملون فيها ان تصل بهم لحد الزعامة السياسية. فنري كثرة أعداد المترشحين للمجالس النيابية كأفراد أو احزاب سياسية جديدة. ولكن مع مرور الأيام وازدياد الممارسات السياسية والاحتكاك والتنافس بين هؤلاء الأفراد السياسية تتلاشي أو يقل دور وظهور الضعيف منها أو الذي لا قبول جماهيري لها او التي لا تتبني قضايا او مطالب غير هامه ولا تحظي بقبول شعبي لفئه كبيرة من الناس. فنجد ان الاعداد المتقدمة لخوض غمار الانتخابات تقل في كل انتخابات عن سابقتها. كذلك يقل ظهورهم في القضايا والازمات التي قد يمر بها المجتمع. ويحدث شيء مماثل للأحزاب السياسية الكثيرة العدد التي تم تكوينها بعد تلك المنعطفات التاريخية والحادة التي مر بها المجتمع. فتتلاشي أحزاب وتندمج اخري مع بعضها مكونة تكتلاً حزبياً ما أو تنطوي بعضها تحت عباءة حزب قائم أقوي منها سياسيا علي أمل ان يتمكن قادة الحزب المنضم من الاستفادة من فرص أو إمكانات هذا الحزب الأقوي والتي قد تعطيهم فرص أكبر في لعب دور اكبر في الحياة السياسية. نوع من هذا الحراك السياسي حدث بمصر في تاريخها الحديث. قبل ثورة 25 يوليو وبعدها. فرأينا رجال الاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني. يحدث أيضا بمصر الآن. أعداد وشخصيات باهتة يصعب حصرها تخوض الانتخابات البرلمانية. لا ماض سياسي لها أو حتي اجتماعي. كذلك تكوين أكثر من المائة حزب لا يعرف المواطن العادي عنها حتي أسمائها. فما بالك ببرامجها السياسية أو أسماء مكتبها السياسي. ولكن ومع الايام لابد ان يلفظ الشعب الغث ويبقي علي الثمين. رأينا ذلك في امريكا وبريطانيا وفرنسا حيث أصبح لدي كل منها حزبان أو ثلاثة فقط. هم من استطاعوا البقاء. الخلاصة ما يحدث بمصر لم تنفرد به هي بل هذا هو الطبيعي وفق مسار المرحلة الخطيرة التي تمر بها حاليا. ولعلنا نتذكر جميعا ما حدث بالانتخابات الرئاسية أيام المجلس العسكري حيث تقدمت مصر كلها تقريبا للترشح لمنصب رئيس الجمهورية والتي انتهت بالإعادة بين مرسي وشفيق.. هكذا يحدثنا التاريخ... فلا داعي إذن لمحاولة البعض إعطاء تفسيرات تتفق وأغراضهم. ولاتخدم فقط سوي مصالحهم...