أكد خبراء البحث العلمي والإعلام والاجتماع والموارد البشرية أن مشروع بنك المعرفة خطوة جيدة نحو الاستفادة القصوي من المعرفة واستخدامها بما يناسب ثقافتنا ومعتقداتنا تحتاج لآليات مساعدة لتفعيلها ووضع برامج لتنفيذها والاستفادة من هذا المحتوي لكافة أفراد الشعب من التلاميذ في المدارس والطلاب في الجامعات والموظفين لإعادة تأهيل الإنسان المصري من خلال إنشاء مشروعات أخري مكملة أهمها إعادة هيكلة التعليم وإنشاء مدارس بحثية وطرح برامج مبسطة لتوصيل المعرفة والتدريب علي استخدامها. يقول الدكتور طارق حسين رئيس أكاديمية البحث العلمي السابق لكي نحقق أقصي استفادة من بنك المعرفة.. يحتاج نظام التعليم أن يطور نفسه وكذلك المعلمون مع تدريبهم علي كيفية استخدامه وذلك حتي يقوموا بدورهم في توجيه الطلاب وتطويرهم وهذا بالنسبة لمرحلة التعليم ما قبل الجامعي أما إذا تطرقنا للحديث عن التعليم الجامعي فعلينا بكتاب الأستاذ والمذكرات التي يعتمد عليها الطلاب خاصة في الكليات النظرية خاصة أن هذا النظام لا يفرز طلاباً يفكرون ويبتكرون لذا لابد أن يعتمد الطلاب علي المراجع الالكترونية الموجودة في النظام الجديد وذلك يقضي أن يتعلم الطالب كيفية استخدام بنك المعرفة والمنظومة التكنولوجية الجديدة علي أن يتم إتاحتها لكافة الطلاب علي جميع المستويات. يشير الدكتور أسامة عشم أستاذ التنمية البشرية إلي أن المشروع في حد ذاته خطوة رائعة ولكن يحتاج لفترة طويلة من الوقت للاستفادة من ثماره العلمية لتحقيق النقلة الحضارية للاستثمار في البشر بما يتوافق مع عقلية الناس ومعتقداتهم فضلاً عن توفير الإمكانيات داخل المدارس والمعاهد والجامعات والمعاهد البحثية التي تعتمد بشكل كبير علي برامج النت والمعلومات التي توفر الوقت والمجهود لرفع مستوي الخدمة وإحداث ثورة معلوماتية ولابد من الإعلان عن آليات هذا المشروع من خلال بعض الخطوات الأساسية كإشراك الشباب في وضع الآليات والوقوف علي أوجه الاستفادة من المشروع عملياً وعمل استطلاع رأي في كل الهيئات للوقوف علي الاحتياجات وتوفيرها وهذا كله لن يحدث إلا بالاهتمام بالأطفال والنشء واختراق الأشياء المحبوبة لديهم ووضع كافة المعلومات للاستفادة منها. ويضيف عشم أن الخطوة الأولي دائماً صعبة ولكن يعتبر الأرضية التي ستنطلق منها مصر لإصلاح التعليم والبحث العلمي في كافة المجالات وإتاحة المعرفة لجميع المصريين شرط تحديدات الآليات وتفعيلها وإشراك كل مجالس إدارات الهيئات المعنية للمتابعة والوقوف علي نقاط ما حققه هذا المشروع من إنجازات. الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث الأسبق يشير إلي أن بنك المعرفة خطوة إيجابية جداً كنا في حاجة إليها ستخدم شباب الباحثين والعلماء وتمكنهم من الحصول علي المعلومات العلمية الموجودة في الدوريات العالمية غالية الثمن دون تحميلهم أعباء مالية. كما تمنع تكرار الأبحاث وتسهل الحصول علي المعلومات حيث يقوم الباحث بالبناء علي النتائج التي تمت قبل ذلك فهي خطوة مهمة تساعد في الحصول علي المعلومات من مصادرها وتعتبر خطوة ضمن إصلاح منظومة التعليم في مصر لذا لابد من تزويد جميع المدارس بأجهزة حاسبات آلية مرتبطة بالإنترنت وأنه سيكون بداية حقيقية للقضاء علي الدروس الخصوصية لذا لابد أن تبدأ برنامجاً متكاملاً لتطوير التعليم وأن يكون عام 2016 بداية إعلان الدولة التعليم كمشروع قومي لن يكون ذلك إلا بإصلاح المنظومة ككل والتي تتكون من أولاً المدرس ثانياً الطالب ثالثاً المدرسة رابعاً الأدوات التعليمية. فلابد أن يكون هناك مدرس مليء بالمعرفة حتي يستطيع تعليم الطلاب وأن تتحسن المدارس والأدوات التعليمية. الدكتور صفوت العالم أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن بنك المعرفة يحتاج إلي ضم بنوك أخري للمعرفة في الفترة الحالية لتدعيم خبرات ومهارات الطلاب العلمية والحياتية والثقافية كما أننا نحتاج لإعادة تقييم الطلاب بشكل كلي وليس جزئياً بحيث لا يعتمد علي الكتاب المدرسي فقط بل نفتح المجال العلمي له في كافة وسائل التكنولوجيا المتعددة وإتاحة الفرصة له للبحث والتنقيب عن المعلومات بمختلف الطرق. يضيف العالم أن الخطوة التالية لها البنك هي تدريب كل من المختصين من الباحثين سواء بالمدارس أو الجامعات أو المدارس البحثية علي كيفية استخدام هذا البنك والاستفادة منه وإيجاد طرق مبسطة وميسرة لتوصيل هذه المعرفة ليكون بداية لقفزة في البحث العلمي يتبعها تعريب العلوم والأبحاث مستقبلاً. أكد الدكتور سامي شريفة أستاذ الإعلام بالجامعة الحديثة لتكنولوجيا المعلومات أن فكرة بنك المعرفة المصري جيدة وسوف تساهم في إتاحة كافة المعلومات للجميع خاصة الدارسين والباحثين الأمر الذي سوف يساعد في التعرف علي الأفكار المغلوطة والارتقاء بالبحث العلمي ورفع تصنيف مصر عالمياً ولكن كان يجب أن يسبق هذه الخطوة إعادة هيكلة التعليم وتطويره لأن ميزانية التعليم في مصر ضعيفة للغاية إذا ما قورنت بميزانيات التعليم في الدول المجاورة وهو ينعكس بصورة سلبية علي مستوي الطالب والمدرس والبحث العلمي وهذا يتطلب مبادرات شعبية ودعماً حقيقياً من جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة من أجل إنجاح هذا المشروع الذي يحتاج إلي مبالغ مالية ضخمة لا تستطيع الدولة وحدها القيام بذلك. وتري الدكتور عزة كريم أستاذ الاجتماع بمعهد البحوث الاجتماعية أن هذا المشروع جيد وسوف يخدم كل فئات الشعب المصري خاصة الشباب ولكن الاختلاف عليه في التوقيت ليكون مجزي ويقبل عليه الشعب لأن المستفيدين منه في ذلك الوقت قلة والأمر يحتاج للاستقرار والشعور بالأمان حتي يعرف المواطنون أهمية هذا المشروع الذي تكلف الملايين. وتضيف كريم أنه لابد أن يشرف علي هذا المشروع خبراء متخصصون ومتدربون علي كيفية إدارة هذا البنك حتي وإن استدعي الأمر الحصول علي دورات بالبلاد التي نفذت بالتعاون معها. أما الدكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع تؤكد أن المعلومات الآن متاحة علي كافة المواقع الالكترونية مثل جوجل واليوتيوب ولكن بعض المعلومات لا تتاح للباحثين أو عامة الشعب إلا عن طريق المواقع مدفوعة الأجر لذا البنك يلبي احتياجات جميع فئات الشعب ابتداء من العالم وحتي الباحث المبتدئ إضافة إلي معرفة احتياجات سوق العمل الجديد حتي يستفيد منه الشباب المقبل علي الحياة العملية.