اليوم.. إذ تبدأ انتخابات المرحلة الثانية للبرلمان الذي نرجو ان يكون هو برلمان الأمل والعمل.. ليعلم كل أفراد الشعب أن أداءهم للصوت الانتخابي ليس ترفاً ولا رفاهية.. وإنما هو واجب حتمي تؤكده مبادئ الوطنية وقيم الأخلاق وتعاليم الدين.. ذلك ان من لا يهتم بأمر أمته فليس منها وأن الإدلاء بالصوت الانتخابي واختيار النائب الصالح هو كلمة حق.. والساكت عن الحق شيطان أخرس.. هذا فضلاً عن أن الصوت الانتخابي هو شهادة يجب الإدلاء بها وعدم السكوت عنها.. وتتطلع الأمة إلي النائب الحفيظ الأمين الحارس للوطن ولنسيجه المتين القادر علي استظهار وبحث ودراسة مشاكل الجماهير.. ووضع الحلول الحاسمة للصعب منها والعسير.. والعمل علي تعظيم قيمة العمل والإنتاج والتنمية.. الممهد لدروب الحضارة والنهضة والترقية.. النائب الفاهم لأصول التشريع.. ووسائل الرقابة.. الحريص علي أن يفتح للخير نوافذه وأبوابه.. السائر علي نهج قائده في الإخلاص والوطنية.. وقوة الإيمان في العفة والطهارة.. ونقاء الضمير والوجدان.. في الصدق والصراحة والعدل والإحسان.. في التعاون علي البر والتقوي.. للقضاء علي العنف والإرهاب والعدوان.. نائب مهيأ للعمل الوطني الدؤوب الشاق قادر علي اقتحام الصعاب وتحمل المشاق.. يعتنق الألفة والوئام والمودة والوفاق.. ينكر الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.. تتطلع الأمة إلي نائب يجيد الولاء لربه ومولاه.. لأنه آنذاك يحسن الانتماء للوطن يصونه ويغار عليه ويرعاه.. نائب يؤمن أن النيابة عن الشعب هي واجب ومسئولية وتكليف.. ليست أبداً ترفاً أو وجاهة أو لافتة أو بطاقة لمجرد التشريف.. نائب يقبل علي النيابة ويتقبلها عبئاً وسبباً للانفاق.. وليست سبيلاً للكسب والتربح أو وسيلة للارتزاق.. نائب يلتزم بالوطن والشعب.. والقائد يصون العهد ويفي بالوعد ويسلك المسلك القويم الراشد ولن يأتي النائب علي النحو الذي يسعد به الوطن والشعب يبغيه.. إلا إذا أجيد الاختيار من قبل ناخبيه.. وهنا تبرز مسئولية المواطن الناخب.. فهي جد خطيرة فوزره إن أساء الاختيار كبير وعمله عاقبته مريرة.. وواجبه الذي يحاسبه الله والوطن عليه ان ينتخب من بين أفضل العناصر لديه من هو ذو خلق وأمانة ووفاء.. من يجيد العمل والأداء.. من يحسن لله والوطن والشعب الولاء والانتماء.. من يعيش واقع مجتمعه.. يرصده وينقله دون تراخي أو إبطاء.. من يقدر علي الإنتاج والإبداع والبذل والعطاء.. والناخب إن تراخ عن أداء واجبه الانتخابي فوزره عند الله كبير كما أنه إن تراخي عن أداء واجبه الانتخابي.. يكون عصياً لربه خائناً لشعبه كاتماً للشهادة التي أمره الله بأدائها امتثالاً لأمره تعالي: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه".. كما انه يكون ظالماً "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله".. إن الناخب الذي لا يؤدي واجبه الانتخابي ويختار النائب الكفء كما أنه كاتم للشهادة هو خائن للأمانة.. جاحد لحكم أناطه الله به ذلك قوله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".. كما أنه يكون مزوراً في شهادته مضيعاً لأمانته ظالماً في حكمه إذا اختار نائباً ليس جديراً بنيابته وآثره علي من هو أفضل منه.. فإنه آنذاك يوجه بحكم ما ورد في معني الحديث الشريف أن من ولي من أمر الأمة أحداً فأمر عليها أحداً محاباة فعليه لعنة الله والملائكة. لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتي يدخله جهنم.. وكذلك ما جاء في الحديث الشريف أن "من استعمل أحداً علي عصابة "جماعة الناس" وفيهم من هو أرضي لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين".. وكذلك من يسعي إلي النيابة وهو غير جدير بها.. إنما نذكره بما فعله الرسول صلي الله عليه وسلم مع الصحابي الجليل أبي ذر حين طلب الإمارة فأشفق عليه البشير النذير وقال له: يا أبا ذر إنك ضعيف. وإنها أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة. إلا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه منها. وهكذا تنعقد مسئولية المرشح والناخب في شأن البرلمان المنشود.. الذي نتمني أن يكون برلماناً يليق بمصر وثورتها المجيدة.. ثورة 30 يونيو.