لم أفاجأ بهروب المدير الفني البرتغالي للزمالك جوزفالدو فيريرا.. بل وراهنت علي ذلك مع زملائي منذ مطلع الموسم بأنه لن يبقي لأكثر من 5 أسابيع من دوري الموسم الجديد. فيريرا لم يكن الأول الذي يهرب من نار جنة الزمالك.. نعم نار الجنة لأن الزمالك بعتاده الفني الحالي هو فريق يسيل له لعاب أي مدير فني يتمني تحقيق البطولات وبالتالي فهو جنة لأي مدرب.. ولكن مع التدخلات السافرة للإدارة وعلي رأسها الرئيس الذي اعتقد أنه المدير الفني وأن أي مدير فني عليه أن يستمع إلي تعليماته جعلت من تدريب صاحب الثنائية المحلية الدوري والكأس.. ناراً علي أي مدرب ومن الصعب أن يقبل بها أي مدير فني أجنبي آخر أو حتي مدير فني مصري لديه الحد الأدني من الاعتزاز بالنفس والكرامة. قبل فيريرا رحل حسام حسن في مطلع الموسم الماضي وفي نفس هذا التوقيت تقريبا ثم هرب بعده البرتغالي جيم باشيكو وقبلهما ميدو وكلهم لأسباب متشابهة وهي التدخل الدائم للإدارة في عمق الأمور الفنية. وإذا كانت ظاهرة تغيير المدربين في الزمالك هي ظاهرة دائمة وتاريخية فإن من المؤسف أن تقع في فترة تعتبر من أزهي فترات الزمالك فنياً.. فالفريق يمتلك الآن تشكيلا جديداً زاخراً بالنجوم والمهارات المختلفة التي نادراً ما تجتمع في تشكيلة واحدة.. كما أن الزمالك هو الفريق الوحيد في مصر الآن الذي يمتلك البديل الجاهز في كل مراكز الملعب وبنفس المستوي تقريبا ورغم ذلك أصبح الفريق الأفضل كروياً هو الفريق الأقل استقراراً علي مستوي الجهاز الفني. وأضيف هنا أن الزمالك سجل رقماً قياسياً سلبيا العام الماضي يضاف إلي الأرقام القياسية الإيجابية العديدة التي حققها.. وهو أنه فاز بلقب الدوري بخمسة أجهزة فنية في موسم واحد بدأت بحسام حسن ثم محمد صلاح ثم باشيكو ثم عاد محمد صلاح مرة أخري قبل حضور فيريرا الذي أكل التورتة بالفوز بلقبي الدوري والكأس. تابعت عن كثب ما حدث في نادي الزمالك عقب الخسارة في السوبر أمام الأهلي في الإمارات وفوجئت بجلسة مع فيريرا يطلب فيها رئيس النادي منه وضع تقريره الفني عن المباراة وكيفية توظيف كل لاعب علي السبورة ثم في النهاية طلب طلباً صريحاً باستبعاد هذا وذاك من التشكيل الاساسي والمطالبة بمشاركة آخرين في واقعة اعتقد لم تحدث في تاريخ الكرة وهي أمور لن يقبلها أي مدرب مبتدئ. أخشي علي الزمالك من تكرار تلك الواقعة مع كل مدير فني سيتولي المهمة لأنها لو حدثت والزمالك غير مؤهل للألقاب.. فهذا شيء عادي ولكن أن تحدث والفريق مؤهل للفوز ويملك مقوماته فهذه هي الطامة الكبري التي نعلمها جميعاً نقاد وجماهير وخبراء ولكننا لا نصارح بها أنفسنا خشية سلاطة اللسان....!!